قوى سياسية تحيي اليوم ذكرى «أحداث مجلس الوزراء» وسط مخاوف من صدامات

قوى سياسية تحيي اليوم ذكرى «أحداث مجلس الوزراء» وسط مخاوف من صدامات
TT

قوى سياسية تحيي اليوم ذكرى «أحداث مجلس الوزراء» وسط مخاوف من صدامات

قوى سياسية تحيي اليوم ذكرى «أحداث مجلس الوزراء» وسط مخاوف من صدامات

دعت قوى ثورية في مصر إلى إحياء ذكرى مقتل محتجين في واقعة جرت قبل ثلاث سنوات أمام مجلس الوزراء بوسط القاهرة. وجاءت الدعوة من دون الحصول على إذن مسبق من السلطات، بحسب منظمي الفعالية، مما يثير مخاوف من تجدد اشتباكات قد تلقي بظلالها على الاستفتاء على الدستور الجديد منتصف الشهر المقبل.
وقتل 17 معتصما ومتظاهرا، وأصيب نحو ألفين آخرين، قبل ثلاث سنوات، أمام مجلس الوزراء خلال اشتباكات بين قوات من الجيش والشرطة، ومحتجين نظموا اعتصاما للتنديد بمقتل العشرات في اشتباكات شارع محمد محمود، ورفضا لتعيين رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري.
وقالت وفاء صبحي والدة الشهيد محمد مصطفى إن «أمهات الشهداء» سوف يشاركن في المسيرة التي من المقرر أن تخرج من ميدان الأوبرا القريب من ميدان التحرير، وتتوجه إلى مجلس الوزراء في شارع قصر العيني على بعد أمتار قليلة من التحرير.
وأشارت صبحي إلى أن منظمي المظاهرة يرفضون الحصول على إذن من السلطات، قائلة إن الحكومة الحالية والرئيس المؤقت وصلوا إلى مناصبهم بقوة الاحتجاجات والمظاهرات.
وأقر قانون مثير للجدل في البلاد لتنظيم الحق في التظاهر يلزم المتظاهرين بإخطار السلطات بموعد ومكان التظاهر. ويمنح القانون الذي رفضته بعض القوى السياسية الحق لوزارة الداخلية في الاعتراض على المظاهرة.
واستمرت الاشتباكات التي اندلعت في 16 ديسمبر (كانون الأول) عام 2011، في محيط مجلس الوزراء نحو أسبوع، وكان من بين قتلاها الدكتور عماد عفت، وهو أزهري لقب حينها بـ«شيخ الشهداء»، وعدت مشاركته دليلا على سلمية الاحتجاجات، بالإضافة للشاب علاء عبد الهادي، وهو طالب في كلية الطب، الذي أثار مقتله غضبا واسعا في صفوف الطلاب.
وشهدت البلاد جدلا واسعا قبل شهر بسبب إحياء ذكرى قتلى محمد محمود الأولى والثانية. وقالت قوى مؤيدة لثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، والتي أنهت عاما من حكم جماعة الإخوان المسلمين في يوليو (تموز) الماضي، إن توقيت التظاهر ليس مناسبا في الوقت الراهن.
ويقول منظمو الفعالية إن حقوق الضحايا وعلى رأسها الحق في القصاص من قاتليهم لم تتحقق رغم مرور عامين على مقتلهم، لكن المخاوف من سقوط قتلى جدد في مواجهات مع الشرطة دفعت البعض للاعتراض على الفعالية.
ومن أبرز مشاهد أحداث مجلس الوزراء الاعتداء على فتاة في قلب ميدان التحرير من قبل السلطات. ولقبت الفتاة حينها بـ«ست البنات»، وانتشرت صورة الاعتداء عليها على نطاق واسع. وأثارت تعليقات لقادة من جماعة الإخوان، ينتقدون فيها الفتاة، غضبا في أوساط القوى الثورية.
وتنظم جماعة الإخوان مظاهرات مستمرة منذ الثالث من يوليو الماضي. وتقول الحكومة المدعومة من الجيش إن الجماعة تسعى لإرباك الدولة، وإثارة الفوضى بهدف عرقلة خارطة المستقبل، التي توافق عليها الجيش وقوى سياسية ورموز دينية. ونأت قوى سياسية مؤيدة لثورة 30 يونيو عن التعليق على ذكرى أحداث مجلس الوزراء. ويقول مراقبون إن حساسية الواقعة ربما تقف خلف موقف تلك القوى. وتتهم القوى الداعية لإحياء ذكرى مجلس الوزراء المجلس العسكري، الذي تولى إدارة شؤون البلاد عقب تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك، بالمسؤولية عن مقتل المحتجين.
من جهته، قال مجدي شرابية، الأمين العام لحزب التجمع، إن الأهم من إحياء ذكرى أحداث مجلس الوزراء، هو الحشد للتصويت بـ«نعم» على الدستور، لتمريره، مؤكدا أن الدستور من أهم القضايا التي يجب عبورها.
ومن المقرر أن يصوت المصريون على دستور جديد يومي 14 و15 يناير (كانون الثاني) المقبل. وترى قوى سياسية أن الحشد للاستفتاء من شأنه تعزيز شرعية ثورة 30 يونيو، وقطع الطريق أمام جماعة الإخوان، التي تصف عزل مرسي بـ«الانقلاب العسكري».
وأضاف شرابية في تصريحات صحافية له أمس أن الحزب ليس ضد الاحتفال بإحياء أي ذكرى للضحايا، ولكنه مع التركيز لتمرير الدستور، وضد الفعاليات التي قد تعطل هذا المسار، مضيفا أن الحزب طبع نصف مليون منشور للتعريف بالدستور والحشد للتصويت عليه، وبدأ عقد عدد من المؤتمرات الشعبية والندوات بالمحافظات من أجل دعوة المواطنين للتصويت بـ«نعم» على الدستور.
وأعرب عن اعتقاده بأن الإخوان المسلمين يحاولون استغلال أي ذكرى لتصدير العنف إلى الشارع، في محاولة لعرقلة الاستفتاء، داعيا «الثوار» إلى عدم منح الجماعة الفرصة لإفشال خارطة الطريق.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.