يعتبر الهنود من أكبر الفئات المعنية بالاستثمارات العقارية في دبي. وخلال النصف الأول من عام 2018، سجلت دائرة الأراضي والأملاك في دبي صفقات بقيمة 1.5 مليار دولار، تشمل عددا من الرعايا الهنود.
وكان العدد الأكبر من العقارات قد جرى تداوله بالبيع أو الشراء في الخليج التجاري، ثم مارينا دبي، والمركاز. وقال شوبهيت أغاروال، العضو المنتدب لشركة «كابيتال ماركتس» المحدودة: «طالما كانت دبي وجهة جذابة للاستثمار العقاري بالنسبة للهنود، ولكن كثافة الاهتمام ازدادت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية. واليوم، يشكل الهنود النسبة الأكبر للمستثمرين الأجانب في المشروعات العقارية في دبي بهامش معقول».
وابتاع الرعايا الهنود العقارات في دبي بقيمة تزيد على 22.6 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية، وفقا للإحصاءات. واستثمر الهنود نحو 4.25 مليار دولار في السوق العقارية في دبي لعام 2017، و3.27 مليار دولار في عام 2016، و5.45 مليار دولار في عام 2015، وهي أعلى قيمة مسجلة في عام واحد.
وتشكل جالية الهنود الوافدين نسبة كبيرة من المقيمين في الإمارات، وأغلب قاطني منازل مدينة دبي البالغ عددها نحو 490 ألف منزل، حيث يشكلون أكبر الجاليات الوافدة على الإمارات، وهم أيضا من أكبر أصحاب المؤسسات التجارية من الأجانب في البلاد.
- لماذا دبي؟
إن البنية التحتية ذات المستوى العالمي، والموقع الجغرافي، وتواتر التواصل الجوي مع مختلف دول العالم، والسياسات الاجتماعية والاقتصادية الليبرالية في الإمارات، إلى جانب الاستقرار السياسي، تجعل من دبي خيارا طبيعيا للهنود، للاستثمار في المنازل الثانية والثالثة والرابعة هناك.
ومع اعتبار البنية التحتية المادية والاجتماعية الممتازة، تبدو الأسواق العقارية في الإمارات مقصدا استثماريا جذابا لكثير من الهنود الأثرياء، كما قالت شيفتا جين، المديرة التنفيذية في شركة «ريزدينشيال سيرفيس».
كما أضافت أن الهنود يفضلون استثمار أموالهم في دبي؛ حيث سهولة تسجيل العقارات هناك أكثر من الهند، ويحق للمشتري الحصول على تأشيرة إقامة وفق استثمار مبلغ 270 ألف دولار في المدينة. وتعتبر العقارات في دبي أرخص بكثير عند المقارنة بالمدن الهندية من المستوى الأول، مثل مومباي ودلهي.
ولا تزال أعمال العقارات في الهند تمر بمرحلة تحولية، حتى تصل إلى الشفافية المطلوبة، ولكن السوق في دبي شفاف للغاية. وبالإضافة إلى ذلك، وعلى عكس الحاجة إلى رؤوس الأموال المرتفعة لشراء العقارات في موقع جيد في مدينة هندية، فإن متطلبات الشراء في دبي أقل بكثير وتصل إلى نحو 25 ألف دولار.
يقول سوباي ساشديف، مدير التسويق والمبيعات في «سوبها غروب»: «في دبي يمكن للمستثمرين الهنود الاستفادة من العوائد المعفاة من الضرائب بنسبة 8 إلى 10 في المائة، وارتفاع قيمة رأس المال لارتباط الدرهم الإماراتي بالدولار الأميركي، وهو غير متأثر بتقلبات أسعار العملات العالمية. وهناك تقرير حديث صادر عن مؤسسة (نايت فرانك) جاء فيه أنه من عام 2012 حتى 2017 شهد مشترو العقارات السكنية الهنود أرباحا إجمالية بنسبة 49.3 في المائة في دبي، وهو أعلى معدل مسجل في أي مكان في العالم».
وعلاوة على ذلك، فإن المسافة بين الهند ودبي قصيرة، وتواتر الرحلات الجوية كبير، بنحو 200 رحلة جوية أسبوعيا، مما يضيف إلى حيوية وجاذبية دبي كمقصد من أفضل مقاصد الاستثمار العقاري.
وبالإضافة إلى ذلك، وبموجب خطة التحويلات المالية المحررة الصادرة عن البنك المركزي الهندي، يمكن للمستثمر الهندي تحويل 250 ألف دولار إلى الخارج سنويا وبشكل قانوني. ويمكن للزوجين تحويل نصف مليون دولار إلى الخارج في كل عام. ومن شأن هذا المبلغ أن يشتري عقارا مميزا ورائعا في دبي. وسهولة تسجيل العقارات في دبي مقارنة بالهند هي أفضل بكثير، ويحث للمرء الحصول على حق الإقامة الدائمة وفق استثمار مليون درهم (272 ألف دولار) في هذه المدينة الجميلة.
وتظهر دراسة أجراها معرض دبي العقاري، أن المستثمرين الهنود على استعداد تام لدفع المبالغ المالية الكبيرة في شراء العقارات بالمدينة. وتأتي الشقق على رأس الخيارات المتاحة هناك بنسبة تصل إلى 33 في المائة من المستهلكين، بينما جاءت الفيلات في المرتبة الثانية بنسبة 17 في المائة. وسجلت العقارات التجارية والأراضي نسبة 9 في المائة، و6 في المائة على التوالي.
وبالإضافة إلى ذلك، ذكر تقرير من وكالة «رويترز» الإخبارية، أن الأموال المحولة من الهند إلى دبي على أساس يومي، تبلغ نحو 100 مليون دولار.
