اليماني: الحوثيون تمسّكوا بخيار الحرب ورفضوا تسليم الحديدة

دعا خلال لقاء مع سفراء مجموعة الـ18 إلى تأمين البحر الأحمر من الخطر الإيراني

TT

اليماني: الحوثيون تمسّكوا بخيار الحرب ورفضوا تسليم الحديدة

أبلغ وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أمس سفراء مجموعة الـ18 الراعية للعملية السياسية في بلاده، أن قيادة الميليشيات الحوثية تمسّكت بخيار الحرب ورفضت المقترح الأممي بالانسحاب من الحديدة ومينائها وبقية مناطق الساحل الغربي، مؤكدا مضي الحكومة الشرعية في جهودها السياسية والعسكرية لاستعادة السيادة على كافة الأراضي الواقعة تحت قبضة الجماعة الانقلابية.
جاء ذلك، خلال اجتماع عقده اليماني أمس في العاصمة الرياض مع السفراء، في سياق توضيح مواقف الحكومة الشرعية للمجتمع الدولي بخصوص آخر التطورات السياسية والمساعي الأممي التي يقودها المبعوث مارتن غريفيث من أجل استئناف مفاوضات السلام بين الحكومة والانقلابيين الحوثيين. وخلال الاجتماع، ذكرت المصادر الرسمية اليمنية، أن وزير الخارجية أكد تقدير الحكومة اليمنية لمواقف الدول الـ18 في دعم الشرعية ودعم مساعي المبعوث الأممي لاستئناف العملية السياسية وتحقيق سلام مستدام ينطلق من المرجعيات الأساسية الثلاث المتفق عليها.
وأكد الوزير اليماني، التزام الحكومة بدعم غريفيث واستعدادها لتقديم كافة التسهيلات لإنجاز مهمته، مشيراً إلى خطورة التصعيد الأخير للميليشيات الانقلابية الموالية لإيران في الممرات الملاحية العالمية جنوب البحر الأحمر وباب المندب من خلال استهدافها لناقلة النفط السعودية الأسبوع الماضي، مشددا على أن حماية ممرات التجارة العالمية مسؤولية المجتمع الدولي في المقام الأول. وقال اليماني «إن الحكومة منفتحة ومستعدة للمشاركة الفاعلة في أي مشاورات سياسية واضحة الأهداف والأطر والآليات التي تدعو إليها الأمم المتحدة، في الوقت الذي تحرص على تفويت الفرصة على الميليشيات الحوثية الساعية لاستغلال المشاورات لكسب الوقت والمزيد من المراوغات لإطالة أمد الحرب ومعاناة الشعب اليمني». ولفت وزير الخارجية اليمني إلى موقف الحكومة من مبادرة المبعوث الأممي في شأن مدينة وميناء الحديدة ومينائي رأس عيسى والصليف، وأبلغ السفراء أن الحكومة الشرعية رحبت بمقترح المبعوث واعتبرت ما حملته المبادرة بشأن انسحاب الميليشيات من مدينة الحديدة جزءا من تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والذي يشدد على إنهاء مظاهر الانقلاب وانسحاب الميليشيات المسلحة من المدن والمؤسسات الحكومية، غير أن الحوثيين أثبتوا مجدداً - على حد قوله - تمسكهم بخيار الحرب ورفض العملية السياسية، ورفضوا الانسحاب من المدينة واتخذوا موقفا متعنتا من المبادرة. وقال «إن الحكومة وانطلاقا من حقها السيادي والتزاماتها الدستورية ستستمر في جهودها سواء العسكرية أو السياسية لاستعادة سيادة الدولة على محافظة الحديدة وموانئها وكافة مناطق الساحل الغربي، ورفع الظلم والمعاناة عن أهالي هذه المناطق، وتحصيل موارد الدولة السيادية للمساهمة في تغطية التزاماتها تجاه موظفي القطاع العام ودفع رواتبهم».
وأوضح اليماني أن تحرك الحكومة لتحرير ميناء الحديدة يهدف إلى إنهاء التدخل الإيراني وتزويد طهران لوكلائها من ميليشيات الحوثي بالأسلحة المختلفة بما في ذلك الصواريخ الباليستية، والتي تستخدمها الميليشيات لاستهداف الدول الشقيقة وتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
كما يهدف التدخل الحكومي - بحسب اليماني - إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها ومنع انتهاكات وتجاوزات الميليشيات في تعاملها مع المساعدات الإنسانية، وحماية ممرات التجارة العالمية بما يتفق مع الالتزامات المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة الأمم المتحدة الخاصة بقانون البحار.
في السياق نفسه، أفادت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» بأن السفراء رحّبوا باللقاء مع اليماني لإطلاعهم بصورة واضحة على المستجدات السياسية، وفي سياق استمرار التواصل والتشاور مع الحكومة الشرعية بغية الوصول إلى سلام مستدام في اليمن، مؤكدين دعمهم للعملية السياسية ولجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث.
وأكد السفراء – بحسب الوكالة الحكومية - التزامهم «بمساق الأمم المتحدة كمسار وحيد لتحقيق السلام واستعادة الاستقرار في اليمن مجددين استعدادهم تقديم كافة التسهيلات والدعم بما يحقق هذا الغرض، مشيدين في الوقت ذاته بموقف الحكومة اليمنية الإيجابي من جهود السلام ومبادرات الأمم المتحدة».
ويرجح متابعون للشأن اليمني أن التحركات الميدانية على الأرض من قبل الحكومة الشرعية وقواتها، تشير إلى أنها حسمت أمرها مع التحالف الداعم لها لإجبار الميليشيات الحوثية على مغادرة الحديدة والساحل الغربي عنوة، بعد أن رفضت الجماعة الخطة الأممية للانسحاب الآمن. ويُعتقد أن اجتماع اليماني مع سفراء الدول الـ18 يعد تمهيدا سياسيا لوضع المجتمع الدولي في صورة المستجدات العسكرية التي ستشهدها الأيام المقبلة في الساحل الغربي لليمن وبقية الجبهات المفتوحة مع الميليشيات الحوثية المتشبثة بانقلابها على الشرعية.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».