تستعدّ إسبانيا لتكريم ضحايا هجمات برشلونة الإرهابية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لحدوثها، فيما لا تزال ملابسات تلك الاعتداءات والمعلومات حول منفّذيها ومخططيها موضع تساؤلات وتجاذبات، في أجواء سياسية مشحونة بالتوتر على خلفيّة الأزمة الانفصالية الكاتالونية المشرفة على جولة جديدة من التصعيد بين برشلونة ومدريد.
وفي المعلومات التي كشفتها مؤخراً أوساط صحافية، وأكدتها مصادر أجهزة الأمن والمخابرات الإسبانية، أن أفراداً من هذه الأجهزة قد اجتمعوا أربع مرّات بمدبر عمليّات برشلونة، المغربي عبد الباقي الساتي، خلال السنوات الأربع التي أمضاها في السجن بتهمة الاتجار بالمخدرات.
وكانت دوريّة للحرس المدني قد ألقت القبض على الساتي في 1 يناير (كانون الثاني) 2010 بعد أن ضبطت معه 121 كيلوغراما من المخدرات في ميناء سبتة، وبعد أيام أودِع السجن حيث بقي حتى أبريل (نيسان) 2014. وتفيد المعلومات الأخيرة التي كُشفت عن التحقيق، بأن الساتي قد تذمـّر واحتجّ بشدة لسجنه بعد إصراره أمام المحققين والقضاء أنه أُجبر على نقل المخدرات بعد تعرّضه للضرب وتهديده. أما عن الاتصالات والعلاقات التي أقامها في السجن مع أفراد ينتمون إلى تنظيمات متشددة، والتي وثقّت بعضها مصادر صحافية، فقد امتنع جهاز المخابرات الإسباني عن كشف تفاصيلها ومحتواها أمام لجنة الأسرار الرسمية التابعة لمجلس النواب الإسباني.
وفي المعلومات الجديدة التي أكدتها أجهزة الأمن الإسبانية أن الساتي قد تنقّل في عدد من البلدان الأوروبية، من بينها بلجيكا، بعد خروجه من السجن، ثم استقرّ في بلدة ريبول من أعمال محافظة جيرونا الكاتالونية أواخر العام 2015 حيث تعاقدت معه جمعيّة «النور» ليكون إمام مسجدها مقابل راتب شهري قدره 800 يورو. وخلافا للمعلومات التي أدلى بها أمين سر تلك الجمعية أمام الشرطة المحلية حيث قال إن الساتي كان يمارس حياة عادية وكانت «خطبه خالية من التطرّف»، أكّد مقرّبون منه «أن خطبه كانت مشحونة بالتطرف... والدعوة إلى الجهاد ومحاربة الكفّار وقتلهم».
وتجدر الإشارة إلى أن الساتي قد لقي حتفه في 16 أغسطس (آب) من العام الماضي، أي عشية اعتداءات برشلونة، عندما انفجرت بين يديه عبّوة كان يحضّرها في منزله، مما أدّى إلى تقديم موعد الهجمات في برشلونة وكامبريلز.
وفي التفاصيل التي كشفتها التحقيقات الأخيرة أن الساتي كان على اتصال وثيق بمنفّذ عملية الشاحنة، يونس أبو يعقوب، التي ذهب ضحيتها 16 شخصا في جادة لا رامبلا بوسط برشلونة. وكان أبو يعقوب قد تمكّن من الفرار بعد ارتكاب العملية، لكن الشرطة المحلية تعقبّته وقتلته بعد أربعة أيام في منطقة ريفية تقع على بعد 50 كيلومترا من برشلونة.
وعلى صعيد متصّل يرتفع منسوب التوتّر بين مدريد وبرشلونة بعد أن أعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز أن الملك فيليبي السادس سوف يرأس الاحتفالات التي ستجري في برشلونة يوم السابع عشر من هذا الشهر بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للهجمات، وردّ رئيس الحكومة الإقليمية كيم تورّا مهددا بمقاطعة تلك الاحتفالات. وكانت الحكومة الكاتالونية قد أعلنت سابقاً «قطع العلاقات» مع الملك، في أعقاب الخطاب الذي ألقاه مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين الشرطة الإسبانية والمتظاهرين الانفصاليين بمناسبة الاستفتاء الذي نظمته الحكومة الكاتالونية حول إعلان الاستقلال، والذي أبطلته حكومة مدريد وألغت صلاحيات الحكم الذاتي بعد تفعيل المادة 150 من الدستور الإسباني.
وفي آخر التطورات أن حزب «بوديموس» الذي ينافس الحزب الاشتراكي على قيادة المشهد اليساري في إسبانيا، لكنه يدعم حكومة سانشيز في البرلمان، قد أعلن تأييده لوجود الملك فيليبي السادس في برشلونة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للهجمات الإرهابية، فيما ألمحت أوساط قريبة من القوى الانفصالية أن رئيس الحكومة الإقليمية قد يحضر الاحتفالات إلى جانب الملك «إذا اعتذر العاهل الإسباني عن إساءته إلى ضحايا اشتباكات العام الماضي».
إسبانيا تستعد لتكريم ضحايا هجمات برشلونة
المغربي مدبر الهجوم تنقّل بين بلدان أوروبية عدة بعد خروجه من السجن بتهمة تجارة المخدرات
إسبانيا تستعد لتكريم ضحايا هجمات برشلونة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة