اتسعت دائرة الاحتجاجات في قطاع غزة، ضد سياسة التقليصات التي تتبعها إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في الآونة الأخيرة، فيما يتعلق بخدماتها لصالح اللاجئين، وكذلك للموظفين التابعين لها، بعد أن أقدمت على فصل العشرات منهم وإنذار المئات بمصير مماثل.
وشارك أكثر من ألفي فلسطيني في وقفة احتجاجية هي الأكبر جماهيريا منذ بدء الاحتجاجات على سياسات الأونروا الأخيرة. ورفع المشاركون لافتات تدعو إلى تصعيد الاحتجاجات للضغط على إدارة الأونروا لوقف إجراءاتها. ولوحظ مشاركة ممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية ووجهاء ومخاتير وموظفي «أونروا» وطلبة مدارس وجماهير واسعة من الفلسطينيين. ودعا حسين منصور، القيادي في الجبهة الشعبية الذي تحدث باسم الهيئة الوطنية، إدارة الأونروا إلى التراجع عن إجراءاتها بحق اللاجئين، معتبرا عملية فصل الموظفين وتقليص الخدمات سياسية بامتياز.
وجدد دعم الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار الكامل للموظفين الذين تعرضوا «للظلم وإنهاء عقودهم». معتبرا الخطوات اتخذت تأتي ضمن «مؤامرة تستهدف قضية اللاجئين»، متعهدا بالعمل على منع تمرير «هذه المؤامرة». وفق قوله.
واتهم منصور الأونروا برفض الحلول التي عرضت عليها من أجل حل مشكلة الموظفين، فضلا عن عدم اتخاذ إجراءات لتسريح عشرات المستشارين الأجانب الذين يحملون ميزانية وكالة الغوث مبالغ ضخمة.
من جانبه، قال يوسف حمدونة أمين سر اتحاد الموظفين العرب في الأونروا، إن إجراءات الوكالة الأخيرة من خلال فصل الموظفين وإغلاق مراكز التموين والتحذير من عدم بدء العام الدراسي الجديد، تدق ناقوس الخطر، وتنذر بكارثة إنسانية، وتهدد بوقف عمل الوكالة بالكامل في المناطق الخمسة.
وشدد في كلمة له على أنه لن يسمح بتمرير قرار فصل 956 موظفا مثبتا على برنامج الطوارئ. متهما الأونروا بمحاولة بث الإشاعات في أوساط الموظفين واللاجئين الفلسطينيين بشأن إغلاق المكتب الإقليمي بغزة، بهدف تهديد الموظفين للتراجع عن اعتصامهم السلمي القائم في المبنى.
ودعا الفصائل الفلسطينية والمجلس التشريعي إلى دعم الاعتصام السلمي الحالي للموظفين المفصولين والمهددين بذات القرار مع نهاية العام الجاري. مؤكدا على أنه سيتم الدعوة لإضراب شامل ومفتوح مع إدارة الأونروا قريبا جدا.
وقال: «لن نسمح بتمرير قرار وكالة الغوث إلغاء حقوق 956 موظفا مهما كلفنا الأمر، وسندافع عنهم وفق القوانين والأعراف المكفولة». ودعا حمدونة إلى بدء العام الدراسي في موعده، وعدم التهديد والتلاعب بمصير نصف مليون وربع المليون طالب فلسطيني، قائلا: «نحن في حال عدم فتح المدارس نعرف أين يداوم طلابنا». وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بوقف ما سماه «الكارثة الإنسانية» التي ستحل باللاجئين وتحديدا بغزة؛ جراء ما تقوم به وكالة الغوث من إجراءات.
وتأتي هذه التحركات في ظل تصريحات أطلقها ماتياس شمالي، مدير عمليات الأونروا، الذي قال إنه لا توجد حلول حتى الآن للأزمة المالية في الأونروا. مشيرا إلى أن الموسم الدراسي الجديد قد لا يبدأ في موعده في حال لم يتم سد العجز المالي. ولفت شمالي إلى وجود تحركات دولية مختلفة في محاولة لإنقاذ الوضع الحالي بعد توقف الولايات المتحدة عن دعم الموازنة العامة للأونروا.
مئات الموظفين والعمال في الأونروا يتظاهرون احتجاجا على سياستها (أ.ف.ب)