«القائمة المشتركة» تدعو إلى محاسبة إسرائيل على قانون القومية

طلب التدخل والضغط على حكومتها لدفعها إلى التراجع

TT

«القائمة المشتركة» تدعو إلى محاسبة إسرائيل على قانون القومية

في إطار الحملة الدولية التي تقوم بها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل (فلسطينيي 48) و«القائمة المشتركة» في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، ضد تشريع «قانون القومية اليهودية» العنصري، وجَّه رئيس لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة، النائب د. يوسف جبارين، رسالة إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، أنغيل غوريا، مُحذراً من العواقب الاقتصادية والاجتماعية لـ«قانون القومية اليهودية»، والمسّ الخطير بمكانة وحقوق العرب الفلسطينيين في البلاد، وذلك بما يتناقض مع توصيات المنظمة في السنوات الأخيرة للحكومة الإسرائيلية.
وشرح جبارين في رسالته البنود الخطيرة التي تكمن في «قانون القومية» التي تتعارض مع المبادئ والمعايير والقرارات الدولية، بما في ذلك معايير المنظمة ذاتها، إضافة إلى التنكر الواضح لحقوق الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي بتقرير مصيره. وتطرقت الرسالة إلى «المسّ الفاضح بمبدأ المساواة الذي من المفترض أن يكون أحد المبادئ الأساسية لأي دولة تدعي أن نظامها ديمقراطي، وذلك تحديداً عبر منح فوقيّة يهودية في مجالات مركزية بالحياة على حساب المواطنين العرب في الدولة، أهل البلاد الأصليين».
وتطرق النائب عن «المشتركة» إلى «المسّ» الذي يحمله القانون بالمكانة الاقتصادية - الاجتماعية للمواطنين العرب «من خلال تفضيل اليهود في عملية توزيع الموارد، بدلاً من التوزيع المنصف الذي يكفل حق جميع المواطنين بالحصول على موارد الدولة بشكل متساو، خصوصاً في مجال السكن والتطوير العمراني»، مؤكد أن «هذا التمييز بالقانون من شأنه تعميق الفجوات الاقتصادية ما بين العرب واليهود، وأنه يعيق عملية انخراط المواطنين العرب في سوق العمل وفي مؤسسات التعليم العالي». ولذلك فإن «بنود قانون القومية تناقض بشكل واضح التزامات إسرائيل حين انضمت للمنظمة، كما تضرب بعرض الحائط توصيات منظمة التعاون والتنمية في السنوات الأخيرة لدولة إسرائيل، وهي توصيات تدعو إلى تطوير الاقتصاد والتعليم والعمل في المجتمع العربي، وتهدف لتقليص الفوارق الاقتصادية - الاجتماعية ما بين العرب واليهود».
وفي نهاية الرسالة، دعا جبارين منظمة OECD إلى «التدخل والضغط على حكومة إسرائيل ومحاسبتها وفق أنظمة المنتدى ودفعها إلى التراجع عن هذا التشريع العنصري، اتخاذ خطوات وإجراءات جديّة في هذا الصدد من أجل حماية حقوق ومكانة المواطنين العرب في إسرائيل».
وكان وفد من «القائمة المشتركة» ومركز «مساواة» قد اجتمع مع الأمين العام للمنظمة في مقر المنظمة في العاصمة الفرنسية، باريس، نهاية العام الماضي، واتفقوا على مواصلة التعاون. كما التقى جبارين بمسؤول الملف الاقتصادي لإسرائيل في المنظمة في باريس، مطلع الشهر الماضي، قبل التصويت على «قانون القومية». ويأتي هذه التوجه إلى المنظمة الدولية المهمة كجزء من حملة دولية واسعة ومكثفة بادرت إليها لجنة المتابعة العليا والقائمة المشتركة للتصدي لـ«قانون القومية» العنصري، إلى جانب مواصلة العمل الجماهيري الكفاحي.
وكان النائب جبارين قد توجه، أخيراً، باسم لجنة المتابعة إلى المفوض الخاص لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة في جنيف الذي أعلن بدوره عن البدء بإجراءات التحقيق الرسمية حول «قانون القومية اليهودية». كما توجه بشكوى باسم القائمة المشتركة إلى اتحاد البرلمانيين الدولي حول هذا التشريع غير الديمقراطي والتضييق المستمر على حرية العمل السياسي للمواطنين العرب وقيادتهم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.