وصول دفعة من المواد الكيماوية السورية إلى المملكة المتحدة لتدميرها

الخارجية البريطانية: ما زالت لدينا شكوك حول ترسانة دمشق

ارشيفية
ارشيفية
TT

وصول دفعة من المواد الكيماوية السورية إلى المملكة المتحدة لتدميرها

ارشيفية
ارشيفية

تتواصل عملية تفكيك وتدمير ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية، حيث من المرتقب وصول دفعة من المواد الكيماوية السورية إلى بريطانيا لتدميرها على أراضيها. وقد ساهمت دول أوروبية بالإضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا في جهود تدمير الترسانة السورية خلال الأشهر الماضية. وقررت بريطانيا المساهمة بتدمير 50 طنا إضافيا من مخزون الأسلحة الكيماوية السورية ليصل إجمالي الكمية التي وافقت على التخلص منها إلى 200 طن. وشرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية فرح دخل الله لـ«الشرق الأوسط» أن «المواد التي ستدمر هي ليست أسلحة كيماوية بل مواد كيماوية لديها أغراض صناعية يمكن استخدامها عسكريا». وأضافت الناطقة أن «عملية استخراج المواد المعلن عنها لا تكفي لجعل المجتمع الدولي قادرا على الثقة» من تخلص سوريا من كل أسلحتها الكيماوية، مشددة على ضرورة «مواصلة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية عملها للتدقيق في الملف السوري والتأكد من عدم وجود أسلحة كيماوية متبقية»، قائلة: «ما زالت لدينا شكوك، خصوصا أنه كانت هناك ثغرات في الإعلان السوري عن الترسانة الكيماوية سابقا».
وفي مواجهة تهديد أميركي بشن غارات جوية عليها بعد تقارير باستخدام غاز «السارين» على مدنيين، تعهدت سوريا بإزالة مخزونها من المواد الكيماوية البالغ 1300 طن.
وتعد بريطانيا من بين مجموعة دول عملت على تدمير الترسانة الكيماوية السورية خلال الأشهر الماضية. وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت الأسبوع الماضي أن دمشق استخدمت على الأرجح كيماويات صدرتها شركات بريطانية إليها بشكل قانوني في الثمانينات لإنتاج غاز السارين. وصرح وزير الخارجية ويليام هيغ بذلك في بيان مكتوب للبرلمان بهدف إجلاء الحقيقة يوم الأربعاء الماضي.
وفحصت بريطانيا سجلات كيماويات مزدوجة الاستخدام صدرتها إلى سوريا وتعتقد الآن أن بعضها استخدم في برنامج الأسلحة الكيماوية السوري.
وقال هيغ: «من واقع البيانات المتاحة لدينا نستخلص أن ثمة احتمالا لاستخدام سوريا الكيماويات التي صدرتها الشركات البريطانية في برنامجها لإنتاج غاز الأعصاب السارين في وقت لاحق».
وذكر البيان تفاصيل ثلاث شحنات جرى تصديرها بين عامي 1983 و1986 من مئات الأطنان من مواد كيماوية تقول بريطانيا بأنها يمكن استخدامها في إنتاج غاز الأعصاب. وتابع البيان أن مراوح تهوية صدرتها شركة بريطانية لسوريا في عام 2003 استخدمت في منشأة أسلحة كيماوية. وقال هيغ بأن الكيماويات لم تكن خاضعة لقيود دولية أو بريطانية على التصدير في ذلك الحين إذ جرى تشديد اللوائح بعد التصدير بفترة قصيرة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.