استقرت رأس تمثال الملك «سنوسرت الأول» في المتحف المصري الكبير، بميدان الرماية، بمحافظة الجيزة، عقب نقله أمس من منطقة آثار قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، تمهيداً لعرضها عند افتتاح المتحف. وتحمل الرأس ملامح الدولة الوسطي، وهي مصنوعة من الجرانيت الوردي ذي ملامح للوجه واضحة.
و«سنوسرت الأول» هو الملك الثاني في الأسرة الثانية عشرة في مصر القديمة، وأحد الملوك الأقوياء في هذه الأسرة، ووالده الملك «أمنمحات الأول»، ووالدته الملكة «نفرتيتانين»، وزوجته «نفرو» الثالثة، وهي والدة الملك «أمنمحات الثاني»، ابنه وولى عهده.
وقال الدكتور أيمن العشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، إنه «تم اكتشاف تلك الرأس من خلال البعثة المصرية - الألمانية العاملة في منطقة آثار المطرية (شرق القاهرة) عام 2005، وتبلغ أبعادها 122 سم و108 سم، وارتفاعها 75 سم، وتزن نحو طنين اثنين»، مضيفاً: أنه تم اكتشاف الذقن منفصلة عن الرأس عام 2008، على بعد 10 أمتار من مكان اكتشاف الرأس.
بينما أكد الدكتور طارق توفيق، المشرف العام على المتحف، أن «الرأس تحمل ملامح الدولة الوسطى، وهي مصنوعة من الغرانيت الوردي، ذي ملامح للوجه واضحة للملك (سنوسرت الأول) يرتدي غطاء الرأس، فاقداً لبعض أجزائه، كما أنها تتضمن ذقناً ملكية مفصولة عن التمثال».
يشار إلى أن «سنوسرت الأول» قد تمكن من توطيد دعائم الأسرة الثانية عشرة، التي كانت تلقى معارضة في عهد والده، وهو من حث بعض أدباء عصره على الكتابة في موضوعات عدة تحتفي في طيات لونها الأدبي بالأسرة الثانية عشرة وفترة حكمه، وكانت هذه الكتابات تدافع عنه بشكل كبير وتمتدحه، مثل «تعاليم الملك أمنمحات الأول».
وقالت مصادر أثرية إن «سنوسرت الأول» استطاع أن يواصل العمل الذي بدأه أبوه دون أن يكمله، وذلك من خلال إحلال نظام مطابق للنظام القديم، واستلزم الأمر إحياء ذكرى الفراعنة العظام الذين حكموا البلاد أيام الدولة القديمة، أمثال «سنفرو، وساحو رع، والأمير أنتف، الجد الأكبر للأسر الطيبية»، مؤكدة أن «سنوسرت الأول» أظهر ارتباطه بالمدينة التي كانت مقراً أصلياً للدولة الوسطى، وأخذ يمهد الطريق لما عُرف بعد ذلك باسم «طيبة المنتصرة».
من جهته، أوضح عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري، أن فريق العمل من أثريي ومرممي المتحف المصري الكبير قاموا بتسلم الرأس والذقن من منطقة آثار القلعة، وتم استخدام أحدث الأساليب في عملية التغليف، ووضع الرأس على قاعدة خشبية حمولة 6 أطنان باستخدام الروافع الهيدروليكية المخصصة لذلك.
وأضاف أنه «سوف يتم إيداع الرأس والذقن داخل معمل الأحجار للبدء في أعمال الدراسة والفحص والتحليل والتوثيق، حيث سيتم استخدام تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد لتوضيح عملية الدمج المبدئي للرأس مع الذقن (...) يلي تلك المرحلة وضع خطة للترميم، تتم من خلالها أعمال التنظيف الميكانيكي والكيميائي لإعادة الدمج النهائي للذقن لتكون جاهزة للعرض».
رأس «سنوسرت الأول» تستقر في المتحف المصري الكبير
مصنوعة من الغرانيت الوردي وتحمل ملامح الدولة الوسطى
رأس «سنوسرت الأول» تستقر في المتحف المصري الكبير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة