على الرغم من عملية الالتفاف والخداع، التي جرى ترتيبها مع الشرطة الإسرائيلية، فشل قادة التنظيم اليميني المتطرف «عوتسما يهوديت» (جبروت يهودي)، في الوصول إلى مسجد «الفاروق» في أم الفحم، الذي يطالبون بهدمه. فقد تصدى لهم بضع عشرات من أهالي أم الفحم. فمنعت قوات الشرطة وقوع احتكاك بين الطرفين، ودفعت المتظاهرين إلى المغادرة، بعد خمس دقائق فقط من وصولهم.
وكان زعماء الحركة اليهودية المتطرفة، ميخائيل بن آري، وباروخ مارزل، وإيتمار بن غفير، الذين اعتقلوا عدة مرات في الماضي، بشبهة تنظيم إرهابي يهودي يستهدف تنفيذ جرائم إرهاب ضد الفلسطينيين داخل إسرائيل والضفة الغربية، قد بدأوا يعدون لهذه المظاهرة منذ أكثر من سنة، ووضعوا لأنفسهم هدفا أن يتم هدم مسجد «الفاروق» في المدينة، لأن الشبان الثلاثة الذين نفذوا عملية على مدخل الحرم القدسي الشريف، في يوم 14 يوليو (تموز) سنة 2017، وهم محمد أحمد محمد جبارين ومحمد أحمد مفضي جبارين ومحمد حامد جبارين، كانوا من المصلين في هذا المسجد. وحسب التنظيم اليهودي المتطرف، فإن الشبان الثلاثة أبناء أم الفحم «تلقوا تعاليمهم الدينية في هذا المسجد، وفيه حرضوهم على كره اليهود وحثوا على قتلهم».
والمعروف أن الشبان الثلاثة نفذوا عمليتهم ضد رجال الشرطة الإسرائيليين في المكان، فقتلوا اثنين منهم لم يكونا يهوديين، بل عربيان من الطائفة الدرزية. وقد قام رفاقهما من رجال الشرطة بإطلاق الرصاص على الثلاثة فأردوهم قتلى. لكن التنظيم اليهودي المذكور، حاول استغلال هذه المأساة لتأليب المجتمع الدرزي واليهودي ضد مسلمي أم الفحم.
وقد رفضت الشرطة، في البداية، منحهم تصريحا بهذه المظاهرة، وتوجهوا إلى محكمة العدل العليا ضدها، إلا أنها قررت فجأة، السماح لهم بها. وأمس حضر 11 يهوديا بقيادة الثلاثة، بن آري وبن غفير ومارزل، وراحوا يهتفون باللغة العربية: «تدمير مسجد الفاروق». وكتبوا هذه الكلمات على شعار وإلى جانبه شاكوش هدم. وكان في انتظارهم على مدخل مدينة أم الفحم، بضع عشرات من المواطنين لكي يمنعوهم بالقوة من الوصول إلى المسجد. ولكنهم رتبوا مع الشرطة الدخول من طريق آخر جانبي بعيد عن المدخل. ومع ذلك، وما أن وصلوا إلى حي «عقادة»، حتى كان عشرات آخرين من الفحماويين هناك، يعلنون أنهم لن يسمحوا لهم بالوصول إلى المسجد، وحملوا الشرطة مسؤولية ما قد يحدث لهم.
عندها، توجهت الشرطة إلى المتظاهرين، طالبة منهم فض المظاهرة وصعود الحافلة التي أقلتهم من مكان سكنهم في المستعمرة، الواقعة في قلب مدينة الخليل، ليغادروا.
وكانت بلدية أم الفحم واللجنة الشعبية في المدينة، قد أعلنتا عن رفضهما القاطع للمظاهرة الاستفزازية، وأكدتا أنهما لن تسمحا للفاشيين بدخول أم المدينة، وحملت الشرطة المسؤولية الكاملة عن تبعات المظاهرة الاستفزازية. ثم أصدرتا بيانا جاء فيه: «إننا بداية نعلنها بصوتٍ عالٍ، إننا لن نسمح لهذه الفئة العنصرية والفاشية واليمينية المتطرفة بالدخول إلى أم الفحم، وإن أهالي أم الفحم يعرفون كيف يتصدون لهم ويمنعونهم من تدنيس تراب بلدهم. ونقولها وبملء الفم، إننا نحمّل الشرطة والجهات الرسمية كامل المسؤولية لأي تبعات أو نتائج لا تحمد عقباها، نتيجة لهذه المسيرة التحريضية والاستفزازية المشؤومة، التي تنظم بحماية ودعم كامل من الشرطة والأجهزة الرسمية».
أهالي أم الفحم يتصدون لمتطرفين يهود يطالبون بهدم مسجد «الفاروق»
أهالي أم الفحم يتصدون لمتطرفين يهود يطالبون بهدم مسجد «الفاروق»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة