احتفل بموسم الأعياد على الجليد

دليلك إلى أفضل ساحات التزلج في لندن

من الحلبات المميزة بالقرب من عين لندن
من الحلبات المميزة بالقرب من عين لندن
TT

احتفل بموسم الأعياد على الجليد

من الحلبات المميزة بالقرب من عين لندن
من الحلبات المميزة بالقرب من عين لندن

من المظاهر الشتوية المحببة في لندن انتشار ساحات التزلج على الجليد مع قدوم احتفالات نهاية العام. وهي تفتتح أبوابها من نهايات شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى بدايات العام الجديد. وترتبط ساحات التزلج بفصل الشتاء رغم أن أجواء لندن خلال هذه الفترة تكون في الغالب باردة ولكنها ليست بدرجات تحت الصفر مما يحتم وجود تبريد إضافي لأرضية هذه الساحات حتى تحافظ على تجمدها ولا تتحول إلى برك مياه. وهناك الكثير من الساحات منها التقليدي الذي يدخل ضمن إطار القصور الملكية ومنها الحديث الذي تطل عليه عجلة لندن. وهي ساحات تجلب المرح للأطفال والكبار على السواء ويتطلب دخولها بعض التدريب على كيفية التزلج على الجليد، وهي مهارة يتعلمها الصغار بسرعة ويتقنونها قبل الكبار.
وهذه النخبة من ساحات التزلج تمثل أفضل ما في لندن خلال شتاء 2013 > 2014 وهي تصلح لأن تدخل ضمن برامج السياحة الشتوية لزوار لندن. وأغلبها مفتوح لفترات محدودة من العام وعلى من يريد أن يشارك فيها أن يقبل لزيارة لندن خلال فترة الشتاء.
* «آي سكيت»: وهي ساحة اكتسبت اسمها من عجلة لندن التي تطل عليها مباشرة والتي يطلق عليها البريطانيون اسم «لندن آي» أي عين لندن. وهي ساحة ذات موقع ممتاز يطل على نهر التيمس، وهي تشتهر بين سياح لندن خصوصا هؤلاء الذين يقومون بزيارة عجلة لندن أيضا. وهي أيضا من أحدث ساحات لندن وأفضلها، ويمكن حجز 45 دقيقة بالإضافة إلى ركوب العجلة في باقة واحدة أو الذهاب إلى كل منهما بصفة منفردة. وتفتح «آي سكيت» أبوابها يوميا من العاشرة صباحا وحتى التاسعة مساء. ويصل سعر استخدام الساحة لفترة 45 دقيقة 10.5 جنيه للكبار و7.5 جنيه للصغار. ويمكن الحصول على تخفيضات لدى الشراء من على الإنترنت. ويمكن الوصول إليها عن طريق محطة قطارات ومترو ووترلو.
* ساحة «سمرست هاوس»: وهو قصر تاريخي يقع في منطقة ستراند في قلب لندن ويوفر واحدة من أكبر ساحات التزلج وأقدمها في العاصمة. وتقدم الساحة مناخا مرحا للتزلج تصدح فيه الموسيقى خصوصا في ساعات المساء. ومن يفضل التزلج في ساحة غير مزدحمة يمكنه اختيار صباح أيام الأسبوع. ويقدم النادي المشرف على الساحة دروس للأطفال دون السادسة في ساحة صغيرة مخصصة لهم اسمها «بنغوين كلوب» أو نادي البطريق. ويمكن للكبار المشاركة في الساحة أثناء فترات معينة من نهاية الأسبوع لتعلم التزلج على الجليد للكبار. وبعد الاستمتاع بهذه الرياضة يمكن الاسترخاء في مقهى مجاور اسمه «توم سكيتينغ لونج». وتفتح الساحة أبوابها يوميا من العاشرة صباحا وحتى العاشرة والنصف مساء من 14 نوفمبر وحتى الخامس من يناير (كانون الثاني). وتتراوح أسعار التذاكر من 7.5 جنيه وحتى 15 جنيها. وأقرب محطة مترو هي شيرينغ كروس أو كوفنت غاردن.
* «ونتر وندرلاند»: وهي ساحة تقام في حديقة هايد بارك وتشتهر بين العائلات والأطفال. وهي لا تقتصر على ساحة التزلج وإنما تنتشر فيها ألعاب وأرجوحات الأطفال وأكواخ لبيع أنواع الطعام والمشروبات. وتشتهر ساحة التزلج بأنها مضاءة بنحو ألف مصباح كهربائي وبها ساحة لوقوف فرقة موسيقية للعزف أثناء التزلج. وتعتبر الساحة وما حولها من معالم احتفالية من أفضل وجهات السياحة لقضاء ليلة لا تنسى في لندن أثناء الشتاء. وهي تفتح أبوابها يوميا من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساء من يوم 26 نوفمبر وحتى الخامس من يناير.
* ساحة «هامتون كورت بالاس»: وهي تبعد عن لندن بنحو 35 دقيقة بالقطار ويمكن قضاء يوم كامل في المنطقة المحيطة بالقصر التاريخي الذي اشتهر بسكن الملك هنري الخامس فيه. وتعتبر الساحة مكانا تقليديا يقصده المتمرسون في رياضة التزلج على الجليد. ومن لا يحترف هذه الرياضة يمكنه الاستعانة بمدرب خاص لتلقينه بعض الدروس على الجليد لقاء مبلغ 32 جنيها. وهي تستمر من 30 نوفمبر وحتى يوم 12 يناير. ويمكن الوصول إليها بقطار من محطة ووترلو حتى محطة هامتون كورت. وتفتح الساحة أبوابها يوميا من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساء.
* ساحة «ألكسندرا بالاس»: وهي ساحة اشتهرت تلفزيونيا بتدريب نجوم على الرقص عليها في برنامج اسمه «الرقص على الجليد». وهي تختلف عن ساحات لندن الأخرى في أنها ساحة داخلية تقع ضمن قاعات قصر ألكسندرا، وتستمر طوال شهور العام. وهي أيضا أكبر القاعات الداخلية للتزلج. وتوفر الساحة نشاطات أخرى على الجليد مثل لعبة هوكي الجليد ودروس الرقص على الجليد. وهناك مساحة مخصصة للعائلات والأطفال من الثانية ظهرا إلى الخامسة عصرا يوميا. وتوجد مدرجات تسع 1250 متفرجا وكافيتريا اسمها «فينيكس». وتقدم الساحة في نهاية العام مسرحية راقصة على الجليد مستعارة من قصة ديزني «ليتل ميرميد» يؤديها أعضاء نادي الجليد في ساحة ألكسندرا بالاس.
* ساحة «كناري وارف»: وهي تقع في شرق لندن بالقرب من ناطحات سحاب الحي المالي. وهي الموقع المفضل لحفلات المكاتب في نهاية العام ويحضر إليها الكثير من العاملين في شرق لندن. وبخلاف الساحات الأخرى تبدو ساحة كناري وارف شبه خاوية في عطلات نهاية الأسبوع حيث يهجر المنطقة كل العاملين في الحي المالي ولا يبقى فيها إلا سكانها الأصليون. وتوفر الساحة منافذ للمشروبات والمأكولات السريعة حتى يمكن قضاء أطول وقت ممكن على الجليد من دون الحاجة إلى الخروج بعيدا من أجل تناول الطعام. وتفتح الساحة أبوابها يوميا من العاشرة والنصف صباحا وحتى الحادية عشرة مساء ولفترات أقصر خلال نهاية الأسبوع. ويمكن الوصول إلى الساحة عبر محطة كناري وارف، وعنوانها هو «كندا سكوير بارك». ويصل ثمن استخدام الساحة إلى 13.5 جنيه للكبار و9.5 جنيه للأطفال.
* ساحة برج لندن «تاور أوف لندن»: وهي تقع في قلب برج لندن ويحيط بها سور البرج، وهي تحتل منذ ثماني سنوات موقعا كان مغمورا بالمياه حول البرج ضمن تجهيزات حمايته التاريخية. وهي مزدحمة معظم فترات افتتاحها نظرا لموقعها السياحي الفريد. ولكن الحضور مبكرا يضمن ازدحاما أقل. وتستقبل الساحة المعاقين على مقاعد متحركة أثناء النهار ما عدا الساعة الأخيرة يوميا. وتفتح الساحة أبوابها يوميا من العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء، ويمكن الوصول إليها عبر محطة مترو «تاور هيل». وتصل تكلفة استخدامها إلى 13.5 جنيه و9.5 جنيه للأطفال.
* ساحة متحف التاريخ الطبيعي: يوفر متحف التاريخ الطبيعي موقعا رائعا لساحة التزلج الشتوية التي يقيمها سنويا في منطقة «ساوث كنسنغتون». ويحجز المتحف مساحة من الساحة ويخصصها للأطفال كما تنتشر المقاهي والملاهي على حواف الساحة التي تبلغ مساحتها ألف متر مربع. ويمكن قضاء يوم سياحي من الطراز الأول بالجمع ما بين ما تقدمه ساحة التزلج من ناحية وما يمكن زيارته في المنطقة من معالم سياحية تشمل متحف العلوم ومتحف التاريخ الطبيعي ومتحف فيكتوريا وألبرت. وهو يستمر حتى الخامس من يناير، ويقع المتحف في «كرومويل رود»، وأقرب محطة مترو إليه هي «ساوث كنسنغتون». ويصل ثمن الدخول إلى 13.5 جنية وتسعة جنيهات للأطفال دون 13 عاما.
* ساحة «ويستفيلد»: وتقع الساحة على مساحة 540 مترا مربعا وتصل طاقتها إلى 160 متزلجا. وهي تقع في غرب لندن وأقرب محطة مترو إليها محطة «وايت سيتي» أو «شبردز بوش». وتفتح الساحة أبوابها من العاشرة صباحا وتبلغ قيمة التذكرة 12 جنيها وسبعة جنيهات للأطفال. ويمكن الذهاب إلى ويستفيلد من أجل التسوق مع إضافة لمسة إضافية هي التزلج على الجليد. ويوفر مركز «ويستفيلد» الكثير من مفاجآت التسوق مثل الأغاني والموسيقى الحية والمطاعم والتسوق بلا ضرائب، وقرية التسوق التي تجمع تحت سقف واحد 40 من أشهر منافذ التسوق العالمية.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».