استنفار مصري على الحدود مع غزة واتصالات مكثفة لوقف الغارات الإسرائيلية

مقتل جندي وإصابة أربعة في انفجار عبوة ناسفة بمدرعتهم

استنفار مصري على الحدود مع غزة واتصالات مكثفة لوقف الغارات الإسرائيلية
TT

استنفار مصري على الحدود مع غزة واتصالات مكثفة لوقف الغارات الإسرائيلية

استنفار مصري على الحدود مع غزة واتصالات مكثفة لوقف الغارات الإسرائيلية

كثفت السلطات المصرية من اتصالاتها مع كافة الأطراف المعنية لوقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، والمستمرة منذ أيام، وقالت الرئاسة المصرية أمس إنها «تسعى لتجنيب الشعب الفلسطيني ويلات ومخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية»، في وقت أكدت فيه مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن حالة استنفار قصوى رفعتها القوات المصرية على الحدود مع غزة لمراقبة الوضع عن كثب، في حين استمر غلق معبر رفح البري بين الجانبين.
ويأتي إغلاق المعبر البري عقب فتحه لمدة أربعة أيام متصلة لعبور المعتمرين الأسبوع الماضي. وأوضحت المصادر أن «معبر رفح مغلق لحين ورود تعليمات من الجهات الأمنية المسؤولة بالموعد والكيفية التي يسمح فيها بالعبور، ومن هم الفئات التي سوف يسمح لها»، مشيرا إلى وجود اتصالات مكثفة بين المسؤولين الفلسطينيين والمصريين تجري الآن في هذا الشأن».
في غضون ذلك أعلنت مصادر أمنية وطبية مقتل جندي في الجيش المصري وإصابة أربعة آخرين بعدما انفجرت عبوة ناسفة في مدرعة للجيش في شمال سيناء المضطربة منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي قبل عام. وقالت المصادر إن جنديا قتل وأصيب أربعة آخرون في انفجار عبوة ناسفة بمدرعة للجيش على الطريق الدولي بين العريش ورفح على الحدود مع قطاع غزة. وشهد الطريق ذاته استهداف كثير من آليات وجنود الجيش المصري في الفترة الماضية.
من جانبه، نفى اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء (المصرية)، استقبال أي حالات جرحى أو مصابين من غزة في الوقت الراهن، مشيرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى استمرار غلق معبر رفح حتى منتصف يوم أمس، لكنه أضاف: «إننا على أتم الاستعداد والاستنفار لمساعدة إخوتنا وأشقائنا الفلسطينيين في غزة على المستوى الطبي والإنساني طبقا لتنسيقات تجري على مستوى القيادة السياسية في البلاد»، مؤكدا من جهته «جاهزية جميع مستشفيات شمال سيناء لاستقبال حالات الطوارئ أو المساعدة في قوافل إنسانية».
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أول من أمس (الثلاثاء). وقال السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن الاتصال جرى خلاله استعراض آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والتدهور الحالي في الأوضاع على الأرض.
وأشار بدوي إلى أن مصر تجري اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف المعنية الفاعلة بهدف تجنيب الشعب الفلسطيني ويلات ومخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية، والعمل على تحميل الجانب الإسرائيلي مسؤولياته كاملة عن تأمين أرواح المدنيين الفلسطينيين بوصف إسرائيل قوة احتلال، طبقا لاتفاقيات جنيف الأربع وقواعد القانون الدولي، فضلا عن وقف الإجراءات الاستفزازية بهدف خلق الظروف المواتية لسرعة استئناف مفاوضات السلام طبقا لمرجعياتها.
وتابع أن هدف مصر هو «التوصل إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة ونهائية للقضية الفلسطينية؛ استنادا إلى حل الدولتين، وبما يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
من جانبه، قال عباس إنه تناول في اتصاله مع السيسي الوضع المتصاعد في الأراضي الفلسطينية في ضوء التصعيد الإسرائيلي الأخير، مضيفا أن السيسي أكد خلال الاتصال حرص مصر على سلامة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتجنيب القطاع هذا الهجوم الخطير ووقف التصعيد من أجل العمل على التوصل لوقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن، وأن جهود مصر لم تتوقف منذ بدء العدوان.
وأوضح الرئيس الفلسطيني أنه قدم للسيسي شرحا حول التصعيد الإسرائيلي الخطير، ضد قطاع غزة، وكيفية احتواء ما يجري، وسبل إنقاذ الشعب الفلسطيني من ويلات هذا التصعيد. وأضاف أن السيسي وعد باستمرار بذل الجهود المصرية لوقف إطلاق نار فوري وبأسرع وقت.
وثمن عباس دور مصر التاريخي في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا ضرورة التزام الأطراف باتفاق 2012 الذي يجب أن يكون الخطوة الأولى لوقف العدوان والعمل على هذا الأساس.
ومن جهتها، أعربت الخارجية المصرية عن قلق القاهرة الشديد من استمرار تصاعد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية خلال الساعات الأخيرة، وطالبت في بيان لها أمس بـ«ضبط النفس والابتعاد الكامل والفوري عن أعمال العنف المتبادل وتجنب الانزلاق إلى دائرة من أعمال العنف والعنف المضاد لتجنيب المدنيين ويلاتها وزيادة معاناتهم وسقوط مزيد من الضحايا المدنيين وتعقيد الموقف بشكل يزيد صعوبة العودة إلى المفاوضات التي تقود إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
كما جددت الوزارة مطالبة الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بالالتزام باتفاق التهدئة الذي سبق التوصل إليه بينهما عام 2012، وضرورة البدء الفوري في اتصالات مباشرة بين الجانبين للعمل على إنفاذ العدالة.
وشدد بيان الخارجية على أن المجتمع الدولي يتحمل بدوره مسؤولية تصاعد العنف نتيجة تقاعسه عن تسوية القضية الفلسطينية، وأن عليه أن يتخذ خطوات جادة وملموسة لوقف كل العمليات العسكرية وضمان استئناف المفاوضات بشكل جاد وفي إطار زمني محدد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.