العدالة والتنمية المغربي يتراجع عن دعوته لإحداث لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات

مذكرة للحزب دعت إلى تغيير يوم الاقتراع وطالبت بإجبارية التصويت

العدالة والتنمية المغربي يتراجع عن دعوته لإحداث لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات
TT

العدالة والتنمية المغربي يتراجع عن دعوته لإحداث لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات

العدالة والتنمية المغربي يتراجع عن دعوته لإحداث لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات

وضع حزب العدالة والتنمية المغربي، متزعم التحالف الحكومي، لمساته الأخيرة على مذكرة المطالب الانتخابية التي سيرفعها إلى وزير الداخلية محمد حصاد خلال الجولة الثانية من المشاورات السياسية، التي تجريها الحكومة مع الأحزاب السياسية حول الانتخابات البلدية، المزمع إجراؤها منتصف العام المقبل.
وعدت المذكرة نزاهة الانتخابات المقبلة بمثابة مقياس لمدى قدرة المغرب على إنجاح انتقالها الديمقراطي، وعلى القطع مع الإفساد الانتخابي، الذي كشفت الانتخابات الجزئية الأخيرة استمراره والتواطؤ المستفز والصادم. وتراجع حزب العدالة والتنمية، حسب المطالب الواردة في المذكرة، عن أهم مطلب رفعه، حينما كان في المعارضة، في وجه ثلاث حكومات سابقة، والذي يقضي بإحداث لجنة مستقلة عن الجهاز الحكومي للإشراف على الانتخابات، وأصبح الحزب ذو المرجعية الإسلامية مقتنعا منذ قيادته للسلطة التنفيذية بالإشراف السياسي واللوجيستيكي للحكومة.
وطالبت المذكرة، التي أعدتها لجنة مصغرة من الحزب الحاكم، والتي تضم وزير الدولة عبد الله بها، ووزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني، ورئيس ديوان رئيس الحكومة جامع المعتصم، بإجبارية تصويت الناخبين، واقترحت اللجوء لإجراءات جزرية ضد المتخلفين. ودعت المذكرة، التي كان متوقعا أن تصادق عليها الأمانة العامة الليلة الماضية، إلى تغيير يوم الاقتراع الذي جرت العادة خلال الاستحقاقات الانتخابية السابقة أن يكون يوم الجمعة، وتعويضه بيوم الأحد لتجنب اللامبالاة الانتخابية، وضمان شروط مشاركة أوسع، حيث يظل تحقيق هذا المطلب أكبر الرهانات المعقودة على الانتخابات المقبلة. كما اقترحت مذكرة «العدالة والتنمية» العمل على توسيع مجال العمل بنمط الاقتراع باللائحة ليشمل الدوائر الانتخابية، التي لا يتجاوز عدد سكانها 35 ألفا، كما دعت المذكرة إلى القضاء على الدوائر الانتخابية الصغرى عبر العمل على دمجها، كما طالبت بإشراك جمعيات المجتمع المدني في عملية تسجيل الناخبين، والتشطيب على المتوفين منهم، وشددت على ضرورة اعتماد التسجيل الأوتوماتيكي للناخبين على أساس سجلات البطاقة الوطنية (الهوية).
وأوصت المذكرة وزارة الداخلية بالاحتفاظ بأوراق التصويت طيلة فترة الطعن، ليجري الاحتكام إليها خلال المنازعات الانتخابية، ودعت الوزارة إلى تعديل النصوص الخاصة بالتمويل لتشمل مراحل الإعداد والحملة ويوم الاقتراع.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.