وحيث إن مدينة دبي لا تفرض الضرائب على دخل الإيجار، أو أي مكاسب رأسمالية من الممتلكات المشتراة، فإن الهنود الأثرياء بالأموال النقدية يعرفون أن استثماراتهم آمنة تماماً.
ووفقا للبيانات الصادرة عن شركة «دي تي زي» البحثية، فإن أغلب المستثمرين الهنود يأتون من أخوية الأفلام السينمائية والأعمال التجارية، وغيرهم من الأفراد ذوي الأرصدة المالية الضخمة، الذين يبحثون عن عائدات الاستثمار في صورة زيادة رؤوس الأموال، وتأجير رؤوس الأموال من الأصول، أو الذين يهدفون إلى السفر بأنفسهم من أجل الاستفادة بالنفوذ الكبير.
قال سانجاي مانشاندا، المدير التنفيذي لشركة «النخيل» العقارية، وهي إحدى شركات التطوير العقاري الرائدة في دبي، إن الرعايا الهنود قد ابتاعوا 4500 من العقارات والأراضي بقيمة إجمالية بلغت 2.5 مليار دولار. وأضاف قائلا: «لقد اشتروا فيلات شاطئية فاخرة في بالم جميرا، إلى جانب الشقق الصغيرة في مشروعاتنا متعددة الاستخدامات وواسعة النطاق».
وقال السيد مانشاندا أيضا: «وفق تقديراتنا، كانت هناك زيادة مستمرة في عدد الهنود الذين يبتاعون العقارات في دبي، بزيادة تصل إلى 10 حتى 15 في المائة على أساس سنوي».
وقبل شهرين، أقيم معرض دبي العقاري في مدينة مومباي الهندية، وجمع كثيرين من المستثمرين المحتملين والمطورين العقاريين ووكلاء العقارات تحت سقف معرض واحد. وكان الهدف من المعرض تسليط الأضواء على نطاق أعمال العقارات السكنية في دبي، وهي المقصد الشهير لدى كثير من الرعايا الهنود، بما في ذلك نجوم السينما. وتسمح قوانين ملكية العقارات للأجانب بحرية الشراء، وتضمن السياسات الصارمة تسوية النزاعات بشكل منصف وسريع، مما يؤكد على كونها نقطة جذب مهمة لسوق العقارات.
- بوليوود والعقارات في دبي
يعشق نجوم السينما الهندية في بوليوود مدينة دبي كثيرا، حتى أن كثيرين منهم قد اشتروا أماكن للإقامة هناك. ويملك النجم السينمائي الهندي الشهير شاروخان منزلا فاخرا في بالم جميرا، تبلغ مساحته 8500 قدم مربعة، داخل محيط للأراضي بمساحة 14 ألف قدم مربعة، مع مسبح وشاطئ خاص، ذلك الذي تفضل أسرته زيارته كثيرا.
وتبلغ مساحة الفيلا الفاخرة في دبي جميرا غولف بين 5600 إلى 10600 قدم مربعة، بسعر يتراوح بين 15 و35 درهما إماراتيا. ويملك النجم السينمائي الهندي سلمان خان شقة خاصة في دبي، التي يعتبرها مدينته المفضلة، حيث ابتاع شقته هناك في وسط المدينة. ونجم سينمائي هندي آخر هو أنيل كابور، الذي اشترى بعض العقارات الراقية في الإمارة.
وكان كابور قد ابتاع مؤخرا شقة بغرفتي نوم في مشروع «ريتز» من شركة «دانوب» العقارية في الفرجان. وقال النجم الهندي إن قراره في ذلك تأثر كثيرا بأسعار العقارات الجيدة للغاية في دبي، والتي توفر عوائد وأرباحاً مشجعة.
وعلى نحو مماثل، اشترى الزوجان الهنديان من كبار نجوم بوليوود، أبيشيك وأيسواريا باتشان، من عائلة باتشان الفنية الكبيرة في الهند، فيلا فاخرة في سانكتشوري فولز، بمشروع جميرا غولف العقاري. والفيلا محاطة بحديقة غناء ومسبح خاص، ويقدر سعر الشراء بنحو 15 إلى 35 مليون درهم.
ولاستهداف المستثمرين من سوق جنوب آسيا، أثبت نجوم بوليوود الهندية أنهم الخيار الطبيعي لأغلب المطورين العقاريين في دبي. وصارت النجمة الهندية شيلبا شيتي، والتي كانت حتى وقت قريب تملك شقة من غرفتي نوم في برج خليفة، تلك التي باعتها في وقت لاحق؛ لأنها أصبحت صغيرة على أسرتها الكبيرة، تبحث الآن عن مكان أكبر، وتنصح بالاستثمارات العقارية في دبي، بصفتها سفيرة إحدى العلامات التجارية لكبار المطورين العقاريين في الإمارة.
وتزداد قائمة نجوم بوليوود الهندية الذين يبتاعون المنازل والفيلات في إمارة دبي. وكان النجم السينمائي رانبير كابور في دبي مؤخرا، لمساعدة والديه على شراء منزل عائلي فخم في دولة الإمارات. وفي الآونة الأخيرة، أعلن بطل أفلام الحركة الهندي أكشاي كومار عن نواياه الانتقال للحياة في دبي. وفي الوقت نفسه، كانت زوجته توينكل خانا تبحث بنشاط واضح عن منزل مناسب في بالم جميرا.
الهنود ينشطون في المشهد العقاري في دبي
يعتبرونها وجهة جذابة للاستثمار نتيجة الاستقرار السياسي والبنية التحتية المتطورة
الهنود ينشطون في المشهد العقاري في دبي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة