غوارديولا: هدفي الهيمنة مجدداً على الدوري الإنجليزي

مدرب مانشستر سيتي يؤكد أن إنجازات الموسم الماضي لن تكون الأخيرة

غوارديولا واثق بأن الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي الموسم الماضي لن يكون الأخير («الشرق الأوسط»)
غوارديولا واثق بأن الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي الموسم الماضي لن يكون الأخير («الشرق الأوسط»)
TT

غوارديولا: هدفي الهيمنة مجدداً على الدوري الإنجليزي

غوارديولا واثق بأن الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي الموسم الماضي لن يكون الأخير («الشرق الأوسط»)
غوارديولا واثق بأن الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي الموسم الماضي لن يكون الأخير («الشرق الأوسط»)

غالباً ما تطرح تساؤلات حول «من يحفز من؟». في حالة جوسيب غوارديولا، ربما يكون هذا التساؤل خاطئاً، ذلك أن مدرب نادي «مانشستر سيتي» يعمل بمثابة الطبيب النفسي الخاص لنفسه. ويكشف سجله المتعلق بحصد البطولات والحفاظ عليها أنه يملك دافعاً قوياً بما يكفي لأن يتجنب أخطاء التهاون والرضا بالقليل.
وقال غوارديولا في إطار حديثه عن سعي مانشستر سيتي للدفاع عن لقب بطولة الدوري الممتاز: «لا يتعين على اللاعبين الشعور بالقلق، فأنا على استعداد للقتال من جديد». أما السبب فيبدو متناقضاً، ذلك أن غوارديولا الذي حقق إنجازاً لم يسبقه إليه أحد في تاريخ إنجلترا، وذلك بحصده أكثر من 100 نقطة فاز بها ببطولة الدوري الممتاز الموسم الماضي، والذي ربما يبدو غير معتاد على الانتكاسات والإخفاقات، يتحرك في حقيقة الأمر بدافع الخوف من التعرض لها.
العجيب أن غوارديولا لا يتحرك بدافع الوصول إلى النجاح، وإنما تطارده بدلاً من ذلك أشباح الهزيمة وتداعياتها المدمرة، خاصة أن هذه التداعيات تمتد إلى ما هو أبعد بكثير عن رقعة الملعب، وتترك آثاراً مدمرة على أفراد أسرته وحياته المهنية، وكذلك على رجل يعاني بالفعل من توتر شديد لدرجة أنه يعجز عن تناول الطعام أيام المباريات. وقد اعترف غوارديولا نفسه بأن: «الخوف من خسارة المباريات يجعلني أتضور جوعاً وأعاني الجوع من جديد. لا أحب شعور الهزيمة. وبطبيعة الحال يحاول جميع المدربين تجنب التعرض لخسارة مباريات، خاصة أن هذه المواقف تولد داخل المرء شعوراً بالذنب وتجعله يشعر بالسوء تجاه ذاته، وتسوء أوضاع حياته الخاصة وكذلك علاقاته مع اللاعبين. إن الأمر ببساطة أن الخوف من الهزيمة يجعلك جوعاناً».
ربما كان الخوف المحفز وراء أداء مانشستر سيتي الموسم الماضي. وقد تعرض الفريق إلى خمس هزائم كبيرة: أمام ويغان في إطار بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، وأمام كل من ليفربول ومانشستر يونايتد في بطولة الدوري الممتاز، بجانب هزيمتين أخريين أمام ليفربول في بطولة دوري أبطال أوروبا. والواضح أن الخصوم كانت لديهم أسباب أكبر تدعوهم للخوف في مواجهة فريق شهدت مسيرته خلال الموسم أرقاماً قياسية أكثر من الهزائم.
داخل مانشستر سيتي، ربما تحقق المجد بدافع من الخوف والكراهية معاً. على سبيل المثال، خلال المقطع الدعائي للفيلم الوثائقي الذي أنتجته «أمازون» بخصوص الموسم الماضي الذي قدمه مانشستر سيتي، يظهر غوارديولا وهو يخبر لاعبيه: «البعض منكم يقدم أداءً أفضل عندما يشعر بالغضب تجاهي. لذا، إذا كنتم تكرهونني، فلا بأس في ذلك، اكرهوني». وتوفر هذه العبارة التي من المفترض أنها تهدف لبث الحماس في نفوس اللاعبين، لمحة سريعة عن صلابة غوارديولا. أما اللاعبون، فعلى الصعيد المعلن يكيلون الثناء والإشادة لمدربهم. ومع هذا، لمح غوارديولا إلى أن ثمة صورة مختلفة ربما تظهر عندما يزول شعور اللاعبين بالامتنان تجاهه.
وقال: «عندما يكونون معاً، يقولون إنه مدرب فريد من نوعه؛ لكن بعد أن يقرأوا الكتب ويألفوا كتبا ويصدرون تصريحات، يختلف الحال، ولا تصبح لديهم شجاعة قول ذلك أمامي وجهاً لوجه. وعادة تصدر مثل هذه الكلمات من اللاعبين الذين لا يشاركون في اللعب بانتظام. وفي العادة، يكونون شديدي اللطف. عندما يكونون هنا، يتحدثون عن كيف أن المدرب بارع وكيف أنه عبقري». وعادة ترتبط هذه الإشادات الكبيرة بالمهارات التكتيكية والتدريبية الرفيعة التي يتميز بها غوارديولا. وقد وفر غوارديولا لمحة من أسلوب إدارته للأفراد بقوله: «أحياناً تقول أشياءً في خضم فورة الحماس داخل غرفة تبديل الملابس. وأحياناً عندما تجلس هنا تسود حالة من البرود، ويصبح بمقدورك تحليل الوضع على نحو مختلف. وتصبح هناك ضرورة لأن تحتضن بعض اللاعبين لما قدموه من أداء متميز. وأحياناً أخرى يقدمون أفضل أداء لديهم عندما لا تتحدث إليهم».
