قال مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية إن الوزارة رصدت «أدلة دامغة» عن أعمال تنسيق تجري على الأرض لمواجهة الجيش اليمني في بعض المواقع، بين قيادات الجماعات الإرهابية في اليمن «القاعدة وداعش» من جهة، وبين ما يعرف بـ«أنصار الله» الحوثيين من جهة أخرى، بدعم وتمويل من إيران، لوقف تقدم الجيش، ولنشر الفوضى وتقويض الأمن في اليمن.
وعرضت الولايات المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، تعاوناً مع وزارة الداخلية اليمنية في ملاحقة هذه الجماعات الإرهابية ودعم ومساندة الوزارة في كافة مراحلها، بهدف دعم اليمن في تجفيف منابع الإرهاب، إضافة إلى أن هناك دولاً عرضت تعاوناً في مجال التدريب.
وقال اللواء محمد بن عبود الشريف، وكيل أول وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط»، إن ما جرى رصده في الأيام الأخيرة يؤكد أن هذه الجماعات الإرهابية «الثلاثة» (الحوثيون والقاعدة وداعش) تربطها علاقات ببعضها البعض، وهناك تنسيق بين هذه الجماعات لتنفيذ أعمال إرهابية لزعزعة الأمن في البلاد، ليصبحوا أصحاب النفوذ في تلك المناطق، ويشكلوا خطراً على المواطن والدولة.
وأردف الوكيل «أن هناك العديد من الأدلة التي رصدتها وزارة الداخلية، ومنها ما جرى أثناء تقدم الجيش الوطني في عدد من المناطق، بينها البيضاء، وفي هذه المواقع كان من يقوم بالعمليات العسكرية ضد الجيش الوطني كل من (القاعدة) و(داعش) وهي مواقع توجد فيها الميليشيات الحوثية، فيما لم تسجل خلال الفترة الماضية وقبل تقدم الجيش أي مواجهات مباشرة بين هذه الجماعات الثلاثة المتطرفة. وهذه المكونات الثلاث اتفقت على مواجهة الحكومة الشرعية وبأدوار مختلفة لكل تنظيم».
وأضاف وكيل وزارة الداخلية اليمنية أن الأدلة التي تحصلت عليها الوزارة، وما يجري رصده من تعايش في منطقة واحدة تجمع «داعش والقاعدة وميليشيات الحوثيين» يؤكد على وجود ترابط وثيق وتنسيق في المواقف وآلية مواجهة الجيش، موضحاً أن كل جماعة من هؤلاء تقوم بدور منوط بها، ومن ذلك ما يقوم به كل من «داعش» و«القاعدة» في هذه المرحلة من مواجهات مباشرة ضد الجيش في رداع.
وعن الدعم المالي الذي تتلقاه هذه الجماعات المتطرفة، قال وكيل وزارة الداخلية إن الأدلة والمؤشرات تؤكد أن دعم هذه الجماعات يأتي من طهران مباشرة إلى قاعدتها في اليمن «الميليشيات الحوثية» عبر ميناء الحديدة، ومن ثم تقوم الميليشيات الحوثية بعد حصولها على الأموال بتنفيذ ما صدر لها في إيران لدعم هذه الجماعات.
واستطرد قائلاً: «المعلومات التي جمعتها وزارة الداخلية تؤكد أن قيادات من تنظيمي القاعدة وداعش يوجدون الآن في صنعاء، ويستقرون في المدينة دون ملاحقة أو رقابة من قبل الميليشيات التي تتعاون معهم في العاصمة اليمنية»، مشدداً على أن جميع هذه الجماعات المتطرفة ستنتهي قريباً في ظل ما تقوم به الحكومة الشرعية، بدعم من قوات التحالف في بسط نفوذ الدولة المقترن بالأمن والاستقرار.
وأشار اللواء إلى أن ما جرى رصده من قبل وزارة الداخلية يبين أن ما تبقى من خلايا نائمة كانت تتنقل في أوقات سابقة في بعض المناطق المحررة، غالبيتها انسحبت إلى مواقع وجود الميليشيات الحوثية، لافتاً إلى أن الداخلية نجحت في الآونة الأخيرة في ضبط بعض الخلايا التي قامت بتنفيذ عمليات اغتيالات في المدن المحررة أو تفجيرات، وسيمثل عناصرها أمام القضاء خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن من استراتيجية الوزارة متابعة الجماعات الإرهابية «القاعدة وداعش والميليشيات الحوثية»، والقبض عليها واستئصالها من بعض المناطق، التي يؤثر وجودها بها على الأمن والاستقرار.
ووضعت وزارة الداخلية ضمن استراتيجياتها التي تهدف لتحقيقيها في أقصر وقت، كما يقول اللواء الشريف، بسط نفوذ الدولة وسيطرتها، وتحقيق الأمن والاستقرار لمواطنيها في المناطق المحررة، وهو ما نجحت الداخلية في تطبيقه، إذ تعد المناطق المحررة من الأفضل أمنياً على مستوى البلاد، كما تعمل على إعادة وترميم فروع الوزارة في المناطق المحررة إثر ما أحدثته الميليشيات من عبث وتدمير بهذه الممتلكات، مع تفعيل الوحدات الأمنية وربطها بكوادر مدربة وقادرة على تنفيذ المهام المنوطة بها.
وفي شأن الدعم الأمني، قال الوكيل إن الدعم الأساسي والمباشر يعود لدول التحالف، وفي مقدمتها السعودية والإمارات «اللتان تدعمان الأمن في اليمن والاستقرار، ولهما جهود كبيرة كان لها أثر في استعادة ضبط واستقرار العديد من المناطق المحررة».
وأضاف أن هناك «عروضاً من عدد من الدول الصديقة بالاتحاد الأوروبي، وبعض الدول التي يهمهما الأمن والاستقرار في اليمن، ويتمحور عرضها في التنسيق والدعم في ملاحقة العناصر الإرهابية التي تمس أمن واستقرار العالم، وليس على المستوى المحلي فقط»، مستطرداً أن الولايات المتحدة تدعم هذا الجانب في ملاحقة الجماعات الإرهابية.
وكيل «الداخلية} اليمنية يتهم الحوثيين بالتنسيق مع «داعش» و«القاعدة»
وكيل «الداخلية} اليمنية يتهم الحوثيين بالتنسيق مع «داعش» و«القاعدة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة