البرلمان العراقي يستأنف اليوم جلساته على وقع خلافات حادة

البرلمان العراقي يستأنف اليوم جلساته على وقع خلافات حادة
TT

البرلمان العراقي يستأنف اليوم جلساته على وقع خلافات حادة

البرلمان العراقي يستأنف اليوم جلساته على وقع خلافات حادة

يستأنف البرلمان العراقي اليوم الثلاثاء جلساته بعد انتهاء آخر عطلة تشريعية له خلال دورته الحالية التي تنتهي في 30 من أبريل (نيسان) المقبل وهو موعد إجراء الانتخابات البرلمانية. وفي حين رجح محمد الخالدي، مقرر البرلمان والقيادي في كتلة «متحدون» التي يتزعمها أسامة النجيفي، احتمال تأجيل الانتخابات بسبب تأخير الموازنة المالية نتيجة الخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، رفضت كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان أن تكون هي السبب وراء التأجيل.
وقال الخالدي في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن جلسات الفصل التشريعي لمجلس النواب إن «هيئة رئاسة مجلس النواب ستعقد اجتماعا يوم الخميس المقبل بحضور رؤساء الكتل السياسية مع رئيس اللجنة القانونية والعلاقات الخارجية والمالية والأقاليم والمحافظات حول قوانين الأحزاب ومقترح قانون مجلس الاتحاد ومشروع قانون عقد المعاهدات والتقاعد الموحد والمحكمة الاتحادية». وأوضح الخالدي أن «مجلس الوزراء لم يناقش إلى الآن الموازنة بسبب الخلافات الكبيرة بين الإقليم والمركز على بعض النقاط، فضلا عن طلبات المحافظات والوزارات»، مبينا أن «الموازنة سيتأخر إقرارها ولن تمر بسهولة وبالتالي فإنه لا يمكن للبرلمان إنهاء فصله الحالي ما لم تقر الموازنة، وبالتالي ممكن تأجيل الانتخابات المقبلة، وهذا أمر خطير جدا».
من جهتها، أكدت كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي إنها ليست طرفا في تأخير الموازنة المالية لعام 2014. وقالت نجيبة نجيب، عضو البرلمان عن التحالف وعضو اللجنة المالية البرلمانية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «البرلمان بصورة عامة لا يزال يجهل الأسباب التي تحول دون إقرار الموازنة داخل مجلس الوزراء لأننا لم نتسلم نسخة منها ولا نعرف حجم المشكلات والخلافات»، معتبرة أن «التأخير ليس في مصلحة الحكومة ولا مصلحة البرلمان ولا مصلحة الشعب العراقي». وأضافت أن «الأمر المهم هنا أننا لسنا في نهاية السنة المالية فقط وإنما في نهاية السنة البرلمانية وبالتالي فإن مشكلات من هذا النوع ستكون لها تداعيات خطيرة، ولذلك فإن عدم إنجازها قبل الانتخابات البرلمانية سيضاعف من حجم المشكلات».
وردا على سؤال بشأن ما يقال عن شروط وضعها التحالف الكردستاني لأجل إقرار الموازنة وهي تمشيتها في مقابل إقرار الاتفاق النفطي الذي دخلت تركيا طرفا فيه قالت نجيبة نجيب: «إننا وقعنا اتفاقية مع الحكومة الاتحادية من أجل حل المشكلات بين الطرفين وتوصلنا بالفعل إلى بعض الحلول ولكن هذه الحلول لم توضع من قبل الحكومة في بغداد على أرض الواقع وهو ما جعلها لا تزال حبرا على ورق». وأوضحت أن «الحكومة أقرت أموال الشركات الأجنبية ولكنها لم تطبق ذلك، كما أننا لا شروط لدينا بل استحقاقات وهذه الاستحقاقات هي في مقابل تصدير النفط من كردستان وأن عائدات هذا النفط هي للشعب العراقي كله، لكن في مقابل ذلك هناك التزامات لا بد من تأديتها».
وأكدت النائبة أن «التحالف الكردستاني لن يقف حجر عثرة أمام أي حلول حقيقية طالما أننا دولة اتحادية وقبلنا بمبدأ الشراكة في هذا البلد». وبشأن مطالبات بعض المسؤولين وأعضاء في البرلمان العراقي بحجب حصة إقليم كردستان من الموازنة أو تخفيضها قالت نجيبة نجيب إن «هذه المسالة تطرح سنويا وهي لا تستند على أي أساس قانوني أو دستوري، وبالتالي فإن إعادة طرحها هذا العام إنما يدخل في باب الدعاية الانتخابية لا أكثر».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».