«غرفة ثوار ليبيا» تهدد باستخدام القوة لإنهاء أزمة حقول النفط

«غرفة ثوار ليبيا» تهدد باستخدام القوة لإنهاء أزمة حقول النفط
TT

«غرفة ثوار ليبيا» تهدد باستخدام القوة لإنهاء أزمة حقول النفط

«غرفة ثوار ليبيا» تهدد باستخدام القوة لإنهاء أزمة حقول النفط

بينما تدنى إنتاج ليبيا من النفط الخام ليصل إلى 225 ألف برميل فقط، أعلنت «غرفة عمليات ثوار ليبيا» أنها لن تتوانى في إعادة فتح الحقول والموانئ النفطية في شرق ليبيا، بما «يمليه الحكم الشرعي والواجب الوطني والوفاء لدماء الشهداء، سواء بادرت الدولة أو تباطأت في أداء مسؤولياتها وواجباتها».
واتهمت الغرفة في بيان لها من وصفتهم بـ«العصابات المحسوبة على حرس المنشآت النفطية» بالعمل على تقسيم البلاد وضياع ثرواتها ومقدراتها، في ظل عجز المؤتمر الوطني (البرلمان) وضعف الحكومة وتواطؤ الجيش وصمت مؤسسات المجتمع المدني وتلكؤ أعيان ومشايخ القبائل في مواجهة هذه الأزمة التي طال أمدها.
وقالت الغرفة إنها ترفض أي شروط تملى على الشعب الليبي أو تنتقص من حريته أو كرامته، بما في ذلك المساومات السرية أو العلانية لتسوية القضية العالقة، معتبرة أن كل فرص التفاوض مع من يغلقون الحقول والموانئ النفطية «استنفدت معهم»، وأنه في ظل وجود الثوار البواسل فإن الغرفة قادرة على طردهم واستكمال واجبات الثورة.
وكان محمد الحراري، الناطق الرسمي بالمؤسسة الوطنية الليبية للنفط، أعلن أن إنتاج ليبيا من النفط الخام ما زال في مستوياته المتدنية نتيجة لإغلاق بعض الحقول والموانئ النفطية، مشيرا إلى أن إنتاج الغاز بلغ أول من أمس ألفي مليون قدم مكعب، ويجري ضخه في الخط الساحلي لتغذية محطات الكهرباء ويصدر الفائض منه إلى إيطاليا.
من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء المحلية أن أزمة الوقود التي مرت بها العاصمة طرابلس وضواحيها انتهت، مشيرة إلى اختفاء ظاهرة الازدحام في محطات توزيع الوقود داخل العاصمة منذ مساء أول من أمس، وأنه لا وجود لطوابير السيارات في المحطات.
في غضون ذلك، ورغم تأكيد الحكومة الانتقالية في ليبيا تجاوز أزمة ظهور أحمد قذاف الدم، ابن عم العقيد الراحل معمر القذافي، على شاشة إحدى القنوات الفضائية الخاصة في مصر عقب الإفراج عنه في قضية مقاومة السلطات المصرية لدى اعتقاله قبل شهور، اعتبرت لجنة الشؤون الخارجية بالمؤتمر الوطني العام (البرلمان) أن هذا الظهور يمثل ما وصفته بالتحريض على ثورة السابع عشر من فبراير (شباط)، وعلى زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا. واستنكرت اللجنة، في بيان لها، تصرف بعض المسؤولين المصريين بالسماح لـ«قذاف الدم» بالظهور على وسائل الإعلام، ووصفته بالتصرف غير المقبول، محذرة من أن مثل هذه التصرفات من شأنها أن تتسبب بشرخ في العلاقات بين البلدين والإضرار بالمصالح المشتركة بينهما.
وجددت اللجنة مطالبة السلطات المصرية بتسليم المطلوبين الليبيين الموجودين على أراضيها، والمتورطين في جرائم مختلفة بحق الشعب الليبي.
من جهتها، جددت مصر حرصها على تنمية علاقاتها مع ليبيا. وأعلن هاني صلاح، المتحدث الرسمي باسم الحكومة المصرية، أن بلاده لن تسمح بأي حال من الأحوال بأن تقوم أطراف - مهما كانت - بنشاط مناوئ للدولة الليبية ولمصالح وتطلعات الشعب الليبي العزيز انطلاقا من الأراضي المصرية، مثلما لا تسمح مصر لأي طرف بالتدخل في شؤونها الداخلية.
ونقلت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» المصرية الرسمية عن صالح قوله إن بلاده «تعتزم الاستمرار في نهج التواصل مع الأشقاء في ليبيا وتعزيز العلاقات في كل القطاعات، على نحو يسهم في تحقيق آمال وطموحات الشعبين الليبي والمصري في غد أفضل يسوده العمل من أجل الحرية والديمقراطية، وليكون المواطن وحقوقه هما مركز الاهتمام».
وأضاف صلاح أن «مصر أثبتت التزامها بهذه المبادئ عبر العديد من المبادرات، كان آخرها إطلاق سراح عدد من المواطنين الليبيين وإعادتهم إلى ليبيا بعد أن كانوا قد دخلوا إلى الأراضي المصرية بطريقة غير مشروعة.. وهو المسار الذي يهمنا الحفاظ عليه لقطع الطريق على أي تصرفات شخصية تهدف للتأثير سلبا على العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».