26 مرشحا محتملا للانتخابات الرئاسية في تونس

جدل سياسي واسع جراء مشاركة قيادات سياسية في إفطار أقامه السفير الأميركي

26 مرشحا محتملا للانتخابات الرئاسية في تونس
TT

26 مرشحا محتملا للانتخابات الرئاسية في تونس

26 مرشحا محتملا للانتخابات الرئاسية في تونس

عبرت 26 شخصية سياسية تونسية عن رغبتها في خوض منافسات الوصول إلى قصر قرطاج، ومن المتوقع أن يرتفع عدد المتنافسين إلى الثلاثين في حال تقدمت بعض الشخصيات المستقلة إلى الانتخابات نفسها. ووفق متابعين للشأن السياسي التونسي، فإن نوايا الترشح الحالية تنقسم إلى ترشحات جدية تدعمها أحزاب سياسية ذات ثقل اجتماعي وانتخابي، وترشحات يطغى عليها الجانب الاعتباري؛ إذ إن المقبلين على الترشح لديهم غايات اعتبارية تخفي منعهم طوال أكثر من ستة عقود من إمكانية الترشح لمقعد الرئاسة.
وأعربت امرأتان فقط حتى الآن عن نية خوض منافسات الانتخابات الرئاسية، وهما آمنة القروي رئيسة حزب الإصلاح والبناء، وبدرية قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، التي أعلنت عن ترشحها بصفة مستقلة.ولا يبدو أن طريق الوصول إلى قصر قرطاج ممهدا أمام كل المرشحين، ويكفي التذكير بأن من شروط التزكية للترشح للانتخابات الرئاسية كما نص على ذلك القانون الانتخابي الحصول على تزكية عشرة نواب من المجلس التأسيسي (البرلمان) أو توقيع عشرة آلاف ناخب تونسي مسجل في اللوائح الانتخابية، أو الحصول على توقيع كتابي من 30 رئيس بلدية. وهذا الشرط قد يزيح كثيرا من نوايا الترشح قبل الأوان.
وتضم قائمة المرشحين «الأوفر حظا» سبعة مرشحين على الأقل هم: الرئيس التونسي الحالي المنصف المرزوقي، والرئيس الشرفي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وأحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري، وحمة الهمامي المتحدث باسم الجبهة الشعبية (تحالف يضم 12 حزبا سياسيا يقوده حزب العمال) وهي أول انتخابات رئاسية يخوضها الهمامي طوال أكثر من 40 سنة من العمل السياسي. ويحظى ترشح الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس بدعم النخب الليبرالية وجزء من التيارات اليسارية، وهو مرشح بارز لهذا المنصب من خلال أحدث استطلاعات الرأي التي تمنحه مراتب متقدمة على حساب خصومه السياسيين، خاصة حركة النهضة سواء في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية. ويحظى ترشح مصطفى بن جعفر رئيس حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ورئيس المجلس التأسيسي الحالي (البرلمان التونسي) بدعم قيادات نقابية وحقوقية. كما أن ترشح الهاشمي الحامدي رئيس حزب «تيار المحبة» وكمال مرجان رئيس حزب المبادرة، وإعرابهما عن نية المنافسة على كرسي الرئاسة قد يمثل مفاجأة انتخابية مهمة على غرار حصول الحزب الذي يقوده الحامدي على المرتبة الثانية بعد حركة النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي سنة 2011
من ناحية أخرى، خلف حضور عدد من السياسيين التونسيين مائدة إفطار أقامها السفير الأميركي لدى تونس يوم الجمعة الماضي على شرفهم، جدلا سياسيا واسعا بشأن مدى التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي التونسي وتأثير مثل تلك التدخلات على سلطة اتخاذ القرار. ووجه منتقدو هذه المأدبة اللوم إلى السياسيين الذين قبلوا الدعوة في ظل العدوان الذي يتعرض له الفلسطينيون بقطاع غزة، وتناولوا الإفطار مع سفير دولة تدعم إسرائيل دعما أعمى، على حد تعبيرهم. وتفاعلا مع تلك الانتقادات الموجهة للأحزاب التي قبلت دعوة السفير الأميركي لدى تونس، نفى مفدي المسدي المكلف الإعلام والاتصال في رئاسة الحكومة امتعاض الحكومة من لقاءات أجرتها قيادات سياسية مع عدد من السفراء الأجانب المعتمدين لدى تونس. وقال في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية إن «تونس بلد الحريات، والحكومة محايدة، ولا تتدخل في الشأن الداخلي للأحزاب، بما في ذلك اتصالات القيادات السياسية بالسفراء». وذهبت بعض القيادات السياسية إلى حد تشبيه مائدة الإفطار بـ«طبخة أميركية» تعدها لتونس.
في المقابل، دافع أحمد نجيب الشابي، القيادي في الحزب الجمهوري، في تصريحات إعلامية قال فيها إن المناسبة من التقاليد التي دأبت عليها السفارة الأميركية، وهي، على حد قوله، مسألة بروتوكولية ليس إلا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.