اجتاح تطبيق سعودي للهواتف الذكية السوق العالمية، ليجذب شركات أميركية وجهات إعلامية للاستعانة به في معرفة آراء العملاء وقراءة الأفكار وسماع القصص التي يدوّنها أصحابها من دون كشف هويتهم. من بين هذه الشركات شركة «نتفليكس» وهي الشركة الترفيهية الأميركية المتخصّصة بتزويد الفيديو حسب الطّلب، وكذلك محطات إذاعية أميركية ومنظمة غير ربحية في الهند وغيرها.
يتحدث زين العابدين توفيق، الشاب السعودي الذي أسس تطبيق (صراحة) وأطلقه في أواخر عام 2016 عن تفاصيل ذلك بقوله: «وصل عدد المصارحات في منصة صراحة إلى أكثر من مليارين ونصف مليار مصارحة نشرها مستخدمون من أكثر من 100 دولة يتكلمون أكثر من 50 لغة، واستفادت من خدماتنا شركات كبيرة مثل (نتفليكس) و(كريم)».
ويوضح توفيق في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنّ بعض مرشحي الكونغرس الأميركي استعانوا كذلك بتطبيق (صراحة) إلى جانب منظمة غير ربحية في الهند عمدت إلى توظيف التطبيق في حثّ المستخدمين على ذكر قصصهم الخاصة التي يتحرجون من التصريح بها بأسمائهم. ولدى سؤاله عن جدوى ذلك يقول: «في نتفليكس مثلا، يحرصون على سماع رأي النّاس ونشر بعض الآراء على شبكات التواصل الاجتماعي». ويتابع: «تستعين بنا بعض الجهات الإعلامية مثل مجلة (لايف هاكر) التي تسمع للناس وذلك بطرح أسئلتهم الصّحية الخاصة بهوية مجهولة من ثمّ ينشرون الإجابة عليها». ويتابع: «أضفنا خاصية تثبيت المصارحات على صفحة المستخدم وهذه الخاصية تفيد جهات كثيرة مثل قناة راديو أميركية تقوم بعمل برنامج أسبوعي لإذاعة قصص تصلهم بهوية مجهولة، كما تفيد جهات مسجلة لدينا مثل (كلية الأمير محمد بن سلمان) لمشاركة رأي المستفيدين منها مباشرة».
وعن جدوى ذلك، يقول توفيق: «مهم جداً لأي شركة أو حتى أفراد أن يعرفوا نقاط القوة ونقاط الضعف التي لديهم، وتظهر الأبحاث أنّ الشّركات تدفع ملايين الدولارات لمعرفة آراء العملاء والنّاس، لكن نحن نسهل هذه المهمة ونقدم الربط مجانا لمن يريد ذلك».
ويبدي توفيق تفاؤله بأن يكون هذا التطبيق السعودي علامة عالمية في قياس رأي الجمهور في قطاعات عدّة.
يأتي ذلك على الرغم من مرور فترة قصيرة منذ إيقاف تطبيق (صراحة) فجأة، من متاجر تطبيقات الهواتف الذكية «غوغل بلاي» و«آبل ستور»، على الرّغم من النّجاح الكبير الذي حققه، وبسؤال مؤسس التطبيق عن ذلك يقول: «نحن نتفاوض الآن لإعادة صراحة إلى متاجر التطبيقات، ولا ننكر أن ذلك أثّر علينا نسبيا، لكنّنا مستمرون في دعم التطبيق عبر الموقع الخاص به». كما يؤكد توفيق أن إخراج (صراحة) من متاجر التطبيقات الإلكترونية مثّل تحديا لتحسين التطبيق، قائلا: «قمنا بالتعاون مع إحدى الشّركات العالمية الرائدة في التكنولوجيا وتقنية المعلومات لفلترة محتوى الرسائل، وبإمكان المستخدمين تثبيت منصة الويب على الجوال من خلال موقعنا وهذا يسهّل الاستخدام ويجعل التجربة رائعة، وإذا كان جهاز المستخدم يدعم الإشعارات فستصله الإشعارات على جواله».
جدير ذكره، أنّ تطبيق (صراحة) احتل المركز الأول في متجر تطبيقات آبل الأميركي، في نفس هذا الشهر من العام الماضي، متجاوزاً تطبيق ماكدونالدز وتطبيق يوتيوب وتطبيق الإنستغرام وتطبيق الماسنجر، وغيرها من التطبيقات العالمية. والأمر ذاته تكرّر في متجر تطبيقات آبل الكندي وفي عدة دول أخرى، ليعدّ تطبيق (صراحة) أول تطبيق سعودي ينافس كبريات التطبيقات الشهيرة على مستوى العالم.
وترتفع شعبية هذا التطبيق بين المشاهير كذلك من إعلاميين وكتاب وفنانين ولاعبي كرة قدم الذين يحرصون على التسجيل في (صراحة) وطلب آراء الجمهور في شخوصهم أو أعمالهم، وهو ما يجعل رابط التطبيق يتصدّر الكثير من حساباتهم الشّخصية في شبكات التواصل الاجتماعي، على اعتبار أنّه نافذة سرّية لمعرفة رأي الطّرف الآخر من دون كشف هويته.
«نتفليكس» ومحطات أميركية تستعين بتطبيق سعودي لسماع الجمهور
مؤسس «صراحة»: سجّلنا مليارين ونصف مليار مشاركة ونتفاوض للعودة لمتاجر التطبيقات
«نتفليكس» ومحطات أميركية تستعين بتطبيق سعودي لسماع الجمهور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة