إثيوبيا تتعهد استكمال سد النهضة وملاحقة قتلة مديره

فرماجو يبدأ اليوم زيارة إلى إريتريا

إثيوبية تعبر عن حزنها في موقع اغتيال مدير مشروع سد النهضة أول من أمس (رويترز)
إثيوبية تعبر عن حزنها في موقع اغتيال مدير مشروع سد النهضة أول من أمس (رويترز)
TT

إثيوبيا تتعهد استكمال سد النهضة وملاحقة قتلة مديره

إثيوبية تعبر عن حزنها في موقع اغتيال مدير مشروع سد النهضة أول من أمس (رويترز)
إثيوبية تعبر عن حزنها في موقع اغتيال مدير مشروع سد النهضة أول من أمس (رويترز)

تعهدت الحكومة الإثيوبية، التي تسابق الزمن لكشف ملابسات عملية اغتيال المهندس الإثيوبي سيميجني بيكيلي، مدير مشروع سد النهضة على مياه نهر النيل، الاستمرار في بناء السد.
وقال المهندس سلشي بقل وزير المياه والكهرباء، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، إن عملية بناء السد تجري على قدم وساق، وأضاف «سنواصل تحقيق رؤى المهندس الراحل حتى ننتهي منه ولا يتوقف المشروع بسبب موته».
وأكد أن موت مدير مشروع السد لن يكون سببا في توقف بنائه، لكنه تحدث في المقابل عن تأخير في بعض العمليات الكهروميكانيكية.
وقال «لحل هذه المشكلة تجري المشاورات مع الجهات المعنية»، معتبرا أنه بعد إجراء المشاورات الثلاثية لحل المشاكل التي أخرت بناء السد فقد حلت المشكلة وتجري عملية بناء السد بشكل جيد. وشهدت مدينة غوندر مسقط رأس بيكيلي، تظاهرات حاشدة، أمس، للتنديد باغتياله، ودعا المتظاهرون الحكومة إلى «سرعة اعتقال الجناة وتقديمهم للعدالة وإجراء تحقيق شفاف لكي يعرف الشعب الإثيوبي من يقف وراء هذه الجريمة المروعة بمعنى الكلمة».
وبحسب الوكالة الرسمية فقد اعتبر المتظاهرون، اغتيال بيكيلي يوماً حزيناً في تاريخ الأمة الإثيوبية، فيما رفع بعضهم لافتات مختلفة من بينها «رحل قبلك عظماء طوعاً وكرهاً، ولكن بقيت العظيمة إثيوبيا شامخة أبيّة».
وتعتزم السلطات الإثيوبية تنظيم جنازة رسمية غدا، لبيكيلي، الذي عثر عليه مقتولا داخل سيارته في وسط العاصمة أديس أبابا، وقالت لجنة حكومية إنها تريد تأجيل الدفن لاتخاذ ترتيبات لجنازة أكبر «يستحقها بطل قومي مثله»، على حد قولها.
وبدأت الأشغال في السد في مستهل 2011 ويتوقع أن تبدأ اثنتان من توربيناته الـ16 في إنتاج الكهرباء هذا العام، بحسب ما أعلنت السلطات الإثيوبية في وقت سابق.
من جهة أخرى، قال وزير الإعلام الإريتري إن الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو سيبدأ اليوم زيارة عمل لمدة ثلاثة أيام إلى إريتريا بناء على دعوة من رئيسها أسياس أفورقي، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يصل والوفد المرافق له إلى العاصمة الاريترية أسمرة صباح اليوم.
وأكد هذه المعلومات وزير الإعلام الصومالي طاهر جيلي الذي قال إن فرماجو سيبدأ اليوم زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس صومالي إلى إريتريا.



للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
TT

للمرة الأولى منذ عقود... مقاتلات فرنسا تغادر سماء تشاد

جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)
جنود فرنسيون يودعون أقرانهم التشاديين خلال مغادرة المقاتلات الفرنسية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

سحب الفرنسيون من تشاد، الثلاثاء، مقاتلات عسكرية من طراز «ميراج 2000»، ليصبح البلد الأفريقي مترامي الأطراف والحبيس في قلب القارة السمراء، خالياً من أي مقاتلات فرنسية لأول مرة منذ أن نال استقلاله عن باريس قبل 6 عقود.

اليوم، أصبحت سماء تشاد هادئة من أزيز «الميراج» الفرنسية، وأغمضت العين الفرنسية التي ظلّت لعقود طويلة رقيباً لا يغفل على أرض تشاد الشاسعة، الممتدة من صحراء أوزو الحارقة شمالاً، وصولاً إلى أحواض بحيرة تشاد الرطبة في أقاصي الجنوب.

الطائرة التي تُمثّل فخر الصناعة العسكرية الفرنسية، ظلّت لسنوات طويلة صاحبة الكلمة الأولى في السماء التشادية، والسلاح الحاسم الذي تدخّل لقلب موازين السياسة أكثر من مرة، خصوصاً حين حاصر المتمردون القادمون من الشمال الرئيسَ الراحل إدريس ديبي في 2006 و2019.

بداية الرحيل

طائرة «ميراج» فرنسية وهي تغادر قاعدة «غوسي» التشادية الثلاثاء (الجيش الفرنسي)

في حدود منتصف نهار الثلاثاء، كان الجنود الفرنسيون في قاعدة «غوسي» العسكرية في عاصمة تشاد إنجامينا، يتبادلون الابتسامات الباهتة مع أقرانهم التشاديين، فطغت على أجواء الوداع حميمية مصطنعة، وهم يستعدون لركوب طائرات «الميراج»، في رحلة ذهاب دون عودة، نحو فرنسا.

رفع الطيار العسكري الفرنسي يده بتحية عسكرية صارمة، من وراء زجاج طائرته النفاثة، وألقى نظرة أخيرة، ثم حلّق عالياً لتكون بذلك بداية انسحاب فرنسي من بلد دخله أجداده مستعمرين مطلع القرن العشرين، أي قبل 120 عاماً.

الجيش الفرنسي قال في بيان مقتضب تعليقاً على سحب طائراته العسكرية، إن القرار جاء بعد أن قررت تشاد إنهاء العمل باتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع فرنسا، يوم 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأضاف أن «وجود هذه الطائرات كان تلبية لحاجة سبق أن عبّر عنها الشريك (التشادي)».

فيما قال مصدر فرنسي إن وجود المقاتلات الفرنسية في تشاد لم يعُد مبرّراً بعد إنهاء التعاون العسكري بين البلدين، وأضاف أن «فرنسا تنهي نشر مقاتلاتها في قاعدة (غوسي) الجوية في إنجامينا. والجيش الفرنسي اتخذ قراراً بسحب طائراته الحربية».

رحيل تدريجي

وزير خارجية تشاد، عبد الرحمن كليم الله، نشر تغريدة مقتضبة على موقع «إكس»، قال فيها: «إنه بعد الانسحاب النهائي لمقاتلات (الميراج) الفرنسية وطائرة الدعم والإسناد، نفذت المرحلة الأولى من سحب القوات الفرنسية في تشاد».

كما نشرت الخارجية التشادية بياناً قالت فيه: «إن هذا الحدث يُمثل خطوة كبيرة في تنفيذ الجدول الزمني المتفق عليه بين الطرفين» بخصوص مغادرة القوات الفرنسية، قبل أن تشير إلى أنه «سيتم الترحيل التدريجي للقوات البرية خلال الأسابيع المقبلة».

ويوجد في تشاد نحو ألف جندي فرنسي، كانوا موجودين بموجب اتفاق تعاون عسكري موقع منذ عقود، وجرى تجديده عام 2019، ولكن تشاد قررت الشهر الماضي أن تنهيه من جانب واحد من أجل «تجسيد السيادة» على أراضيها.

وفي هذا السياق، قالت الخارجية التشادية إن الشعب التشادي «يتطلّع إلى مستقبل تحظى فيه السيادة الوطنية بالاحترام الكامل، وتتولى فيه القوات المسلحة الوطنية بشرف وكفاءة الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها».

ولكنها في الوقت نفسه، شدّدت على «فكّ الارتباط (مع فرنسا) يتم بروح من الاحترام المتبادل والحوار البنّاء للحفاظ على العلاقات الثنائية بين تشاد وفرنسا في المجالات الاستراتيجية الأخرى ذات الاهتمام المشترك».

لجنة مشتركة

جنديان تشاديان خلال مناورات مع سلاح الجو الفرنسي (أرشيف الجيش الفرنسي)

ورغم أن البلدين لم يُعلنا أي تفاصيل حول الجدول الزمني لسحب القوات الفرنسية، فإن المصادر تؤكد تشكيل «لجنة مشتركة» تتولّى الإشراف على العملية، وقد عقدت هذه اللجنة اجتماعها الأول يوم الجمعة الماضي، دون إعطاء أي تفاصيل.

في هذه الأثناء، وصفت صحف فرنسية واسعة الانتشار من بينها «لوموند» ما يجري بأنه «صفعة موجعة» تتلقّاها فرنسا في بلد ظلّ لعقود يمثل حليفاً استراتيجياً في أفريقيا، واليوم يُعدّ آخر مركز نفوذ لفرنسا في منطقة الساحل الأفريقي، حيث سبق أن انسحبت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ويصر الفرنسيون على أن ما يحدث في تشاد مختلف عما جرى في دول الساحل الأخرى؛ حيث وقعت قطيعة تامة مع باريس.

ويقول مصدر وصفه الإعلام الفرنسي بأنه قريب من الملف: «إن التشاديين لم يطلبوا سحب القوات بشكل فوري، وبهذه السرعة»، وأضاف: «نحن من أراد التحكم في الانسحاب» تفادياً لأي مفاجآت.