الملاحظ أن نتائج مانشستر سيتي الموسم الماضي جاءت مبهرة للغاية، على نحو يوحي بأن غوارديولا قطع على نفسه تعهداً بالتزام الصمت. اللافت أنه لدى حديثه عن أولوياته، بدا غوارديولا شديد البرغماتية، وقال: «تمثل بطولة الدوري الممتاز الهدف الرئيس أمامي». وبدا هذا التوجه أشبه بالمنطق الذي لطالما التزمه من قبل سير أليكس فيرغسون، الذي تسبب في تقويض الروح المعنوية لدى الخصوم، عبر إظهار مستوى ثابت من التناغم والاتساق. وقال غوارديولا: «كل يوم من خلال الوجود هنا، تكشف لك منافسات الدوري الممتاز مستوى أدائك كفريق، وما إذا كنت تتمتع بمنظومة مستقرة. أما الوضع في بطولة دوري أبطال أوروبا، فيحمل صعوبة أكبر في التكهن به. لذا، فإنه في بعض الأحيان من الممكن أن تؤدي لحظة سيئة أو قرارات رديئة أو نصف شوط رديء المستوى إلى تدمير مجهود جرى بذله على امتداد الموسم بأكمله».
جدير بالذكر أن 16 لاعباً من الفريق شاركوا ببطولة كأس العالم، وشارك 7 منهم في مباريات الأسبوع الأخير. وحتى هذه اللحظة، لم يستأنف اثنان منهم (كيفين دي بروين ورحيم سترلينغ) المشاركة في التدريب مع الفريق بعد. وقد أبدى جناح المنتخب الإنجليزي سترلينغ مراوغته على صعيد آخر، ذلك أنه حتى هذه اللحظة لم يوقع عقداً جديداً مع النادي، مع دخوله في آخر عامين في تعاقده الحالي.
وفي الوقت الذي وقع غابرييل خيسوس عقداً، الجمعة، مع النادي حتى عام 2023، يبقى الغموض مسيطراً على مستقبل سترلينغ مع النادي. من جانبه، قال غوارديولا في هذا الصدد: «لا أدري ما سيحدث؛ لكنني أؤكد لكم بنسبة 100 في المائة أن المدرب ومدير الرياضة وجميع اللاعبين يرغبون في وجوده داخل النادي». جدير بالذكر أن سترلينغ سجل الموسم الماضي 23 هدفاً، ما يعتبر أفضل عدد أهداف له على مدار مسيرته. ومع هذا، فإن وضعه داخل الفريق ازداد تعقيداً بسبب قدوم منافس.
المعروف أن إنجازات رياض محرز - المنضم حديثاً إلى مانشستر سيتي - كجناح أيمن في فريق ليستر سيتي، كان لها الفضل في نيله جائزة أفضل لاعب في إنجلترا خلال موسم 2015 – 2016، الذي فاز خلاله ليستر سيتي ببطولة الدوري. وقد أبدى غوارديولا إعجابه بتنوع المهام التي بمقدور كلا المهاجمين الاضطلاع بها، بهدف التأكيد على فكرة أنه بمقدورهما التعايش جنباً إلى جنب داخل الفريق، وتعهد بألا يكون لأزمة تجديد عقد سترلينغ دور في اختياره لتشكيل الفريق.
جدير بالذكر أن جناحاً آخر يشكل استثناءً في فريق دؤوب، ذلك أن ليروي ساني يعتبر اللاعب الوحيد الذي شارك في التشكيل الأساسي خلال 10 مباريات مع مانشستر سيتي الموسم الماضي، ولم يقع عليه الاختيار للانضمام إلى المنتخب الألماني في بطولة كأس العالم بروسيا. وجاء غياب اللاعب - الحائز على جائزة أفضل لاعب شاب في إنجلترا - عن المنتخب الألماني المشارك في روسيا بمثابة صدمة لكثيرين.
كان غوارديولا قد دخل في تحد مع اللاعب البالغ 22 عاماً، لإجبار مدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف على ضمه للمنتخب. وقال غوارديولا: «الحياة ليست سهلة، وبها انتصارات وانكسارات، وأسلوب تعاملك مع هذه اللحظات هو الذي يجعل منك شخصاً قوياً. وإذا تمكن من التغلب على هذا الموقف، سيصبح لاعباً أفضل. لقد قدم ليروي موسماً رائعاً، لكن يبقى هذا موسماً واحداً فقط. ويتعين عليه تقديم موسم ثاني وثالث بهذا المستوى؛ لأن اللاعبين المتربعين على القمة يتألقون في كل موسم. والهدف الأكبر أمامه اليوم أن يحقق مستوى من التناغم والاتساق في أدائه. وإذا نجح في ذلك سيعود إلى صفوف المنتخب الوطني، أو سيشارك لاحقاً ببطولة دوري أبطال أوروبا، أو بطولة كأس العالم». وإذا كان ساني يشبه مدربه، فإن الخوف من قضائه صيفاً آخر خارج منتخب بلاده ربما يشكل حافزاً كافياً له كي يتألق.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».