السيسي: نواجه الإرهاب من دون هوادة ولا اتصالات أو مصالحات

قال إن «دعم الأشقاء العرب» ساهم في نجاح «30 يونيو»

السيسي: نواجه الإرهاب من دون هوادة ولا اتصالات أو مصالحات
TT

السيسي: نواجه الإرهاب من دون هوادة ولا اتصالات أو مصالحات

السيسي: نواجه الإرهاب من دون هوادة ولا اتصالات أو مصالحات

قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، إن بلاده تعمل على مواجهة حازمة وبلا هوادة ضد الجماعات الإرهابية، بالتزامن مع مساعي تحقيق التنمية الشاملة وإعادة بناء الدولة، نافياً إجراء أي «اتصالات أو مصالحة»، في إشارة إلى دعوات سابقة للمصالحة مع الإخوان المسلمين، المصنفة جماعة «إرهابية».
ونفى السيسي، في ختام فعاليات المؤتمر الوطني للشباب، بجامعة القاهرة، أمس، وجود «تآمر» من الجيش ضد نظام الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي تم عزله في 3 يوليو (تموز) 2013، مؤكداً أن «الجيش تدخل لحماية الدولة المصرية»، مثنياً على موقف «الأشقاء العرب» في دعم مصر آنذاك، قائلاً: «لولا وقوف أشقائنا بجانبنا خلال 3 يوليو، لما كتب لنا النجاح». وأضاف: «إمدادات الطاقة والبوتاجاز والغاز والسولار كانت متوقفة، ثم تم تحويل الناقلات من عرض البحر إلى مصر، ومدفعناش ولا حاجة... وقعدنا مندفعش حاجة لمدة 20 شهراً، وكل شهر بـ800 مليون دولار».
وتساءل السيسي، خلال جلسة «اسأل الرئيس»، قائلاً: «قبل 30 يونيو (حزيران)، من استدعى الجيش للتدخل وإنقاذ الدولة: الجيش أم أنتم؟ (...) وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، من استدعى الجيش لإعلان مبادرته عن لقاء القوى السياسية مع الرئيس الأسبق محمد مرسي في هذه المرحلة: أنتم أم الجيش؟ وأجاب السيسي: الجيش».
وكان الرئيس السيسي آنذاك يشغل منصب وزير الدفاع، وقد أضاف أمس: «تم استدعاء أنفسنا (الجيش) لحماية الأمن القومي المصري لأننا كنا مدركين أن استمرار هذا الواقع سيؤدي إلى تدمير الدولة المصرية (...) وأذكر نفسي وأذكركم بهذا الكلام لأننا لا بد أن يكون لدينا دائماً ثبات على أهدافنا».
وأقسم السيسي أنه «لم يكن هناك أي شكل من أشكال التآمر لإسقاط الدولة في هذا الوقت»، وتابع: «أقول هذا الكلام لكم لأننا عندما تجاوزنا المرحلة الصعبة، كان لا بد من أن نتوقف عندها خلال الكلام الذي ذكر عن موضوع الشائعات، لأننا قلنا قبل ذلك مرات عدة أن الجيل الرابع والخامس من الحروب يتم استخدامه فيما يخص المنطقة ومصر، ولو سقطت مصر تسقط المنطقة، وهذا ليس كلامنا، ولكن كلام كل المنطقة، وكل أشقائنا في الخليج يقولون ذلك، وهم مدركون له».
وحذر السيسي مؤكداً: «إذا دخلنا هذا النفق، لن نستطيع الخروج منه. الموضوع ليس قوة جيش ولا قوة شرطة، وإنما قوة شعب».وجدد تذكيره بأن التحديات التي تواجه مصر كبيرة، إضافة إلى مشكلات موجودة صعبة وكثيرة، وتابع: «لم أعدكم بأنني سأحل المسألة، وسأجعل المرتبات تتضاعف 3 أو 4 مرات، وإنما قلت لكم هناك تحديات كبيرة، وأنا لا أستطيع حلها بمفردي، وإنما ستشاركونني فيها، وأنتم وافقتم على ذلك، وقلت لكم: ستعانون معي». وأكد السيسي أن مصر في مسار تصاعدي تجاه تطور الدولة، رافضاً اتخاذ مؤشر «زيادة الأسعار فقط» على أنه مؤشر القياس، واعتبره ظلماً لتجربته، وذكر بما شهدته البلاد من أعمال عنف بعد عزل مرسي عام 2013، ومنع «محاولة اغتيال وزير الداخلية حينذاك اللواء محمد إبراهيم، والاعتداء على مديريات الأمن وعلى أقسام الشرطة... وغيرها».
وشدد السيسي على اتباعه مسارين خلال الفترة الماضية، وهما مكافحة الإرهاب ومواصلة التنمية، قائلاً: «كان من الممكن التركيز فقط على الحرب ضد الإرهاب، سواء كانت في شمال سيناء أو على امتداد المحافظات المصرية بالكامل، وأن يكون ذلك مبرراً للواقع الذي تعيشه مصر، وحشد الجهود لمجابهة هذه الحالة والإرهاب، لكننا لم نفعل ذلك؛ ندرك أن الهدف هو الانشغال بهذا الصراع وترك البلد، فعندما نتخلص من الإرهاب، نجد المشكلات أصبحت مثل الجبال (...) فقررنا العمل على المحورين».
ونفى أي مصالحة مع جماعة الإخوان، مؤكداً أن «مواجهة الإرهاب تتم بلا هوادة، بلا اتصالات ولا مصالحات (...) من يعمل مصالحات هو أنتوا (الشعب)، مش (ليس) أنا. تحيا مصر بكم».
وشدد: «نقف أمام هذا الفكر بمنتهى القوة والقناعة، مش حماية لنظام، مش حماية لحكم، ده حماية لدولة ودين، إحنا هنتحاسب أمام ربنا على فهمنا، وعلى ما تم إنجازه للبلد وديننا، فالذي نراه هو دين جديد، وليس ديننا، فنحن مسارنا واحد في المجابهة، ومستمر وسيستمر، الذي يريد أن يعيش وسطنا بأمان وسلام، ويكف الأذى عننا، هو مصري مثلنا».
وأعلن السيسي عن افتتاح 4 أنفاق لخدمة الحركة داخل سيناء، والعكس، في نوفمبر المقبل، ونوه إلى زيادة إيرادات قناة السويس خلال عام 2016 بـ600 مليون دولار عن العام الذي يسبقه، وهم في حدود 14 مليار جنيه. وأوضح الرئيس السيسي أن مصر قامت بحل مشكلات 200 ألف أسرة كانوا يعيشون في المناطق الخطرة، وبشكل لا يليق بمصر وأهلها.
وفي شؤون مصر الخارجية، بعث الرئيس السيسي بكثير من الرسائل، قائلاً إن أمن مصر من أمن الخليج والمنطقة، وأكد عدم تدخل مصر في شؤون الدول الأخرى، أو التآمر عليها. وحول ليبيا، قال: «بعد سقوط حكم نظام الرئيس معمر القذافي، ضبطنا الحدود مع ليبيا لمنع عمليات التهريب»، وأضاف: «من سياستنا الخارجية عدم قبول الميليشيات المسلحة داخل الدول، وهذا ينطبق على سوريا وليبيا واليمن والصومال».
وجدد دعم مصر لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967، مشدداً على سعي بلاده لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقيادتها لجهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس، بما يخدم القضية الفلسطينية.
ودعا الإسرائيليين لاستغلال الفرصة، والتوصل لحل للقضية، وقال إنه سيتوجه مرة أخرى إلى «الرأي العام في إسرائيل (...) لدينا فرصة عظيمة للسلام في المنطقة، وإيجاد حل» للقضية الفلسطينية.
وأكد الرئيس المصري، رداً على سؤال حول تقارير وسائل الإعلام عما يسمى «صفقة القرن»، أن «هذا التعبير تعبير إعلامي، وليس سياسياً»، متابعاً: «مصر مواقفها واضحة، نحن مع كل قرارات الأمم المتحدة، نحن مع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ونحن مع الانسحاب (الإسرائيلي) إلى ما قبل حدود 1967»، وقال السيسي إن مصر «تحاول أن تكون عاملاً إيجابياً، وتمارس دورها بهدوء» من أجل التوصل إلى تسوية للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.