السويداء: استنفار يرافق التفاوض غير المعلن مع «داعش»

TT

السويداء: استنفار يرافق التفاوض غير المعلن مع «داعش»

دارت اشتباكات بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، على محاور في بادية السويداء الشمالية الشرقية، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمسلحين القرويين من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، ضمن عملية عسكرية واسعة لطرد مسلحي التنظيم من بادية السويداء، أطلقتها قبل أيام.
وتركزت الاشتباكات في محور وادي اللولية شمال شرقي السويداء، في هجوم نفذه عناصر التنظيم على مواقع قوات النظام، ترافقت مع استهدافات متبادلة بين الطرفين، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن محافظة السويداء، شهدت خلال الساعات الأخيرة، عمليات استنفار من قبل قوات النظام، والمسلحين الموالين لها، بالتزامن مع التمشيط المستمر من قبلها، للمناطق التي جرت السيطرة عليها خلال الأيام الثلاثة الفائتة، حيث تترافق عمليات الاستنفار والتمشيط هذه مع وصول مزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة، مؤلفة من أكثر من العشرات من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، قادمين من وسط سوريا، فيما تتواصل عمليات التفاوض غير المعلن بين النظام وممثلين عن محافظة السويداء وبين تنظيم داعش، للوصول إلى حل حول قضية المختطفين والمختطفات من ريف السويداء، والمحتجزين منذ الـ25 من يوليو (تموز) الماضي. وتسعى قوات النظام للإفراج عن المختطفين، مقابل الإفراج عن عناصر من التنظيم وشروط أخرى يحاول التنظيم تحصيلها من النظام تتعلق بمعتقلين على صلة به في سجون ومعتقلات النظام.
وقال مصدر من اللجان الشعبية في محافظة السويداء لوكالة الأنباء الألمانية، بأن وجهاء وقادة فصائل السويداء يرفضون شروط التنظيم وهي تأمين ممر لمسلحيه وعددهم 170 مسلحا، الذين ألقى الجيش السوري القبض عليهم في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، لنقلهم إلى بادية السويداء، قائلا: «لن نسمح بمرور مقاتلي التنظيم من أراضي السويداء».
وأضاف المصدر: «شهدت مدينة السويداء وريفها حالة استنفار كبيرة حيث يتم تكثيف الحواجز بعد الساعة التاسعة ليلاً وخاصة إلى مداخل المدينة والطرق الرئيسية».
وكان مصدر عسكري سوري قد صرح لوكالة الأنباء الألمانية، مساء أول من أمس، أن «الجيش السوري تقدم بعمق 30 كيلومترا على جبهتي ريف السويداء الشرقي والجنوبي الشرقي من خمسة محاور بعرض يبلغ 75 كيلومترا من الخط الحربي مع الأردن وبإسناد من سلاح الجو الحربي السوري».
على صعيد آخر، غادر فصيل أسود السنة التابع للمعارضة السورية محافظة السويداء جنوب سوريا بعد رفض مقاتلي المحافظة مشاركته في معارك البادية ضد مسلحي «داعش».
وقال مصدر مقرب من لواء أسود السنة بقيادة أحمد العودة للوكالة الألمانية: «بعد مشاركة أسود السنة وهم من أبناء محافظة درعا في المعارك ضد تنظيم داعش في ريف السويداء الجنوبي الشرقي وتحقيق تقدم كبير في المعارك، طلب قادة مجموعات مسلحة من أبناء السويداء الجانب الروسي بسحب عناصر أسود السنة من الجبهة».
وأكد المصدر أن «سحب مقاتلي أسود السنة وعدد من عناصر فصائل أخرى كانت تابعة للمعارضة السورية في محافظة درعا، وعددهم نحو 200 مقاتل وهم يقاتلون تحت راية الجيش السوري، بسبب عدم رغبة أهالي وقادة فصائل محافظة السويداء مشاركة مقاتلي درعا في المعارك».
إلى ذلك، أورد المرصد السوري أن مواطنة فارقت الحياة لدى التنظيم، خلال فترة احتجازها. وقالت مصادر أهلية بأن التنظيم ادعى عبر صورة أرسلها لممثلين عن محافظة السويداء، أنها فارقت الحياة نتيجة ظروف صحية، إلا أن أهالي قريتها وذوي السيدة، اتهموا التنظيم بتصفيتها، في رد على عمليات الإعدام التي طالت عناصره من قبل الحزب السوري القومي الاجتماعي ومن قبل مسلحين موالين للنظام في مدينة السويداء.
غير أن مدير المرصد قال لـ«الشرق الأوسط»، بأن المعلومات المتوفرة لديه، تقول بأن زاهية فواز الجباعي توفيت وفاة طبيعية.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».