حصيلة ضحايا غزة تتعدى الـ170.. والجامعة العربية في اجتماع طارئ لبحث الأوضاع

الجيش الإسرائيلي يعتقل 11 نائبا في المجلس التشريعي الفلسطيني

حصيلة ضحايا غزة تتعدى الـ170.. والجامعة العربية في اجتماع طارئ لبحث الأوضاع
TT

حصيلة ضحايا غزة تتعدى الـ170.. والجامعة العربية في اجتماع طارئ لبحث الأوضاع

حصيلة ضحايا غزة تتعدى الـ170.. والجامعة العربية في اجتماع طارئ لبحث الأوضاع

يعقد وزراء خارجية جامعة الدول العربية اجتماعا اليوم (الاثنين) في القاهرة، لبحث تدهور الأوضاع في قطاع غزة، حيث أدى القصف الاسرائيلي الى مقتل 172 فلسطينيا في سبعة أيام.
ويضغط المجتمع الدولي من أجل التوصل الى حل للنزاع، فيما طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الأمم المتحدة رسميا "توفير الحماية الدولية لشعب وأرض فلسطين".
وأعلنت الخارجية المصرية في بيان مساء أمس (الاحد) عن انعقاد "اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية (...) في القاهرة مساء الاثنين". مؤكدة أن الاجتماع يهدف الى "بحث الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظل تواصل العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والعمل على الوقف الفوري لنزيف الدم بين الابرياء من المدنيين الفلسطينيين، وصياغة موقف عربي موحد في هذا الشأن". وسيبدأ الاجتماع في الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش.
وأسفر الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، الذي بدأ ردا على اطلاق صواريخ فلسطينية، على الأقل عن مقتل 172 فلسطينيا وجرح 1130 منذ الثلاثاء الماضي، أغلبهم من المدنيين.
من جانبها، أكدت مصر يوم الجمعة الماضي، انها تواجه "تعنتا" في جهود تبذلها منذ ايام لوقف الغارات الاسرائيلية والعنف في قطاع غزة، ودانت "سياسات القمع والعقاب الجماعي" التي تنتهجها اسرائيل، داعية الأسرة الدولية الى وقف النزاع، الذي أدى الى سقوط اكثر من مائة قتيل فلسطيني خلال أربعة أيام.
وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم أول من أمس السبت من "مخاطر التصعيد العسكري، وما سيسفر عنه من ضحايا من المدنيين الابرياء" في قطاع غزة، بعد لقائه بمبعوث اللجنة الرباعية للشرق الاوسط توني بلير.
يذكر أن مصر أشرفت عام 2012 على اتفاق لوقف النار بين اسرائيل وحماس لإنهاء نزاع أسفر عن مقتل 177 فلسطينيا وستة اسرائيليين.
وعلى صعيد متصل، حذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من "تداعيات خطيرة" للعملية العسكرية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة، بحسب ما افاد مصدر رسمي اليوم.
وقال الديوان الملكي في بيان، ان الملك عبد الله وبان كي مون بحثا في "تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث جدد الملك التحذير من التداعيات الخطيرة لما يجري في القطاع على المنطقة واستقرارها".
واكد العاهل الاردني "ضرورة وقف استهداف المدنيين وأهمية احترام القانون الدولي في هذا الشأن" محذرا من "مخاطر الفراغ الناجم عن توقف المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي وفق حل الدولتين، مما سيؤدي إلى مزيد من العنف والتصعيد".
يذكر أن الجيش الاسرائيلي اعتقل 11 نائبا في المجلس التشريعي الفلسطيني ليل الاحد / الاثنين، بحسب ما اعلن نادي الاسير الفلسطيني في بيان.
وقال النادي في بيان صباح الاثنين "اعتقل الاحتلال 11 نائبا الليلة الماضية" في انحاء الضفة الغربية المحتلة. وبهذا يرتفع عدد النواب الفلسطينيين المعتقلين في اسرائيل الى 34 نائبا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».