التحالف: نؤمّن باب المندب نيابة عن العالم... ومجزرة الحديدة استهداف حوثي

قال إن العمليات العسكرية بعيدة كل البعد عن مستشفى الثورة وسوق السمك

ضحايا المجزرة بعد القصف الذي تعرض له مستشفى الثورة في الحديدة أول من أمس (أ.ف.ب)
ضحايا المجزرة بعد القصف الذي تعرض له مستشفى الثورة في الحديدة أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

التحالف: نؤمّن باب المندب نيابة عن العالم... ومجزرة الحديدة استهداف حوثي

ضحايا المجزرة بعد القصف الذي تعرض له مستشفى الثورة في الحديدة أول من أمس (أ.ف.ب)
ضحايا المجزرة بعد القصف الذي تعرض له مستشفى الثورة في الحديدة أول من أمس (أ.ف.ب)

قال مسؤول رفيع في تحالف دعم الشرعية في اليمن، إن التحالف يقدم جهوداً جبارة نيابة عن المجتمع الدولي؛ لضمان أمن باب المندب وجنوب البحر الأحمر، رغم أنها مسؤولية دولية وإقليمية، في حين أكد العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم قوات التحالف، أن الاستهداف التي تعرض له مستشفى الثورة بالحديدة، وسوق السمك هناك، كان من قبل الميليشيات الحوثية، بالأدلة والإثباتات.
وأوضح مسؤول في تحالف دعم الشرعية في اليمن لقناة «العربية» أمس، أن التحالف يقدم جهوداً جبارة نيابة عن المجتمع الدولي، لضمان أمن باب المندب وجنوب البحر الأحمر، رغم أنها مسؤولية دولية وإقليمية، مشدداً على وجود مصلحة دولية مشتركة للمساهمة في هذه الجهود؛ لضمان تدفق التجارة والنفط من خلال باب المندب.
وقدم العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم قوات التحالف، خلال المؤتمر الصحافي أمس بالرياض، الأدلة والإثباتات التي تؤكد استهداف الميليشيات الحوثية لمستشفى الثورة، وسوق السمك بالحديدة، مشيراً إلى أن عمليات التحالف العسكري خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بعيدة كل البعد عن المنطقتين.
وذكر المتحدث باسم قوات التحالف، أن الذخيرة التي استهدفت مستشفى الثورة وسوق السمك في الحديدة، نُفّذت بمقذوفات عسكرية تابعة للميليشيات الحوثية، بعيدة كل البعد عن مكان المنطقتين.
وعرض خريطة للعمليات العسكرية في الحديدة، حيث أشارت نقاط حمراء اللون إلى الأهداف التي قصفها التحالف، في حين أشارت نقطة خضراء إلى سوق السمك ومستشفى الثورة بمدينة الحديدة.
وقال، إن العمليات العسكرية في هذين اليومين تركزت على مديرية التحيتا جنوبي الحديدة، إضافة إلى التصدي لمحاولة الميليشيات الالتفاف حول مطار الواقع خارج المدينة.
وأضاف «الحوثيون قد أدانوا أنفسهم، بعدما بثت قناة (المسيرة) الناطقة باسمهم، صوراً لما قالت إنها آثار القصف الجوي على المستشفى والسوق، لكنها لم تكن سوى قذائف هاون».
وأكد المتحدث باسم قوات التحالف لدعم الشرعية اليمنية، أنه منذ بداية العمليات العسكرية، والتحالف قام بتطوير قواعد الاشتباك بناءً على ما يرد من الدروس المستفادة من بيئة العمليات من الداخل اليمني، والأهداف العسكرية وبحسب القانون الدولي، وهناك مبادئ أساسية في الاستهداف، تتضمن الحاجة العسكرية والتناسب والتمييز، حيث إن التحالف يطبق هذه المبادئ حسب اتفاقية جنيف والبروتوكولات الإضافية لها.
وأضاف «نعلم أن الميليشيات الحوثية تقوم بمخالفة القانون الدولي والإنساني، حيث قامت باختطاف الدولة من الحكومة الشرعية ومقدراتها أيضاً، وقامت بالكثير من الأعمال العدائية ضد الشعب اليمني، ولم تعتمد والميليشيات الحوثية على الأعمال الإرهابية، بل قامت بالكثير من الأعمال الجنائية ضد الشعب اليمني، خصوصاً بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح».
وحول رفض الأمم المتحدة فتح مكتب لها في العاصمة المؤقتة عدن، قال العقيد المالكي، أبلغنا المسؤولين الأمميين في الكثير من المناسبات، أنه من الضروري أن يكون هناك مكاتب أخرى غير الموجودة في صنعاء، في ظل المحاذير التي تواجه الموظفين العاملين تحت مظلتها في صنعاء، ليس فقط في التنقل في أنحاء المحافظات المختلفة، لكن أيضاً حتى داخل العاصمة صنعاء لا يستطيعون التنقل، كما أبلغناهم بأن هناك بيانات متضاربة، من الأمم المتحدة في بعض الأحيان يذكر أن هناك أكثر من 10 آلاف من المدنيين الذين فقدوا أراوحهم، بينما هناك تقارير واردة من الأمم المتحدة أن أكثر من 5 آلاف مدني فقدوا أرواحهم، وهذا يدل على التضارب في المعلومات.
إلى ذلك، أدانت وزارة حقوق الإنسان اليمنية «بأشد العبارات المجزرة والجريمة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي، الخميس، بحق المدنيين في ميناء الاصطياد وبوابة مستشفى الثورة في مدينة الحديدة التي قالت في بيان إنها أسفرت عن سقوط 14 قتيلاً وأكثر من 30 جريحاً أغلبهم مدنيون».
وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، «إن هذه الجريمة البشعة تشكل انتهاكاً خطيراً وجسيماً للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع والبرتوكولين الملحقين، وتعد جريمة حرب ضد الإنسانية التي لا تسقط بالتقادم؛ وإذ تشير الوزارة بأن هذه الجريمة متعمدة؛ كونها جاءت متزامنة مع اجتماع مجلس الأمن وقبل تقديم إحاطة المبعوث الأممي بساعات، في استعطاف زائف للمجلس، ومحاولة وقحة لخلط الأوراق من قبل هذه الميليشيا».
وأضاف البيان «منذ الساعات الأولى تابعنا عن كثب هذه الجريمة من خلال راصدينا وشهود عيان الذين أكدوا أن الجريمة كانت عبارة عن قصف بعدد من قذائف الهاون من الأحياء المجاورة والتي حولتها ميليشيا الحوثي إلى ثكنات عسكرية وتمركزت فيها واستعملتها كمنصات لإطلاق القذائف، كما أكد التحالف العربي - في وقت سابق - أنه لم يقم بأي طلعات جوية فوق الحديدة في ذات اليوم».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.