اجتماعات «حماس» في غزة على وقع هجمات إسرائيلية ضد مطلقي الطائرات الورقية

تل أبيب تبحث اليوم مقترح الهدنة المصري ـ الأممي

قريبات للفتى معوض السوري الذي قتل برصاص الإسرائيليين الجمعة يراقبن تشييعه في غزة (أ.ب)
قريبات للفتى معوض السوري الذي قتل برصاص الإسرائيليين الجمعة يراقبن تشييعه في غزة (أ.ب)
TT

اجتماعات «حماس» في غزة على وقع هجمات إسرائيلية ضد مطلقي الطائرات الورقية

قريبات للفتى معوض السوري الذي قتل برصاص الإسرائيليين الجمعة يراقبن تشييعه في غزة (أ.ب)
قريبات للفتى معوض السوري الذي قتل برصاص الإسرائيليين الجمعة يراقبن تشييعه في غزة (أ.ب)

يواصل المكتب السياسي لحركة «حماس» اجتماعاته في قطاع غزة بحضور قيادات الخارج وممثلي الأسرى وكبار قادة مجلس الشورى، لمناقشة ملفات المصالحة والهدنة مع إسرائيل ضمن مقترحات عدة قدمت من قبل مصر ونيكولاي ميلادينوف مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن المتوقع أن تخرج اللقاءات بتوافق على غالبية ما تم طرحه لكن مع تقديم بعض التعديلات ونقلها إلى مصر والأمم المتحدة. ولفتت المصادر إلى أن «حماس» ستعقد اجتماعاً مع الفصائل الفلسطينية لإطلاعها على صورة ما طرح عليها بشأن الهدنة مع إسرائيل واتخاذ قرار بإجماع الفصائل، مشيرة إلى أن الحديث يدور عن هدنة لا تقل عن خمسة أعوام.
وأشارت إلى أن الحركة أصبحت تعي أن هناك أطرافا دولية منها الإدارة الأميركية معنية بحل الوضع في غزة والتخفيف من الحصار. وبينت أن الحركة تسعى للضغط على الجميع لرفع الحصار كلياً وليس جزئياً.
وتحاول إسرائيل ربط قضية المفقودين من جنودها ومواطنيها الذين يعتقد أن بعضهم أسرى أحياء لدى «حماس»، بقضية رفع الحصار عن قطاع غزة وإعادة تأهيل القطاع وتنميته اقتصاديا.
وأشارت قناة «ريشت كان» العبرية إلى خلافات داخل المجلس الوزاري المصغر «الكابينت» بشأن ربط قضية الجنود بقضية رفع الحصار عن غزة، ولفت إلى أن وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مصر على ربط القضيتين، فيما يرى البعض أنه لا حاجة لذلك وأنه يجب فصل قضية الأسرى.
وتسعى «حماس» باستمرار منذ بدء المحادثات معها إلى فصل قضية الأسرى عن الهدنة ورفع الحصار، فيما تطالب إسرائيل بوقف الطائرات الورقية الحارقة في مقابل إعادة فتح المعبر وتوسيع مساحة الصيد قبالة سواحل القطاع.
وتضغط إسرائيل منذ صباح أمس على الحركة باستئنافها استهداف مطلقي الطائرات الورقية الحارقة، إذ هاجمت طائرات استطلاع إسرائيلية بالصواريخ مجموعتين لشبان فلسطينيين وسط وشمال القطاع دون وقوع إصابات.
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن الطائرات هاجمت مجموعتين أطلقتا طائرات ورقية حارقة محملة بقنابل مولوتوف تجاه الأراضي الإسرائيلية المحاذية لحدود قطاع غزة.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن أكثر من ست حرائق شبت في مناطق مجاورة لحدود القطاع بفعل طائرات ورقية حارقة أطلقها فلسطينيون من غزة.
وأغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم بشكل جزئي منذ أيام، وهو المعبر التجاري الوحيد للقطاع، وأوقفت إدخال الوقود والمحروقات والبضائع المختلفة واكتفت بالمواد الغذائية، والطبية عند الحاجة فقط، وذلك رداً على استمرار إطلاق تلك الطائرات الورقية الحارقة.
وتحاول إسرائيل بقوة أن تتوصل إلى اتفاق مع حماس عبر الوسطاء بما يضمن وقف المسيرات على الحدود ووقف الطائرات الحارقة، في مقابل تخفيف الحصار قبل الدخول في مراحل أخرى من الاتفاق الذي تعمل الأطراف على إبرامه، والذي يشمل صفقة بهدنة شاملة تضمن فيما بعد إقامة ميناء تحت إشراف دولي تزامناً مع مفاوضات تبادل أسرى.
وسيعقد المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي «الكابينت» اليوم الأحد، اجتماعا مهما لبحث المقترح المصري - الأممي للهدنة مع «حماس» بمشاركة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي ألغى زيارة إلى كولومبيا لإتاحة الفرصة أمام المجلس الوزاري لتدارس ذاك المقترح.
ويتوقع أن تشهد الجلسة نقاشا صاخبا بين وزراء «الكابينت» وأجهزة الأمن والجيش، في ظل الخلافات المتباينة حول ربط قضية سلاح غزة بإعادة تأهيلها، أو رفع الحصار بقضية الجنود.
وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة الصحة بغزة عن وفاة فلسطيني متأثرا بجروحه التي أصيب بها أمس خلال المواجهات التي شهدتها حدود قطاع غزة. وقالت إن الطفل معاذ الصوري (15 عاما) توفي متأثرا بإصابته الحرجة التي تعرض لها أمس شرق مخيم البريج.
وشيعت جماهير فلسطينية جثماني الصوري، والشاب أحمد ياغي (25 عاما) الذي قتل الجمعة برصاص الجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.