موسكو تبحث مع تل أبيب ترتيبات الجنوب السوري

صحيفة روسية: بقاء الأسد يحول البلاد إلى أفغانستان جديدة

دخان المعارك في القنيطرة كما بدا أول من أمس من الجولان المحتل (أ.ف.ب)
دخان المعارك في القنيطرة كما بدا أول من أمس من الجولان المحتل (أ.ف.ب)
TT

موسكو تبحث مع تل أبيب ترتيبات الجنوب السوري

دخان المعارك في القنيطرة كما بدا أول من أمس من الجولان المحتل (أ.ف.ب)
دخان المعارك في القنيطرة كما بدا أول من أمس من الجولان المحتل (أ.ف.ب)

وصل إلى تل أبيب، مساء أمس الاثنين، وفد روسي رفيع انتدبه الرئيس فلاديمير بوتين، ليلتقي برئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للتباحث في الأوضاع في سوريا وكيفية ضمان المصالح الإسرائيلية فيها بعد حسم الصراع الداخلي فيها ووضع قواعد تلائم المطلب الإسرائيلي بإخلاء أية قوات إيرانية أو ميليشيات تابعة لها من سوريا والاتفاق على شروط وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل.
ويرأس الوفد الروسي وزير الخارجية، سيرغي لافروف، ويضم رئيس أركان الجيش الروسي، فاليري غيراسيموف، ومجموعة من الضباط والخبراء العسكريين. ولم يعرف أمر حضوره إلا عندما أعلن ذلك نتنياهو نفسه، في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية التي عقدت صباح أمس في مقر رئاسة الوزراء. إذ قال: «سألتقي اليوم وفدا روسيا يترأسه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي غراسيموف. وصل هذا الوفد إلى إسرائيل بناء على طلب الرئيس بوتين لاحقا للمكالمة الهاتفية التي أجراها معي قبل عدة أيام. سأبحث مع هذا الوفد القضايا الإقليمية وعلى رأسها الأوضاع في سوريا. سأستعرض أمام الوفد الروسي الموقف الذي عبرت عنه أثناء لقائي مع الرئيس بوتين الذي عقد خلال زيارتي الأخيرة إلى موسكو والذي يقضي بأن إسرائيل تصر على أن اتفاقية فك الاشتباك بينها وبين سوريا ستحترم كما تم احترامها خلال عشرات السنين حتى اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، وعلى أن إسرائيل ستواصل التحرك ضد أي محاولة تقوم بها إيران والجهات الموالية لها للتموضع عسكريا في سوريا».
وتأتي هذه الزيارة على وقع التوتر والتصعيد العسكري على الجبهة السورية والغارات التي ينفذها السلاح الحربي الإسرائيلي ضد منشآت عسكرية بسوريا والتي كان آخرها، تنفيذ غارات على محافظة حماة السورية انطلاقا من الأجواء اللبنانية، الليلة قبل الماضية، واستهدف القصف الإسرائيلي مركزاً للبحوث العلمية في منطقة مصياف في حماة وسط سوريا.
وقد سعت موسكو اتصالاتها مع إسرائيل لبحث الترتيبات في جنوب غربي سوريا على خلفية العملية العسكرية الجارية والتفاهمات التي تم التوصل إليها بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترمب، خلال قمتهما في هلنسكي أخيراً. وبعد اتصالات مكثفة أجراها الكرملين الأسبوع الماضي مع رئاسة الوزراء الإسرائيلية، تناولت وفقاً للكرملين الوضع في الجنوب، انتقل الطرفان أمس إلى «نقاش تفصيلي» للملفات المطروحة وفقاً لما أفادت به مصادر روسية تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، وأوضحت أن الطرفين يسعيان إلى وضع ملامح نهائية للتفاهمات حول ترتيبات الوضع في الجنوب وعلى خطوط فك الاشتباك في الجولان قبل حلول موعد انعقاد جولة آستانة المقبلة المقررة نهاية الشهر، والتزاماً بالتفاهمات التي نجمت عن لقاء بوتين وترمب.
وأفادت وكالة أنباء «تاس» الروسية، أمس، بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف توجها إلى إسرائيل، لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتكليف من الرئيس الروسي، لبحث جملة من القضايا يتصدّرها الوضع في سوريا.
على صعيد آخر، أفاد مصدر مطلع لوكالة «نوفوستي» الروسية، بأن الحكومة السورية ستُمثَل في اجتماع سوتشي حول تسوية الأزمة في سوريا بالوفد ذاته الذي شارك في الدورة الأولى من المؤتمر. وقال المصدر إنه لا يتوقع إدخال تعديلات على تمثيل الحكومة السورية في المحادثات المقررة نهاية الشهر. في وقت لم تعلن فيه فصائل المعارضة السورية التي شاركت في مفاوضات سابقة طبيعة وحجم تمثيلها في الجولة المقبلة التي تنعقد بعد تطورات قلبت موازين القوى على الأرض السورية في الغوطة أولاً، وبعد ذلك في منطقة الجنوب السوري.
وفي الأثناء، أفاد المركز الروسي لاستقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين في سوريا، بأن أكثر من 100 ألف لاجئ عادوا إلى غوطة دمشق الشرقية منذ السيطرة عليها في نيسان أبريل (نيسان) الماضي.
وأنشأت وزارة الدفاع الروسية مركزاً خاصاً في سوريا لاستقبال وتوزيع وإيواء النازحين واللاجئين السوريين، يتولى إيصال المساعدات الإنسانية إلى البلاد، ويساعد في إعادة تأهيل الخدمات الاجتماعية في المناطق السورية وحل مشكلات أخرى تتعلق بإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرتها الحرب.
في غضون ذلك، نشرت صحيفة «سفابودنايا براسا» الإلكترونية الروسية تقريراً مثيراً، أمس، يعد نادراً بالنسبة إلى تغطيات الصحافة الروسية التي لا تتناول عادة الملفات التي تبدو متباينة مع الخط السياسي الذي يعلنه الكرملين.
وأشار التقرير إلى ما وصف بأنه «تخبط سوريا في وضع صعب لم تعهده من قبل، وانقسامها إلى 3 أجزاء واقعة تحت سيطرة جهات مختلفة»، مرجحاً أن تكون البلاد مقبلة على التقسيم. وزاد أن إصرار رئيس النظام على التمسك بموقعه قد يؤدي إلى تحويل سوريا إلى أفغانستان جديدة.
وقالت الصحيفة، إن الأسد يسيطر على الجزء الأكبر من الأراضي السورية، بينما تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على الجزء الثاني، أما الجزء الثالث فيقع تحت قبضة تركيا بمساعدة حلفائها داخل سوريا، بما في ذلك الجيش السوري الحر. وأضافت أن الأسد وجد نفسه أمام خيار صعب جداً، يتمثل في ضرورة طرد الأطراف الأجنبية التي أقحمت نفسها في الشؤون السورية. ويعتبر التخلي عن المعركة من طرف الأسد بمثابة اعتراف بعدم جدارته وفشله في انتشال سوريا من أزمتها وتحقيق الاستقرار.
لكنها لفتت إلى أن عدم إقراره بصعوبة فرص استمراره في الحكم ورئاسة سوريا، من المرجح أن يهدد الوحدة الإقليمية لسوريا، ويؤدي لظهور دولة ضعيفة وفقيرة، خصوصاً في ظل سيطرة الأكراد على أكبر موارد النفط السورية.
وذكرت الصحيفة أن استمرار الأسد في خوض هذه الحرب وعدم التخلي عن السلطة سيؤدي إلى تحويل سوريا إلى أفغانستان ثانية. وبينت أن تواصل الحرب في ظل الظروف الراهنة من ضمن الأمور التي تهدد الأسد وتنذر بهزيمته، علماً أن قوته الرئيسية متأتية من مساعدة روسيا له، بالإضافة إلى مساهمة المستشارين المختصين في تقديم التوجيهات العسكرية والدبلوماسية.
ورأت أن روسيا قد تنسحب من الحرب التي لا نهاية لها، بينما ولأسباب أمنية، ستضطر تركيا للبقاء، نظراً لأن سوريا من البلدان المجاورة لها. وبالتالي، ستؤثر الأحداث الواقعة فيها بشكل كبير على البلاد، الأمر الذي قد يستوجب منها البقاء لسنوات طويلة داخل الأراضي السورية.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».