أصدرت محكمة تركية حكماً بالسجن مدى الحياة على 9 متهمين في تفجيرين وقعا في العاصمة أنقرة في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2015، قبل انتخابات برلمانية مبكرة أُجريت في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه.
وأسفر الانفجاران اللذان وقعا أمام محطة القطار الرئيسية في أنقرة أثناء تجمع ومسيرة نظمهما حزب الشعوب الديمقراطي ومنظمات مدنية موالية للأكراد، عن مقتل 103 أشخاص وإصابة العشرات فيما اعتُبر أعنف هجوم والأكثر دموية في تاريخ تركيا.
وحمّلت السلطات التركية تنظيم داعش الإرهابي المسؤولية عن التفجيرين. ويحتجز 10 فقط من 36 ممن يشتبه بانتمائهم إلى التنظيم ومطلوبين بسبب الهجومين حالياً في السجن.
وعندما بدأت المحاكمة في نوفمبر 2016، ذكر الادعاء أن 16 كانوا طلقاء ويعتقد أنهم في سوريا المجاورة. كما تم إطلاق سراح 4 مشتبه بهم بعد ذلك، بينما قُتل آخر في مداهمة شنتها الشرطة في مدينة غازي عنتاب، جنوب شرقي البلاد، في أكتوبر 2016.
وطبقاً للائحة الاتهام المكونة من 573 صفحة، فإن 35 مشتبهاً بهم من المواطنين الأتراك، وواحد من كازاخستان.
وتضمنت لائحة الاتهام أن جميع المشتبه بهم لهم صلة بتنظيم داعش الإرهابي ومتورطون في الجريمة باسم التنظيم وأنهم نسقوا الهجوم مع مواطنين سوريين.
ووقع الهجومان قبل 20 يوماً من الانتخابات البرلمانية المبكرة في الأول من نوفمبر عام 2015، ما زاد من التوتر بين السلطات وأنصار المعارضة في الأقلية الكردية، وهي أكبر أقلية في البلاد.
وسلّطت الشهادات التي وردت خلال المحاكمة، التي بدأت في 2016، الضوء على أوجه القصور في أمن الحدود والمخابرات التركية، والتي قال المحامون إنها سمحت بأن تصبح مناطق من تركيا قواعد لتنظيم داعش الإرهابي.
وتزايد نشاط «داعش» في تركيا في ذلك الوقت، وتسبب هجوم بقنبلة وباستخدام السلاح على مطار إسطنبول الرئيسي في يونيو (حزيران) 2016 في مقتل 47 شخصاً في حين تسبب تفجير في حفل زفاف كردي في مدينة غازي عنتاب بعد ذلك بشهرين في مقتل 57 شخصاً.
ومنذ ذلك الوقت، بدأت تركيا تنفيذ عمليات أمنية ألقي خلالها القبض على آلاف من عناصر «داعش»، غالبيتهم من الأجانب، كما تم ترحيل أكثر من 5 آلاف، وسجن أكثر من 3 آلاف آخرين، بتهمة الانتماء إلى التنظيم. ونفّذ تنظيم داعش في الفترة من 2015 إلى مطلع عام 2017، سلسلة عمليات إرهابية في تركيا، أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة العشرات، آخرها هجوم على ملهى ليلي في إسطنبول في الأول من يناير (كانون الثاني) 2017، قُتل فيه 39 شخصاً، وأُصيب 69 آخرون.
وأوقعت أجهزة الأمن والاستخبارات التركية خلال عملياتها في الشهور الأخيرة مجموعة من القيادات والعناصر البارزة، التي كانت مكلفة بالتجنيد في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب آخرين كانوا مسؤولين عن تصنيع المتفجرات. وفي أحدث هذه العمليات ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية أول من أمس، القبض على 38 من الأجانب المنتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي كانوا يخططون لهجمات إرهابية في حملة متزامنة في عدد من أحياء مدينة إسطنبول.
وقالت مصادر أمنية إن قوات مكافحة الإرهاب ألقت القبض على هؤلاء العناصر في حملة نفِّذت بشكل متزامن في 6 أحياء بإسطنبول بعد تلقي معلومات عن تحضيرهم لهجوم إرهابي باسم تنظيم داعش.
وحسب المصادر، فإن الفرق المشاركة في العملية ضبطت كمية من الوثائق وأجهزة رقمية تتعلق بالتنظيم وجرى نقل الموقوفين إلى مقر مديرية الأمن بإسطنبول لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
وجاءت هذه الحملة في إطار حملات متواصلة تنفذها أجهزة الأمن التركية في مختلف أنحاء البلاد تستهدف خلايا تنظيم داعش الإرهابي، والأسبوع قبل الماضي ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية، القبض على 43 شخصاً من الأجانب، يعملون لصالح التنظيم خلال سلسلة مداهمات نفذتها في أنحاء مختلفة من مدينة إسطنبول أيضاً.
وقالت الشرطة التركية، في بيان، إنها تعتقد أن المقبوض عليهم أعضاء في مجموعات تمارس نشاطها على منصات للتواصل الاجتماعي، ومرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي، وعلى صلة بأعضاء في التنظيم في مناطق صراع (سوريا والعراق).
السجن مدى الحياة لـ9 «داعشيين» شاركوا بهجومين في أنقرة
أوقعا أكثر من 100 قتيل... و27 متهماً هربوا إلى سوريا
السجن مدى الحياة لـ9 «داعشيين» شاركوا بهجومين في أنقرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة