«مستشفى الأمل» يجمع أطباء وأطفالاً فرّقتهم الحرب

انتقل من شرق حلب إلى ريفها قرب حدود تركيا

تفحص طفلاً رضيعاً في ريف حلب (أ.ف.ب)
تفحص طفلاً رضيعاً في ريف حلب (أ.ف.ب)
TT

«مستشفى الأمل» يجمع أطباء وأطفالاً فرّقتهم الحرب

تفحص طفلاً رضيعاً في ريف حلب (أ.ف.ب)
تفحص طفلاً رضيعاً في ريف حلب (أ.ف.ب)

تسحب ملكة حربلية برفق طفلاً رضيعاً من حاضنة داخل مستشفى في شمال سوريا، وتحمله بين يديها التي تخفي القفازات المعقمة ندوب إحداهما، قبل أن تبدأ إطعامه من زجاجة مملوءة بالحليب، وذلك بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
قبل نحو عامين، اضطرت هذه الممرضة الشابة (31 عاماً)، مع زملائها، إلى إخلاء مستشفى مخصص للأطفال في مدينة حلب بعدما استهدفته غارة جوية. وتجد نفسها حالياً مجدداً مع الطاقم الطبي ذاته تعمل داخل مستشفى جديد في بلدة الغندورة، في ريف حلب الشمالي الشرقي، الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة.
تقول ملكة لوكالة الصحافة الفرنسية، مرتدية ثوبها الطبي الأبيض، في مستشفى الأمل: «أفكر بالأطفال أولاً قبل نفسي، لأنهم أمانة برقبتنا؛ إنهم أرواح صغيرة لا ذنب لها في الحرب».
وفي نهاية 2016، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر ملكة وهي تهرول مع إحدى زميلاتها داخل غرفة وضعت فيها حواضن، محاولين إنقاذ أطفال رضع بعدما استهدفت غارة جوية المستشفى، حيث كانت تعمل. وتبدو منهارة في الفيديو قبل أن تعمد زميلتها إلى تهدئتها.
وكان هذا المستشفى الأخير المخصص للأطفال في أحياء سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب، التي تعرضت لهجوم عنيف استمر أشهراً شنته قوات النظام بدعم روسي، وانتهى بسيطرتها على الأحياء الشرقية من المدينة نهاية عام 2016، بعد إجلاء عشرات الآلاف من سكانها، من مدنيين ومقاتلين.
وبعد خروجها من مدينة حلب باتجاه منطقة أعزاز شمالاً، ظنت ملكة أن معاناتها قد انتهت، قبل أن تجد نفسها بعد 8 أشهر ضحية تفجير سيارة مفخخة، لتنتقل إلى غرفة العناية الفائقة في أحد مشافي تركيا المجاورة. ورغم الآلام التي شعرت بها، والعمليات الكثيرة التي خضعت لها، تحتفظ هذه الشابة بابتسامة لا تفارق وجهها، فيما تهتمّ بالأطفال أو تحادث زملاءها.
وتقول بفخر: «رفاقي في المستشفى أعطوني الأمل كي أعيش، كانت إصابتي خطيرة... وأموري سيئة». وخارج المستشفى، تظلل أشجار الصنوبر المدخل، حيث يقف الدكتور حاتم مرحباً بزملائه القادمين، قبل أن يعود إلى الداخل لفحص فتاة تتلوى على أحد الأسرة بسبب وجع في البطن.
وفي رواق المستشفى، عُلقت صورة كبيرة للدكتور محمد وسيم معاز، طبيب الأطفال الذي قتل جراء غارة جوية على حلب في أبريل (نيسان) 2016.
وإزاء الغارات الكثيفة، وبعد خروج مشفاهم في حلب عن الخدمة، وضع الدكتور حاتم وزملاؤه خطة تمكنهم من البقاء سوياً دون التخلي عن عملهم في معالجة الأطفال.
ويقول الطبيب (32 عاماً)، الذي بات المدير التنفيذي لمستشفى الأمل، مفضلاً عدم الكشف عن كنيته: «كانت فكرتنا أننا أينما نذهب، نريد أن ننشئ مستشفى للأطفال».
وبعد نحو شهر، تمكنت «منظمة الأطباء المستقلين» السورية، ومقرها تركيا، بالتعاون مع منظمة «كان دو» البريطانية، من تأمين التمويل اللازم عبر حملة جمع تبرعات على مستوى العالم لإنشاء مستشفى جديد، على أن يتيح لها هذا المبلغ العمل لعام واحد على الأقل. ويقول حاتم: «لم نكن نتخيل أننا سنجد المبلغ كله في 3 أسابيع فقط». وجرى افتتاح مستشفى الأمل في أبريل عام 2017، في بلدة الغندورة، بعد تزويده بالمعدات اللازمة من بريطانيا، عبر تركيا، ليتحول إلى منشأة طبية مجهزة بالكامل، مع 9 حواضن للأطفال، وعيادة لسوء التغذية، ومختبر، وغرفة طوارئ. ويوضح حاتم: «لم يكن هناك في المنطقة أي نقطة طبية حين أسسنا هذا المستشفى الذي منح الأمل لسكان وأطفال هذه المنطقة». وفي البداية، كان يجري تحويل النساء إلى مستشفيات أخرى، لكن مع مرور الوقت جرى إنشاء قسم خاص بالتوليد والطب النسائي. ويقول حاتم: «بشكل عام، الفريق هو ذاته الذي كان يعمل في (مستشفى) حلب، لكن بسبب حجم العمل الأكبر هنا، والإقبال الأكثر علينا، اضطررنا إلى زيادة عدد الطاقم» الذي بات يفوق الـ30. ويستقبل المستشفى خلال شهر ما بين 8500 و9500 حالة قادمين من المنطقة ومحيطها.
ويضيف حاتم: «مستشفى الأمل عبارة فعلاً عن نقطة أمل، جعل الطاقم الذي كان موجوداً في حلب يشعر أنه لا يزال هناك إنسانية في العالم»، جراء التبرعات الكبيرة التي سمحت بإنشائه.
لكن بعد أكثر من عام على تأسيسه، بدأ التمويل بالتراجع مع فشل حملة تبرعات جديدة في تأمين المبلغ اللازم، لكن حلاً آخر يلوح بالأفق، حيث يأمل الطاقم الطبي بتوقيع عقد مع منظمة الأمم المتحّدة للطفولة (اليونيسيف)، يتيح استمرار عمل المستشفى لـ6 أشهر جديدة على الأقل، وفق حاتم.
ويقول المدير الإداري للمستشفى، رياض نجار (31 عاماً): «هناك غصة تلاحقك لأنك غادرت مدينتك، لكننا هنا أيضاً لدينا فرصة لأن نخدم الناس».
ولا يقتصر عمل المستشفى على معالجة أطفال المنطقة، بل يستفيد منه أيضاً كثير من النازحين السوريين القادمين من مناطق عدة في البلاد، بدءاً من مدينة حلب، وصولاً إلى محافظة حمص (وسط) والرقة شمالاً. ويضيف نجار، جالساً خلف مكتبه، وإلى جانبه شاشة لكاميرات المراقبة عند مدخل المستشفى: «إنه أمر مميز جداً أن تعود لتقدم الخدمات الطبية، وتعين هؤلاء في حياة النزوح التي يعيشونها».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».