أعيد بث قناة «جيو» الباكستانية الرائدة بصفة رسمية اعتبارا من 20 يونيو (حزيران) من قبل هيئة تنظيم الإعلام في باكستان «بميرا» عقب مرور 15 يوما من تعليق بث القناة. ومع ذلك، فلا تزال قناة «جيو» تشكو من أن مشغلي الكابلات لم يحرروا بث القناة بعد.
وصرحت مؤسسة الأخبار اليومية الدولية «دايلي نيوز إنترناشونال»، وهي المؤسسة الشقيقة لقناة «جيو» الإخبارية: «لم يحرر مشغلو الكابلات بث قناة (جيو) الإخبارية في معظم أنحاء البلاد، وتأتي إشارات الإرسال لقناة (جيو) ضعيفة في بقية المناطق لدرجة أنه يصعب استقبالها على شاشات التلفاز».
وجاء قرار حجب بث قناة «جيو» لمدة 15 يوما من جانب هيئة تنظيم الإعلام في باكستان بسبب بثها لمزاعم تفيد بأن رئيس الاستخبارات الباكستانية، كان وراء الهجوم على حميد مير، أحد كبار الإعلاميين في البلاد ومضيف البرنامج الحواري في تلفاز قناة «جيو».
وقد تعرض حميد مير لإصابات بالغة إثر هجوم مسلح تعرض له خارج مطار كراتشي في 19 أبريل (نيسان)، بعد هبوط طائرته بنصف ساعة تقريبا، وكان في طريقه لرئاسة مكتب محطة تلفاز «جيو» من أجل استضافة برنامج حواري خاص حول العنف المتصاعد في كراتشي.
هذا وقد أذيع اتهام عائلة حميد مير خبرا عاجلا على تلفاز «جيو»، وخلال الساعات الست التالية استمرت القناة في بث لرسالة على رؤوس المشاهدين بأن مدير الاستخبارات العسكرية اللواء ظهير الإسلام هو من أمر بالهجوم على حميد مير. وعرضت قناة «جيو» صورة للواء ظهير الإسلام ومقاطع فيديو تبرز اجتماعاته الرسمية لمدة ست ساعات مع الأخبار العاجلة.
وفي ذلك كانت قناة «جيو» بمفردها تماما من حيث بث الخبر المذكور، حيث لم تحط القنوات الإخبارية الأخرى علما بخبر الهجوم على حميد مير، عقب إبراز معلومات موجزة بشأن تعرض أحد كبار الصحافيين لهجوم في كراتشي.
وسرعان ما تعرضت قناة «جيو» للهجوم من اليمين واليسار والوسط. ووجهت معظم القنوات الاتهامات إلى قناة «جيو» بتعريض المصالح الوطنية للإيذاء ووصفتها بأنها الوكيل الهندي. وقد تقدم وزير الدفاع الباكستاني بالنيابة عن الاستخبارات العسكرية الباكستانية بشكوى إلى هيئة تنظيم الإعلام في باكستان، متهما قناة «جيو» بالتحرك ضد المصالح الوطنية للبلاد، ومطالبا بسرعة سحب ترخيص القناة على الفور. وكانت هناك قلة من الصحافيين والمحللين الباكستانيين الذين ظهروا على القنوات الإخبارية الأخرى ليدعموا مطلب وزير الدفاع الباكستاني من حيث إلغاء رخصة قناة تلفاز «جيو». وفي الأثناء ذاتها مررت سلطات الجيش أوامر بحجب بث قناة «جيو» في مناطق التجمعات العسكرية.
وقد اقترح بعض الصحافيين وجوب اعتذار قناة «جيو» لما صدر منها حيال الإساءة إلى شخص مدير الاستخبارات العسكرية ومؤسسة الاستخبارات العسكرية الباكستانية في مقابل وقف حجب القناة من قبل الجيش والاستخبارات العسكرية، وقال جاويد تشودري، وهو من كبار الإعلاميين: «أعتقد أنه ينبغي على (جيو) الاعتذار». في الأثناء ذاتها، شكلت هيئة تنظيم الإعلام في باكستان لجنة ثلاثية، تتألف من برويز راتور، رئيس هيئة تنظيم الإعلام في باكستان بالإنابة، وسيد إسماعيل شاه، وإسرار عباسي، للتحقيق في الاتهامات التي قدمتها وزارة الدفاع ضد قناة تلفاز «جيو» والبرنامج المذاع من أجل إرسال الإخطارات إلى إدارة القناة بشأن تكليفهم بالمثول أمام اللجنة بحلول السادس من مايو (أيار).
ورفعت وزارة الدفاع شكواها إلى هيئة تنظيم الإعلام في باكستان ضد قناة تلفاز «جيو» يوم الثلاثاء، تتهم فيها القناة بإدارة حملة شرسة تستهدف تشويه صورة الاستخبارات العسكرية الباكستانية.
وذكرت عريضة الشكوى ذات الصفحات الأربع، والتي تضمنت نصا لنشرات الأخبار والمؤشرات والأخبار العاجلة، أنه: «انتهك التقرير المذكور الشروط والأحكام الخاصة بالترخيص لقناة تلفاز «جيو».
وحثت الوزارة الهيئة المنظمة على إيقاف ترخيص القناة على الفور ثم إلغائها بالكلية بموجب المادة 20 من قانون هيئة تنظيم الإعلام في باكستان لعام 2002 عقب فحص الحقائق. ولم تطلب الوزارة من الهيئة إيقاف ترخيص القناة فحسب، بل دعت الهيئة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد محرري وإدارة القناة.
في هذه الأثناء، بدأت حرب من الادعاءات والادعاءات المضادة بين القنوات الإخبارية المنافسة، في حين كانت هيئة تنظيم الإعلام في باكستان تدرس الشكوى المقدمة ضد قناة تلفاز «جيو». حيث بدأت قناة ARY الإخبارية، وهي قناة إخبارية رائدة أخرى في باكستان، في اتهام نواز شريف رئيس الوزراء بدعم قناة تلفاز «جيو» ضد الجيش.
بدأت قناة تلفاز «جيو» الإخبارية، في هذه الأثناء، الادعاء بأن «القوى الخفية» تحاول منع إعادة البث في باكستان، على الرغم من الأوامر الواضحة الصادرة من هيئة تنظيم الإعلام في باكستان بخصوص إعادة بث قناة تلفاز «جيو»، وقد أعلنت إدارة قناة تلفاز «جيو» عن خسارتها لمليار روبية من حيث إيرادات الإعلانات.
وقبل أسبوع قامت هيئة تنظيم الإعلام في باكستان بإصدار الأوامر لإغلاق قناة ترفيهية تابعة لمجموعة «جيو» من أجل بث محتويات تجديفية في برنامجها الصباحي. وتصاعدت الاتهامات بالتجديف ضد القناة حينما عرضت مجموعة من الفتيات والفتيان يرقصون في اختلاط على خلفية أغنية دينية. وظهرت إدارة القناة مع مضيف البرنامج الصباحي للاعتذار بخصوص ذلك الخطأ. ولكن اعتبارا للحساسيات الدينية قررت هيئة تنظيم الإعلام في باكستان بفرض حظر لمدة شهر واحد على قناة «جيو» الترفيهية المذكورة.
ومع ذلك زعمت إدارة قناة تلفاز «جيو» أنهم يتعرضون للتمييز، حيث تقوم القنوات الأخرى ببث المحتويات ذاتها مرارا وتكرارا، وقالت إدارة القناة: «ولكن لم يتم تعليق تراخيصهم» على نحو ما نشرته جريدة الأخبار الدولية نقلا عن إدارة القناة.
باكستان تعيد بث شبكة «جيو نيوز» بعد حجب إرسالها 15 يوما
بعد اتهامات للاستخبارات بمزاعم الاعتداء على الإعلامي حميد مير
باكستان تعيد بث شبكة «جيو نيوز» بعد حجب إرسالها 15 يوما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة