قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني لـ «الشرق الأوسط»: تعدد الترشيحات عمق الخلافات

كشف عن اجتماع بين مرشحي الحزب في بغداد اليوم وصولا إلى اختيار أحدهما

برهم صالح و فؤاد معصوم (يمين)
برهم صالح و فؤاد معصوم (يمين)
TT

قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني لـ «الشرق الأوسط»: تعدد الترشيحات عمق الخلافات

برهم صالح و فؤاد معصوم (يمين)
برهم صالح و فؤاد معصوم (يمين)

كشف قيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال طالباني عن أن «لقاء مهما» سيعقد اليوم في بغداد بين مرشحي الحزب لرئاسة العراق برهم صالح، نائب الأمين العام للاتحاد، وفؤاد معصوم، عضو المكتب السياسي السابق للحزب، بهدف «التوصل إلى صيغة مرشح واحد للرئاسة».
وقال القيادي، الذي فضل عدم نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» أن معصوم غادر لندن أمس متوجها إلى بغداد للقاء صالح بناء على طلب الأخير «لبحث الخروج بصيغة موحدة وتقديم اسم مرشح واحد عن الاتحاد لرئاسة الجمهورية حفاظا علي وحدة الحزب ووحدة الصف الكردي والعراقي في آن واحد»، مشيرا إلى أن «موضوع ترشيح اسمين لرئاسة الجمهورية عن الاتحاد لم يرق للكثيرين من قيادات وكوادر وجماهير الحزب». وأضاف أنه لو كان زعيم الحزب الرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال طالباني «يتمتع بصحته الجيدة لكان قد حسم موضوع الترشيح بلا انقسامات».
وأشار القيادي إلى أن موضوع المرشح «كان محسوما إلى ما قبل أيام لصالح برهم صالح لولا حدوث انقسام داخل قيادة الاتحاد، قسم مؤيد لصالح، وهو الأكبر والأقوى، وآخر مؤيد لأسماء أخرى بينها معصوم ونجم الدين كريم، محافظ كركوك والقيادي في الاتحاد، وعدنان المفتي قبل أن يسحب الحزب ترشيح كريم رغم إصرار الأخير على هذا الترشيح، وانسحاب المفتي من السباق الرئاسي». وحسب القيادي فإن «هذا أصعب موقف يمر به الحزب منذ انشقاق نائب الأمين العام للاتحاد نوشيروان مصطفى وتأسيسه لحركة التغيير، وما كنا نريد أن نمر بهذا الموقف بل كنا نريد أن نتوحد على اسم صالح كمرشح عن الاتحاد والتحالف الكردستاني الذي يؤيده لشغل منصب رئيس الجمهورية».
وأوضح القيادي أنه «لم يعد خافيا على أحد أن السيدة هيرو أحمد، زوجة طالباني، تقف ضد ترشيح صالح لأسباب لا تتعلق بالحزب، وأن هذا الموقف شق الاتحاد بين جناح مؤيد لها وآخر مناصر بقوة لصالح كما أن كوادر وأنصار الاتحاد من الشباب وأساتذة الجامعات وطلبتها يؤيدونه بينما يقف قسم من الحرس القديم مع جناح زوجة الأمين العام والقيادية في الحزب».
وأشار القيادي إلى أن «شخصية معصوم مقبولة وهو يتمتع بتاريخ نضالي ومؤسس للحزب لكنه انسحب من المكتب السياسي لكبر سنه ولأنه يريد أن ينصرف إلى مشاغله وحياته الخاصة، ونحن نرى أن العراق اليوم يحتاج وفي مثل هذه الظروف إلى شاب يتمتع بعلاقات محلية وإقليمية وعربية ودولية واسعة وهذا ما ينطبق على برهم صالح من دون التفريط بالتاريخ الوطني لمعصوم».
وقال القيادي في حزب طالباني إن «منصب رئيس جمهورية العراق يجب أن لا يخضع للانقسامات الحزبية والآراء الشخصية وكنا نتمنى أن يجري اقتراع على الأسماء من قبل قيادات وكوادر الاتحاد للتوصل إلى مرشح يتفق عليه الجميع بدلا من الدخول في هذه الإشكالات التي قد تزيد في انقسام حزبنا، بل كنا نتمنى أن يكون الاتفاق على صالح مصدر وحدة وقوة الاتحاد لا سيما أنه مقرب من طالباني». ونوه إلى أن «صالح يحظى كذلك بدعم من قيادات دينية وسياسية شيعية وسنية إضافة إلى دعم دول الجوار العربي ودول غربية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».