مصادر دفاعية وبرلمانية عراقية تؤيد ضمنا التقييم الأميركي

مسؤول عسكري: جاهزية قواتنا تحسنت بعد أحداث الموصل

مصادر دفاعية وبرلمانية عراقية تؤيد ضمنا التقييم الأميركي
TT

مصادر دفاعية وبرلمانية عراقية تؤيد ضمنا التقييم الأميركي

مصادر دفاعية وبرلمانية عراقية تؤيد ضمنا التقييم الأميركي

في الوقت الذي تناقضت فيه آراء عدد من نواب البرلمان العراقي من أعضاء لجنة الأمن والدفاع، فضلا عن مصادر عسكرية مسؤولة تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، بشأن التقييم الأميركي لوضع المؤسسة العسكرية العراقية، فإنهم أيدوا ضمنا العديد من النقاط التي تناولها التقرير.
وفي هذا السياق، أكد مصدر عسكري مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه أنه «بصرف النظر عن بعض أوجه الدقة في التقرير لجهة عدم جاهزية العديد من الوحدات العاملة حاليا، وهو ما أثبته الميدان، لا سيما في الموصل، لكن القول إن هناك اختراقا لميليشيات مدعومة من إيران ينطوي على مغالطة تاريخية وواقعية معا»، مشيرا إلى أن «الكثير من الميليشيات التي تعود إلى أحزاب كانت قد تشكلت في الخارج وقاتلت ضد النظام السابق قد جرى دمجها بالمؤسسة العسكرية العراقية منذ وقت مبكر، وباتت خاضعة للمؤسسة العسكرية بالكامل، باستثناء المشاكل مع قوات البيشمركة الكردية التي وإن تعترف حكومة كردستان بكونها جزءا من المؤسسة العسكرية، وتريد صرف رواتبها من الموازنة العامة للدولة، لكنها ترفض ربطها بالقيادة العامة للقوات المسلحة».
وأضاف المصدر العسكري أن «القوات العراقية باتت الآن أكثر جاهزية، لا سيما بعد إعادة هيكلة بعض القطعات وإجراء محاسبات شديدة لبعض الضباط والقادة العسكريين الكبار، وهو ما باتت تفرزه المعارك الجارية حاليا، إذ نلاحظ الفرق بين ما حصل في الموصل وتكريت يوم العاشر من يونيو (حزيران) الماضي، والمعارك الجارية الآن، التي فيها غلبة واضحة للجيش».
وردا على سؤال بشأن إعداد المتطوعين الذين هم في الغالب من مكون معين (شيعة)، ومدى تأثير ذلك على ما يُسمى التوازن الوطني، قال المصدر العسكري إن «عملية التطوع جاءت رد فعل لأمر وقع، وكاد يؤدي إلى كارثة وطنية، ثم إن التطوع شمل الجميع وليس الشيعة فقط، خصوصا أن القائد العام للقوات المسلحة قنن عملية التطوع في إطار وطني، عندما دعا الجميع إلى التطوع وإعادة ضباط الجيش السابق».
بدوره، قال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية السابق والقيادي في التحالف الكردستاني شوان محمد طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الإشكالية تبدو دائمة، وكانت حاضرة باستمرار، في إطار عملنا كلجنة أمن ودفاع، إذ إن المخططين الاستراتيجيين، أو يفترض أنهم كذلك، ليسوا رجالا على صعيد صناعة القرار الأمني والدفاعي»، مشيرا إلى أن «مشكلتنا لا تكمن في عدد الجيش العراقي، حيث لدينا مليون ونصف المليون، بل في العدة والجاهزية والتدريب، والأهم من ذلك كله الولاء». وأوضح طه أن «المتطوعين الجدد زادوا مما يعانيه الجيش من مشاكل وأزمات، فإذا تخطينا كون المتطوعين من مكون واحد، فإن هؤلاء يحتاجون إلى تدريب وتأهيل، وطالما لا يوجد في الأفق ما يدعم هذا التوجه، فإن الترهل سوف يزداد ونفوذ الميليشيات يزداد أيضا»، موضحا أن لدينا أسلحة، لكن لا نستطيع استخدامها حاليا لأسباب تتعلق بالجاهزية، وبالتالي فإن ما نحتاجه في الواقع ليس السلاح، وإنما سياسة تسليحية سليمة.
من جهته، قال عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف الوطنية وعضو لجنة الأمن والدفاع والضابط السابق في الجيش العراقي، حامد المطلك، إن «الأحداث الأخيرة وما لحق بالجيش من هزيمة أدت إلى تعميق أزمته، فإذا كان في السابق يتهم بأنه مخترق من قبل الميليشيات، وهي التي تحركه فإن هذا الموضوع الآن صار علنيا ومن دون غطاء». وأضاف المطلك أن «المؤسسة العسكرية العراقية أنهاها الاحتلال الأميركي بالقرار الأحمق، الذي اتخذه الحاكم المدني بول بريمر بحل الجيش، وهو ما فسح المجال أمام الميليشيات لأن تصبح هي الجيش البديل، ولأنها بلا عقيدة أو ولاء وطني، فقد فشلت في أول مهمة لها ولم تصمد أمام زحف المجاميع المسلحة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».