مفوضية اللاجئين تحذر من شتاء طويل ينتظر السوريين في لبنان

مخاوف من شتاء قاس ينتظر اللاجئين السوريين في لبنان (رويترز)
مخاوف من شتاء قاس ينتظر اللاجئين السوريين في لبنان (رويترز)
TT

مفوضية اللاجئين تحذر من شتاء طويل ينتظر السوريين في لبنان

مخاوف من شتاء قاس ينتظر اللاجئين السوريين في لبنان (رويترز)
مخاوف من شتاء قاس ينتظر اللاجئين السوريين في لبنان (رويترز)

حذر بيتر كيسلر، المتحدث الإقليمي باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من أن شتاء طويلا ينتظر اللاجئين السوريين في لبنان وفي بقية دول الجوار السوري التي تستقبلهم، داعيا إلى مدهم بالمواد الإغاثية لتجاوز أزمتهم التي تفاقمت مع العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة أخيرا.
جاء ذلك في الوقت الذي أصبح فيه عدد اللاجئين السوريين في لبنان منذ بدء النزاع في منتصف مارس (آذار) 2011، يعادل 20% من سكان البلاد.
وقال كيسلر لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من بلدة عرسال اللبنانية المحاذية للحدود السورية التي تستقبل يوميا العشرات من اللاجئين السوريين، إن مفوضية اللاجئين تعمل بكل طاقتها لتجاوز الأزمة الحالية. وأضاف أن الثلوج بدأت في الذوبان، لكن الجو لا يزال باردا جدا، عادّا أن العاصفة الثلجية والظروف الصعبة التي مر بها اللاجئون قرعت ناقوس الخطر. وقال إن ارتفاع أعداد اللاجئين بشكل كبير يشكل تحديا كبيرا لكل الحكومات التي تستقبلهم ولمنظمات الإغاثة على حد سواء.
وأشار كيسلر إلى أن اللاجئين السوريين في لبنان لهم وضع خاص يختلف عن أقرانهم الذين لجأوا إلى تركيا أو الأردن أو العراق، جراء تزايد أعداهم بشكل مستمر. وقال إن 21 ألف لاجئ سوري وصوا إلى عرسال منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك إثر اندلاع معارك القلمون بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد وقوات المعارضة المسلحة.
وبينما لا يسمح لبنان بإقامة مخيمات رسمية للاجئين، يتوزع هؤلاء على 1600 موقعا متفرقا مما يجعل مهمة مفوضية اللاجئين أشد صعوبة في الوصول إليهم، مع تصاعد أعدادهم يوميا.
وذكر أن مفوضية اللاجئين تعمل على قدم وساق لتحسين حياة هؤلاء اللاجئين، وأنها قدمت خلال الأشهر الماضية مساعدات لـ255 ألف شخص بينها مواد إغاثية خاصة استعدادا لفصل الشتاء. وأشار إلى توزيع 125 ألف بطانية الأسبوع الماضي بمساعدة القوات المسلحة اللبنانية.
في غضون ذلك، أعلنت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين القادمين من سوريا منذ بدء النزاع في منتصف مارس 2011، أصبح يعادل 20 في المائة من سكان لبنان. ويشمل هذا الرقم اللاجئين المسجلين لدى الأمم المتحدة، وتقدر السلطات اللبنانية وجود عشرات الألوف الإضافية من اللاجئين غير المسجلين.
وأفادت أرقام وزعتها المفوضية العليا للاجئين أمس أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان ارتفع إلى 842 ألفا، وأن عدد اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا زاد إلى 52 ألفا. ولا يشمل الإحصاء اللاجئين الفلسطينيين الموجودين أصلا في لبنان الذين يقدر عددهم بنحو 350 ألفا.
وأشارت المفوضية إلى أن واحدا من كل خمسة من سكان لبنان المقدرين بأربعة ملايين ومائتي ألف (20 في المائة)، هو من اللاجئين الجدد.
ويستضيف لبنان 36 في المائة من اللاجئين السوريين الموجودين في المنطقة، بحسب المفوضية.
وقالت المفوضية العليا للاجئين إن هناك مليونا ومائتي ألف لبناني تأثروا سلبا بالأزمة السورية التي يقدر البنك الدولي أن تصل تكلفتها على لبنان بنهاية 2014، إلى سبعة مليارات ونصف مليار دولار.
وبين اللاجئين السوريين إلى لبنان، هناك 280 ألف طفل في سن الدراسة، جرى إلحاق 130 ألفا منهم بالدراسة، وتقديم دعم اجتماعي ونفسي لتخطي آثار الحرب إلى عشرات الألوف.
ولا يعرف عدد الأطفال الذين سُجلوا في المدارس خارج الخدمات التي تقدمها المفوضية والمنظمات الإنسانية الشريكة معها.
من جهته، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي المجتمع الدولي إلى عدم إفشال النموذج الإنساني الذي اتبعه لبنان في تعاطيه مع ملف اللاجئين السوريين. وعدّ ميقاتي، في حفل إطلاق «التقرير السادس لخطة الحكومة اللبنانية لمعالجة تداعيات الأزمة السورية»، أنه «بفشل النموذج الإنساني في لبنان، فإن الإنسانية في العالم تقتل، ويكون كل ما يقال عن الإنسان وحقوقه مجرد شعارات فارغة». وأضاف أنه منذ اندلاع الأزمة السورية «اعتمد لبنان مبدأ النأي بالنفس عن الصراع الدائر هناك، ولكن وإن استطاع لبنان النأي بنفسه سياسيا، فإنه لم يستطع تطبيق هذا المبدأ من الناحية الإنسانية، خصوصا مع بدء حركة النزوح البشري غير المسبوقة من حيث الحجم إلى أراضيه».
وأضاف: «أمن المجتمع الدولي مشكورا عبر عدد من الدول المانحة التي نتوجه إليها بجزيل الشكر والامتنان، أكثر من 840 مليون دولار، أي ما يقارب 69% من المساعدات المطلوبة في التقرير الخامس لخطة الحكومة اللبنانية وشركائها لمعالجة تداعيات الأزمة السورية على لبنان». وتوجه المسؤول اللبناني إلى «ممثلي الدول المانحة والمجتمع الدولي للاستمرار في دعم لبنان وشركائه في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة عبر مساعدات إضافية تقدر بنحو مليار و850 مليون دولار ومفصلة في التقرير الجديد الذي هو بين أيديكم».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.