البرازيل تصدر للسعودية لحوماً ومنتجات زراعية بـ3 مليارات دولار سنوياً

كشفت البرازيل أنها تصدر سنويا للسعودية منتجات زراعية ولحوما بقيمة 3 مليارات دولار، مؤكدة أن السعودية مستمرة في السماح بدخول هذه المنتجات إلى الأسواق المحلية، وفق تنسيق لتوريد الأغذية الحلال المصنعة للمملكة، حيث تعدّ المملكة أكبر مستورد في العالم للحوم الأبقار البرازيلية، بقيمة تتجاوز مليار دولار سنويا، وتعتبر البرازيل أكبر بلد يمد السعودية بالمنتجات الحيوانية والغذائية، والمزود الـ12 للسعودية عالميا.
وقال فلافيو ماريغا، السفير البرازيلي لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «السعودية تعدّ الشريك التجاري الأساسي الموثوق للبرازيل على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحجم صادر إجمالي يبلغ قيمته 2.26 مليار دولار في عام 2017، مقابل صادر سعودي للبرازيل في العام نفسه بقيمة 1.88 مليار دولار، وهذه الأرقام في حالة زيادة مستمرة في الأعوام الأخيرة».
وأضاف أن «السعودية احتلت سابع أكبر بلد على مستوى العالم من حيث استيراد المنتجات الزراعية من البرازيل في عام 2017، بقيمة تتجاوز ملياري دولار، وفي العام نفسه فإن المملكة كانت أكبر مستورد في العالم للحوم الأبقار البرازيلية، بقيمة تتجاوز مليار دولار سنويا، حيث تعد البرازيل أكبر مزود للرياض بالمنتجات الحيوانية والغذائية، خاصة لحوم الأبقار والدواجن والسكر وفول الصويا والشعير».
وأوضح ماريغا، أن الاستثمار يعتبر أحد أهم ركائز العلاقات الاقتصادية السعودية البرازيلية، مبينا أن الشركات السعودية لديها استثمارات كبيرة في البرازيل في مختلف القطاعات، من بينها قطاع الزراعة واللحوم والمنتجات الصناعية والكيمائية، في الوقت الذي تستثمر فيه الشركات البرازيلية في المملكة في مجالات الأغذية والدفاع والقطاعات الاستشارية.
وأضاف ماريغا: «البلدان تفاهما على ترفيع مستوى المصالح المتبادلة من خلال التوسع في الشراكة الاقتصادية، والمشروعات الحيوية، فضلا عما تم في المفاوضات حول اتفاقيات تخص الفيزا والخدمات الجوية والاستثمارات والشؤون الجمركية والبنوك المركزية. وخططا أيضا لتبادل الزيارات لاستكشاف مزيد من فرص التعاون، في قطاع الأعمال، وأكثر من ذلك؛ لتقوية هذه الروابط الاقتصادية».
وبيّن أن الهيئات الحكومية السعودية تدقق وتفحص بشكل مستمر الصادرات البرازيلية، وخلال كل السنوات فإن جودة وسلامة المنتجات البرازيلية محققة كل الرضا لدى السلطات السعودية ولدى الرأي العام السعودي، منوها بأن هناك تنسيقا وتعاونا سعوديا برازيليا مستمرا لتوريد الأغذية الحلال المصنعة في البرازيل إلى المملكة.
ونوّه أن بلاده استهدفت تقوية التجارة والاستثمار والتعاون في القطاع الزراعي مع المملكة، مبينا أن الحكومة البرازيلية في يناير (كانون الثاني) 2018 عينت ملحقا زراعيا بالسفارة البرازيلية بالرياض، من أجل تعزيز التواصل مع الجهات الحكومية السعودية والمصدرين لتعزيز التعاون في هذا الجانب.
ولفت إلى أن العلاقات السعودية البرازيلية تمتد إلى 50 عاما، منوها أنها تقوم على أجندة إيجابية، وتقارب في الرؤى حول كثير من القضايا العالمية والإقليمية المتعددة في أورقة الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية ومجموعة دول العشرين، حيث دعمت البرازيل المملكة لإدراج واحة الأحساء بقائمة التراث العالمي في اليونيسكو.
وتابع: «تتبادل برازيليا مع الرياض الأدوار في دعم دول أخرى لتحقيق أشياء مماثلة في المحافل الدولية، فضلا عن مبادرة البرازيل في إطلاق مبادرة القمة العربية اللاتينية، والعمل السعودي البرازيلي المشترك لدفع الدول الأخرى للمشاركة في إطلاق شراكات متعددة في مختلف المجالات، ولا سيما مجالات التجارة والزراعة وقطاعات المال والأعمال والبيئة وغيرها».
وأكد ماريغا أن هناك كثيرا من الاتفاقيات الثنائية التي تم التوقيع عليها لتعزيز هذا التعاون بين البلدين، بما في ذلك الاتفاقيات الاقتصادية والتعاون في قطاع التكنولوجيا وقطاع الدفاع، والاتفاق الإطاري الاقتصادي، بجانب التعاون في قطاع التعليم وغيرها من المجالات.
وأفاد أن هناك كثيرا تم إنجازه في هذا الإطار، ولكن ما زال هناك عمل كثير في ظل رغبة البلدين لاستكشاف مزيد من الفرص وتقصير المسافة بين البلاد اللاتينية ودول منطقة الشرق الأوسط لمصالح شعوب الطرفين، وتقوية الروابط والشراكات التي تخدم الأطراف كافة.
على الصعيد البرازيلي، وفق ماريغا، فإن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 0.4 في المائة خلال الربع الأول من العام 2018، ليبلغ نسبة نمو تصل إلى 2.2 في المائة في العام الحالي، مع توقعات بارتفاعه إلى 2.4 في العام 2019.
وأشار ماريغا إلى أن البطالة تحت السيطرة، إذ ثبتت في المعدل 2.8 في المائة سنويا، كما أن البرازيل تستحوذ على نصيب الأسد من استثمارات رأس المال المخاطر في أميركا اللاتينية، الذي يتجاوز مبلغ تريليون دولار للمرة الأولى في العام 2017.