يواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جولته في أميركا اللاتينية، بهدف نسج تحالفات في هذه المنطقة، بعد تعقد علاقاته مع الغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية. وشدد بوتين بعد اجتماع مطول عقده مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، مساء أول من أمس، على رغبة بلاده في إنشاء «تحالفات كاملة» مع أميركا اللاتينية.
وحط بوتين أمس في الأرجنتين، المحطة الثالثة في جولته بالمنطقة، حيث كان مفترضا أن يجتمع مع الرئيسة كريستينا كيرشنر للتوقيع على اتفاقيات ثنائية. وفي طريقه إلى هناك، توقف في نيكاراغوا لمدة ساعتين حيث اجتمع مع الرئيس دانيال أورتيغا وبحث معه التعاون الثنائي. ووصف بوتين نيكاراغوا بأنها «شريك مهم للغاية» بالنسبة لروسيا، بينما قال أورتيغا خلال لقائه مع الرئيس الروسي: «إنها زيارة تاريخية».
وكان بوتين بدأ جولته بزيارة هافانا وعقد لقاء وصفه بأنه «لقاء مطول وهام جدا» مع الزعيم التاريخي للثورة الكوبية فيدل كاسترو. وبعد اللقاء قال بوتين لصحافيين روس: «نعم، أجرينا لقاء مطولا ومهما جدا» موضحا أنهما بحثا في «مسائل دولية ومشكلات ثنائية». وذكر الموقع الكوبي الرسمي «كوباسي» من جهته أن «اللقاء تناول مواضيع دولية راهنة، وحالة الاقتصاد العالمي وتطوير العلاقات بين كوبا وروسيا». كما بحث الرجلان أثناء هذا الاجتماع الذي استغرق «زهاء الساعة»، في «سوق صرف العملات وتنمية الزراعة»، كما أضاف بوتين.
ومنذ تخليه عن الحكم لشقيقه راؤول عام 2006 لأسباب صحية، يكرس الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي سيبلغ الـ88، في 13 أغسطس (آب) المقبل، أوقاته للكتابة، ونادرا ما يستقبل شخصيات أجنبية.
كما أصبحت إطلالاته العامة نادرة أكثر فأكثر. وقد سبق أن اجتمع الزعيمان في ديسمبر (كانون الأول) 2000 أثناء أول زيارة قام بها فلاديمير بوتين إلى كوبا.
وبعد ترسيخ تطبيع العلاقات بين موسكو وهافانا في ضوء شطب 90 في المائة من الديون الهائلة المترتبة على كوبا تجاه الاتحاد السوفياتي السابق، سيختتم الرئيس الروسي جولته بالبرازيل حيث سيشارك في قمة مجموعة البريكس (البرزايل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا) في 15 و16 يوليو (تموز) الحالي. وهي خطوة دبلوماسية طموحة وصعبة بالنسبة لرجل الكرملين القوي في قارة تُعدّ تقليديا منطقة نفوذ لواشنطن، التي تهدد موسكو بعقوبات جديدة لدعمها الانفصاليين الأوكرانيين.
وقبل مغادرته، أكد بوتين في حديث لوكالة الأنباء الكوبية «برنسا لاتينا» على رغبة روسيا في «إنشاء تحالفات كاملة» مع أميركا اللاتينية، وندد بـ«مكر» سياسة الولايات المتحدة للمراقبة الإلكترونية، وهو موضوع حساس في أميركا اللاتينية. وأكد بوتين أيضا أن موسكو تدرس مع كوبا «مشاريع كبرى في ميادين الصناعة والتكنولوجيا العالية والطاقة والطيران المدني والطب والصيدلة الحيوية».
ومن المقرر أن يصل بوتين اليوم الأحد إلى البرازيل لحضور نهائيات كأس العالم لكرة القدم بين ألمانيا والأرجنتين، مع احتمال لقاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للبحث في الأزمة الأوكرانية.
بوتين ينسج تحالفات في أميركا اللاتينية بعد تعقد علاقاته مع الغرب
عقد لقاءين مع فيدل كاسترو وأورتيغا ويحضر نهائي كأس العالم في البرازيل اليوم
بوتين ينسج تحالفات في أميركا اللاتينية بعد تعقد علاقاته مع الغرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة