دعا عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية المغربي (مرجعية إسلامية) رئيس الحكومة السابق، شباب الحزب إلى التمسك بأربعة مبادئ، هي: الحرية والمسؤولية والمرجعية الإسلامية والديمقراطية والملكية.
وقال ابن كيران، الذي كان يتحدث أمس خلال الملتقى الـ14 للتنظيم الشبابي لحزب العدالة والتنمية الذي نظم بالحي الجامعي في طريق الجديدة بالدار البيضاء تحت شعار «تعبئة شبابية من أجل حماية الاختيار الديمقراطي»، إن الملكية «ليست في حاجة إلى متملقين، وما أكثرهم، بل إلى رجال أوفياء ومخلصين يعملون ويتحملون المسؤولية»، ودعا شباب حزبه إلى التأمل في باقي الأحزاب المغربية التي عرفت حشوداً أكبر وأكثر حماسة في الماضي، متسائلاً: «أين هي الآن؟».
وقال ابن كيران إن سر نجاح «العدالة والتنمية» يكمن في توافقه مع الملك على الإصلاح، وتزكية الشعب لهذا التوافق عبر الانتخابات، مشيراً إلى أن ذلك هو الخيط الرفيع الذي على شباب حزبه أن يتمسك به، والذي يفتقد إليه خصومه السياسيين الذين لم يستطيعوا هزيمته، رغم الدعم والمساعدة التي قدمت لهم من طرف السلطات.
وذكر ابن كيران أن جمع المتملقين لا يمكن أن يهزم جمع المخلصين لأن «المتملق يفكر فيما يريد هو، وليس ما تريده الدولة»، وقال: «نحن لسنا من الذين يزايدون على بعضهم بالملكية وبمحبتها والتضحية من أجلها، نحن مع الملكية من دون مقابل ومن دون ابتزاز، ولكن مع ملكية مرجعيتها الإسلام والدستور، وتعيش عصرها، ومن الضروري أن تتطور معنا».
وخاطب ابن كيران شباب الحزب قائلاً: «وصيتي إليكم ألا تفرطوا في هذا المنطق»، ودعاهم إلى التمسك بالنظام الملكي، بيد أنه أوضح: «لكن الملكية طبقاً للدستور، ملكية تحكمها القوانين والأعراف»، مشيراً إلى أن الملكية في المغرب لها تقاليد وأعراف راسخة منذ أزيد من 12 قرناً.
وانتقد ابن كيران بقوة الموقف الذي عبر عنه عبد العالي حامي الدين، القيادي بحزب العدالة والتنمية، مشيراً إلى أن وصف حامي الدين للملكية بأنها تعيق التنمية «غير مقبول، وغير لائق»، وقال: «بالعكس، الملكية هي ضامن الوحدة الوطنية والاستقرار والتنمية، وليست عائقاً أمام التنمية»، وأضاف أن هذا لا يعني خنق حامي الدين لأنه قال هذه الكلمة، متابعاً: «إذا غلط، فعلينا رده إلى جادة الصواب. ونحن نعلم أن حامي الدين مستهدف».
وزاد ابن كيران: «إن حامي الدين شاب، يصيب ويخطئ، وهو منا وإلينا، ولن نسلمه بغير حق».
من جهة أخرى، هاجم ابن كيران رجل الأعمال نور الدين عيوش، منتقداً هجومه على اللغة العربية والمرجعية الإسلامية في المغرب، ودفاعه عن الحرية الجنسية وحقوق الشواذ جنسياً، وقال: «أمتنا تهاجم في أساسياتها ومرجعيتها؛ هل سنتخلى عن ملتنا؟ وهل عثرت الإنسانية عن بديل أفضل من الإسلام؟».
وأضاف ابن كيران أن أعداء الأمة المغربية هاجموا الإسلام مباشرة. وعندما لم يفلحوا، هاجموا مذهب الإمام مالك، في إشارة إلى تصريحات أدلى بها عيوش تنتقد المذهب.
ورد ابن كيران بلهجة شديدة على عيوش، قائلاً: «أنت الذي تدعي أنك صديق الملك، وتقول إن مذهب الإمام مالك متخلف، من أنت؟ أنت أصلاً لا تتكلم العربية لتدعي أنك تفهم في مذهب الإمام مالك».
وذكّر ابن كيران بدفاع عيوش عن تعويض اللغة العربية في التعليم باللهجة المغربية الدارجة، مشيراً إلى أن الهدف من هذه الدعوة هو فصل المغرب عن انتمائه العربي الإسلامي، وعن أشقائه في الشرق.
وأضاف ابن كيران: «نحن من أصول أمازيغية، ونعتز بذلك. وهذه الأصول هي التي اختارت العربية، وارتضتها قبل الدستور»، مشيراً إلى أن اللغة العربية هي لغة الدين الإسلامي.
وقال ابن كيران إن هذه الهجومات التي تتعرض لها الأمة هي التي دفعته ورفاقه لولوج غمار السياسة، وأضاف أنه في البداية لم يكن يُؤْمِن بالدولة، متابعاً: «ذهبنا وراجعنا أنفسنا، دون أن يتصل بنا أي مستشار ليكون معنا حزباً أو جمعية، وآمنا بالملكية نظاماً لا يصلح غيره لبلدنا. وقلنا ذلك، وكان القول مكلفاً، واتهمنا بالعمالة والخيانة».
ولمح ابن كيران، في كلمته، إلى أنه مهدد وفي خطر، وسأل شباب الحزب: «ماذا سيكون موقفكم لو تعذر حضوري لهذا اللقاء؟ كان ممكناً ألا أصل، أو أموت، وألتحق برفيقي عبد الله بها»، الذي توفي في حادثة قطار غامضة، جنوب الرباط.
وقال ابن كيران إن كثيراً من قياديي الحزب نصحوه بالتزام الصمت خلال الأشهر الماضية خوفاً على حياته وعلى الحزب، وتحدث عن خوف رفاقه عليه ببعض السخرية، مشيراً إلى أنه خوف مبالغ فيه، وأشار إلى أنه كان متردداً في الحضور إلى الملتقى، موضحاً: «تكلمت في مؤتمركم الأخير، وأثار كلامي ضجة، وطلبوا مني التزام الصمت. ومنذ ذلك الوقت وأنا ساكت. والآن، يقولون لي أن أستمر! هل أواصل الكلام أم أسكت؟».
ابن كيران: نحن مع الملكية من دون ابتزاز
انتقد قيادياً مثيراً للجدل في {العدالة والتنمية}
ابن كيران: نحن مع الملكية من دون ابتزاز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة