مئات القتلى والجرحى بهجمات دموية في السويداء جنوب سوريا

«داعش» تبنى العمليات... وانتحاريون شاركوا فيها

دمار بعد الهجمات الانتحارية في السويداء جنوب سوريا أمس (رويترز)
دمار بعد الهجمات الانتحارية في السويداء جنوب سوريا أمس (رويترز)
TT

مئات القتلى والجرحى بهجمات دموية في السويداء جنوب سوريا

دمار بعد الهجمات الانتحارية في السويداء جنوب سوريا أمس (رويترز)
دمار بعد الهجمات الانتحارية في السويداء جنوب سوريا أمس (رويترز)

قتل أكثر من 220 شخصاً من مدنيين ومقاتلين محليين موالين للنظام السوري في هجوم واسع شنه «داعش» صباح الأربعاء على محافظة السويداء في جنوب سوريا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأشار «المرصد» إلى ارتفاع الحصيلة من 114 شخصاً إلى «221 على الأقل بينهم 123 مدنياً والبقية من السكان المحليين الذين حملوا السلاح دفاعاً عن قراهم». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن ارتفاع الحصيلة ناتج عن «العثور على المزيد من جثث القتلى في قرى طالتها هجمات التنظيم في ريف المحافظة الشرقي».
وأعلن «داعش» في البيان: «شنّ عناصرنا هجوماً مباغتاً على مراكز أمنية وحكومية داخل مدينة السويداء، واشتبكوا مع الجيش (...) والميليشيات الموالية له، ثم فجروا أحزمتهم الناسفة وسط جموعهم».
واقتصر البيان على ذكر مدينة السويداء فقط من دون التطرق إلى قرى في ريفها الشمالي الشرقي طالتها الهجمات، وفق «المرصد» والإعلام الرسمي السوري.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إنها «الحصيلة الدموية الأكبر في محافظة السويداء منذ اندلاع النزاع» في عام 2011، كما أنها من بين الأكبر في سوريا جراء هجمات لتنظيم داعش.
وبدأ الهجوم صباح الأربعاء بتفجيرات انتحارية استهدفت مدينة السويداء وقرى في ريفها الشمالي الشرقي قبل أن يشن التنظيم المتطرف هجوماً على تلك القرى ويتقدم في بعض منها، وفق «المرصد السوري».
ويسيطر الجيش النظامي على كامل محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية التي بقيت خلال سنوات النزاع بمنأى إلى حد كبير عن المعارك العنيفة، فيما يوجد مقاتلو تنظيم داعش في منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية ينفذون منها بين الحين والآخر هجمات ضد قوات النظام.
وسارعت قوات النظام السوري إلى شن هجوم مضاد لوقف تقدم الجهاديين في قرى ريف المحافظة الشمالي الشرقي. ولا تزال الاشتباكات مستمرة، بحسب المرصد.
وأتت هجمات التنظيم في وقت يتعرض فصيل مبايع له منذ أيام لهجوم عنيف من قوات النظام في آخر جيب يوجد فيه في محافظة درعا المحاذية للسويداء.
وبحسب مصادر ميدانية، جاء عناصر التنظيم من جهة البادية الشرقية والشمالية الشرقية، وهجموا على قرى عراجة والشريحي والشبكة ورامي وغيضة حمايل ودوما وطربا والكسيب والمتونة ولاهثة والسويرة وحزم. وتمكنوا من التوغل في بلدات الشريحي والشبكي وغيضة حمايل بعد اشتباكات مع الأهالي والمجموعات المحلية المسلحة، وقتل العشرات.
وقام تنظيم «داعش» بحرق المنازل وقتل المدنيين. كما سيطر على تل بصير بالقرب من بلدة الكسيب في الريف الشرقي، وانطلقوا منه باتجاه البلدات المحيطة، قبل أن تصل المجموعات المحلية المسلحة من جميع أنحاء جبل الدروز ومن بلدات صحنايا وجرمانا بريف دمشق، وتمكن أهالي السويداء من صد الهجوم وطرد التنظيم من غالبية القرى التي توغل فيها مرتكبا جرائم مروعة بحق المدنيين، حيث تصدى الأهالي في بلدات رامة ودوما والسويمرة والمتونة للهجوم وقتلوا نحو عشرين عنصرا من (داعش).
بالتزامن مع هجومه على القرى والبلدات في ريف السويداء نفذ تنظيم داعش أربعة تفجيرات، وقالت مصادر من أهالي السويداء لـ«الشرق الأوسط» إن الشاب يامن أبو عاصي قتل خلال محاولته التصدي لأحد الانتحاريين، وقالت المصادر إن «الانتحاريين قبل تفجير أنفسهم قاموا بإطلاق الرصاص وإلقاء القنابل بشكل عشوائي، ما أدى إلى مقتل مدنيين».
وحملت مصادر معارضة النظام وأجهزته الأمنية في السويداء المسؤولية عن الهجوم. وقالت إن «قوات النظام وعناصر الأمن التابعة له لم تتحرك ولم تشارك في صد هجوم الدواعش مع الإشارة إلى أن هؤلاء الدواعش جرى نقلهم من مخيم اليرموك إلى البادية على تخوم محافظة السويداء الشمالية والشرقية».
وأشارت إلى أن «وفدا روسيا جاء قبل أيام إلى السويداء وعقد اجتماعات مع بعض الزعامات المحلية، من مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز طالبا منهم تسليم أهالي الجبل سلاحهم، بزعم انتفاء الحاجة له بعد سيطرة قوات النظام على درعا، هناك من وافق وقامت قرى السويمرة والمتونة بتسليم السلاح كما قام أحد الزعامات بسحب السلاح من رجاله، فيما أبدت زعامات وبلدات قرى أخرى تمنعا لأن محيط محافظة السويداء ما زال غير آمن». ولفتت المصادر إلى أن «القرى التي سلمت سلاحها كانت الهدف الأول في هجوم (داعش) التي تركز القتال فيها وهي قرى المتونة وشبكي وطربا وداما والشريحي والغيطة والسويمرة وسالي ورامي».
ويشار إلى أن غالبية أهالي جبل الدروز اختاروا الوقوف على الحياد في الحرب، ورفضوا حمل السلاح في مواجهة السوريين، ذلك بعد انقسام أهالي الجبل بين مؤيد ومعارض للنظام، وسعت الزعامات الدينية لدى النظام لتجنيب أبناء الجبل الالتحاق بالخدمة الإلزامية خارج الجبل، كما قبلت بتسليح مجموعات محلية بهدف حماية الجبل في حال الهجوم عليه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.