الرئيس الأميركي يوقع قانوناً بزيادة الإنفاق العسكري للعام 2019

TT

الرئيس الأميركي يوقع قانوناً بزيادة الإنفاق العسكري للعام 2019

وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مشروع قانون الدفاع، الذي وافق عليه مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي بعد موافقة مجلس النواب، وهو قانون يقر زيادة قدرها 716 مليار دولار للجيش الأميركي، بهدف تعزيز المنافسة العسكرية في مواجهة الصين وروسيا.
وشدد ترمب، أمام حشد من أفراد الجيش الأميركي، مساء أمس (الاثنين)، على أن هذا القانون، بما يحويه من زيادة كبيرة في الإنفاق العسكري، يعد استثماراً حاسماً للجيش، وقال: «لقد رأيت القدرات العسكرية الأميركية خلال مناورة هجومية، ولا أحد يمكنه الوقوف في وجه الجيش الأميركي. وهذا القانون، بما يحويه من زيادة، يعد استثماراً حاسماً في الجيش الأميركي على مدى التاريخ الحديث».
وأضاف: «لقد ذهبت إلى الكونغرس، وقلت لهم إننا سنجعل الجيش الأميركي قوياً، كما لم يكن من قبل، بعد سنوات من تخفيض وقطع التمويل عن الجيش».
ودون أن يذكر اسم السيناتور جون ماكين، الذي سُمّي القانون باسمه تكريماً له (ويعد من أكبر المنتقدين لسياسات ترمب)، قال الرئيس الأميركي: «بعد تفعيل هذا القانون، وتوفير 716 مليار دولار زيادة للجيش الأميركي، فإنه لا عدو يمكنه الاقتراب من المستويات والإمكانيات التي سيصل إليها الجيش الأميركي».
وأوضح أن المبلغ الإضافي للإنفاق العسكري سيوفر للجيش الأميركي أفضل الطائرات والدبابات والصواريخ، مع تحديث الترسانة النووية والصواريخ الدفاعية، متمنياً ألا يضطر إلى استخدام هذه الإمكانات العسكرية.
وشدد على ضمان استعداد الجيش الأميركي ليكون قادراً ومستعداً للدفاع عن نفسه ضد تهديدات اليوم وتهديدات الغد، مؤكداً أن العالم أصبح يحترم الولايات المتحدة مرة أخرى.
وتعد الميزانية العسكرية الأميركية لعام 2019 الأكبر في تاريخ «البنتاغون». وقد ساند عدد كبير من المشرعين، من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مشروع القانون، استناداً إلى رؤية الولايات المتحدة للصين باعتبارها منافساً استراتيجياً، في الوقت الذي يقوم فيه الجيش الأميركي بتخفيض التركيز على الحرب ضد الإرهاب، وإيلاء تركيز أكبر على منطقة آسيا والمحيط الهادي.
وتوجه ترمب، مساء أمس، إلى قاعدة فورت دروم، شمال مدينة نيويورك، للاحتفال بتوقيع مشروع قانون التمويل العسكري لعام 2019.
كان الكونغرس قد مرر مشروع القانون بسهولة في 2 أغسطس (آب) الحالي. وبموجب القانون الجديد، ستتم إضافة حاملة طائرات جديدة إلى الأسطول الأميركي، والتخطيط لبناء 46 سفينة جديدة خلال السنوات الخمس المقبلة.
وسمحت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بإنفاق 7.6 مليار دولار على 77 طائرة مقاتلة من طراز F – 35، من صنع شركة «لوكهيد مارتن». ويسمح القانون بزيادة 15.600 جندي في الجيش والبحرية والقوات الجوية وفيالق المشاة، وزيادة الأجور العسكرية بنسبة 2.6 في المائة، وهي أكبر زيادة في أجور أفراد الجيش الأميركي خلال 9 سنوات.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».