تعرف ولاية ماردين في جنوب شرقي تركيا باسم «مدينة التسامح» نظرا لأنها رمز للتعايش بين ثقافات ولغات وأديان مختلفة تربطها علاقات الأخوة. وتعد المدينة، الواقعة قرب الحدود السورية، من أهم مراكز السياحة بفضل ما تحتويه من جوامع، ومدارس قديمة، وكنائس، فضلا عن شوارعها الحجرية، وبيوتها المنحوتة داخل الصخور.
وماردين من الأقاليم السورية الشمالية، التي ضمت إلى تركيا بموجب معاهدة لوزان عام 1923، بين تركيا من جهة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى، ويعود تاريخها إلى العصر الآشوري في الألف الأولى قبل الميلاد.
وتعني «ماردين» في اللغة العربية «القلعة» وتتربع على قمة جبال «ماردين» الشاهقة، وتطل على سهول بلاد ما بين النهرين بمشهد بانورامي رائع، وهي ذات أهمية تاريخية عميقة، ويظهر ذلك على ملامح أسواقها من خلال المحلات المقوسة، والمنحوتة بالصخر، والمباني القديمة المبنية من الحجر الرملي، وتعلوها قلعة شامخة، ويحيط بها سور أثري قديم يسمى «البدن» به 3 أبواب للمدينة: باب الصور، وباب المشكية، وباب الحديد، وكانت هناك مدرستان عربيتان من زمن السلاجقة، تعادل الجامعات في الوقت الحاضر، من حيث الاختصاص في الفقه والحقوق والطب.
وتجمع مدينة ماردين كثيرا من الديانات السماوية والأجناس والأعراق والثقافات المختلفة، حيث يتكلم سكانها العربية والتركية والكردية والآرامية، ولكن معظم سكانها من أصول سورية، لأن ماردين تتبع بلاد الشام تاريخيا، شأنها شأن غازي عنتاب وشانلي أورفا وكهرمان مراش، التي كانت جزءا من بلاد الشام في نهاية العهد العثماني.
تشتهر ماردين بكثرة القلاع التي تحول معظمها إلى كنائس بوجود المسيحية، غير أن المدينة ظلت مركزا للديانات الأخرى، ومن أبرز معالمها الأثرية الجامع الكبير، وجامع الشهيدية، وجامع الريحانية، والكنائس القديمة، ومنها كنيسة «مار شمونة»، وكنيسة العذراء، وكنيسة الزعفران، فهي مدينة سياحية تاريخية، تمتاز بمناخ شديد البرودة شتاء، ومعتدل صيفا، ومع ذلك يزورها السياح من شتى بقاع الأرض.
وبدأت المدينة تشق طريقها وسط أكبر المراكز السياحية في تركيا وحققت زيادة ضخمة في أعداد السياح، بلغت نحو 400 في المائة، واستقطبت نحو مليون و300 ألف سائح، خلال العام الحالي.
وقال والي ماردين، مصطفى يامان، في تصريحات، إن المدينة بدأت تشق طريقها بين المراكز السياحية البارزة بعد أن استقرت الأوضاع الأمنية فيها وبدأت تأخذ نصيبها ومكانها على خريطة السياحة في البلاد.
ووصف مدير الثقافة والسياحة في ماردين، علاء الدين آيدن، العام الحالي بأنه عام ذهبي من حيث التدفق السياحي، معربا عن أمله في زيادة وتيرة النشاط السياحي خلال الأعوام المقبلة.
ماردين... مدينة التسامح وقلعة التاريخ جنوب شرقي تركيا
كانت جزءاً من الشام وينتشر فيها العرب وتمثل رمزاً للتعايش
ماردين... مدينة التسامح وقلعة التاريخ جنوب شرقي تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة