المعارضة المغربية تطالب الحكومة بفرض ضريبة على ثروات الأغنياء

المعارضة المغربية تطالب الحكومة بفرض ضريبة على ثروات الأغنياء
TT

المعارضة المغربية تطالب الحكومة بفرض ضريبة على ثروات الأغنياء

المعارضة المغربية تطالب الحكومة بفرض ضريبة على ثروات الأغنياء

اغتنمت فرق المعارضة في مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية بالبرلمان) فرصة تقديمها لتعديلاتها المشتركة حول مشروع الموازنة للسنة المقبلة، لتوجيه رسائل محرجة للحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، ذو التوجه الإسلامي، الذي طالما رفع شعارات العدالة الاجتماعية.
وتصدر مطلب ترسيم ضريبة تضامنية يسهم فيها الأغنياء على ثرواتهم الشخصية قائمة 85 تعديلا تقدمت بها بشكل مشترك الفرق البرلمانية لأحزاب الاستقلال والأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري ونقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل (اتحاد عمالي).
ودعت المعارضة للسنة الثانية على التوالي إلى فرض ضريبة بشكل رسمي على السلع ذات القيمة العالية والمجوهرات النفيسة، أو الأسهم والسندات والودائع المصرفية وبوليصات التأمين أو العربات والمركبات ذات القيمة العالية، والمراكب البحرية والسفن ومجموع الأرباح والمداخيل، وكل ما يمكن أن يشكل قيمة مالية تصل أو تفوق قيمتها مليونا وربع المليون دولار.
ووضعت تعديلات المعارضة تصنيفات لثروات الأغنياء التي تستوجب الخضوع للضريبة، محددة تخصيص نسبة واحد في المائة على أصحاب الثروات التي تتراوح بين مليون وربع المليون دولار وثلاثة ملايين ونصف المليون دولار. ويمكن أن يرتفع سقف الضريبة إلى 1.5 في المائة على الثروة التي تتجاوز ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار، وتقل عن 31 مليون دولار. كما يمكن أن يصل سعر الضريبة على الثروة إلى 2.5 في المائة بالنسبة للثروات التي تتجاوز 62 مليون دولار.
في غضون ذلك، نادت المعارضة بتحويل عائدات الضريبة على الثروة للقيام بالأعباء الاجتماعية، حيث طالبت بتخصيص نصف مداخيل الضريبة على الأغنياء لفائدة صندوق دعم التماسك الاجتماعي الذي يهدف إلى المساهمة في تمويل النفقات المتعلقة بتنفيذ نظام المساعدة الطبية وتقديم المساعدة للأشخاص في وضعية إعاقة، وكذا المساعدات المالية المباشرة لفائدة أطفال المدارس المنتمين لأسر معوزة. واقترحت المعارضة تخصيص الشطر الثاني من المداخيل لتأهيل القطاعات الاجتماعية. واستبعدت مصادر برلمانية أن تستجيب الحكومة لمطلب المعارضة بفرض الضريبة على الثروات، معدة أن المعارضة في الغرفة الثانية تملك إمكانية فرض تعديلاتها على مشروع الموازنة بالنظر لهيمنة المعارضة على قراراته، لكن الحكومة ستتجه لا محالة إلى مجلس النواب (الغرفة الأولى) الذي تتوفر فيه على الأغلبية، ويمتلك القول الفصل في مصير مشروع الموازنة لإلغاء الضريبة على الثروة التي يرجح أن تقرها لجنة المالية في المستشارين غدا (الأربعاء).
وفي خطوة محرجة أخرى للحكومة، دعت المعارضة إلى الرفع من قيمة الضريبة الداخلية على الاستهلاك المفروضة على الخمور الرفيعة إلى 87 دولارا للهيكتوليتر الواحد ابتداء من أول يناير (كانون الثاني) المقبل.
وعدت المعارضة الرفع من مقدار الضريبة على الخمور الرفيعة من شأنه أن يضخ موارد إضافية لخزينة الدولة خاصة أن الحكومة فرضت في مشروع موازنتها ضريبة على الجعة. ورأت المعارضة أن فرض الضريبة على الخمور سيسهم في التقليص من استهلاك هذه المادة، وبالتالي تفادي الأخطار الصحية الناجمة عن كثرة الاستهلاك أو الإفراط في التعاطي للمواد المسكرة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».