تونس ترفض استقبال سفينة مهاجرين

وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي (وسط يسار) لدى اجتماعه  مع نظيرته الإيطالية إليزابيتا ترينتا في العاصمة تونس أمس (إ.ب.أ)
وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي (وسط يسار) لدى اجتماعه مع نظيرته الإيطالية إليزابيتا ترينتا في العاصمة تونس أمس (إ.ب.أ)
TT

تونس ترفض استقبال سفينة مهاجرين

وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي (وسط يسار) لدى اجتماعه  مع نظيرته الإيطالية إليزابيتا ترينتا في العاصمة تونس أمس (إ.ب.أ)
وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي (وسط يسار) لدى اجتماعه مع نظيرته الإيطالية إليزابيتا ترينتا في العاصمة تونس أمس (إ.ب.أ)

أعلنت جمعية الهلال الأحمر التونسي، أمس، أن سفينة تضم نحو 40 مهاجراً أفريقياً ما زالت عالقة قبالة السواحل التونسية بعد أن رفضت تونس السماح لها بالرسو في موانئها لأكثر من أسبوع، فيما يبدو أنه رد فعل على رفض الأوروبيين استقبال مراكب مهاجرين.
وهذه المرة الأولى التي ترفض فيها تونس استقبال سفينة إنقاذ مهاجرين. وكانت الحكومة الإيطالية الجديدة أغلقت موانئها أمام السفن الخيرية العاملة في البحر المتوسط، قائلة إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي تقاسم عبء نزوح مئات المهاجرين الذين يتم انتشالهم من المياه. وتنطلق معظم زوارق المهاجرين من السواحل الليبية.
وقال رئيس الهلال الأحمر التونسي منجي سليم لوكالة «رويترز» إن «السفينة ما زالت عالقة منذ أكثر من أسبوع على بعد 12 ميلاً قبالة السواحل التونسية بعد رفض السلطات استقبالها». وأضاف أن الرفض «سببه على الأرجح أن السلطات تعتقد أنه يتعين على مالطا أو إيطاليا استقبالهم بعدما أنقذتهم سفينة تونسية قرب مالطا». وذكر أن المهاجرين الأفارقة العالقين في عرض البحر في وضع سيء بعد أن رفض قبطان المركب استقبال المعونات «بهدف الضغط على السلطة التونسية لاستقبالهم».
في سياق متصل, وافقت إيطاليا أمس على الاستمرار في استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من البحر على الأقل حتى يتم وضع استراتيجية أوسع للاتحاد الأوروبي تعالج التوزيع العادل للمهاجرين.
وقال وزير الخارجية الإيطالي انزو موافيرو ميلانيزي عقب محادثات مع نظيره الألماني هايكو ماس في برلين إن شركاء الاتحاد الأوروبي سيسعون إلى التوصل إلى حل حول سياسة الهجرة خلال الأسابيع الخمسة المقبلة. وصرح للصحافيين «خلال هذه الفترة سنضمن رسو السفن التي تحمل أشخاصا تم إنقاذهم في إيطاليا» مؤكدا «إرادة حكومتنا» التوصل إلى «مواقف مشتركة مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي». إلا أنه أضاف أن روما ترى من الأولوية «إعادة صياغة القواعد التشغيلية لتجنب وصول جميع الأشخاص الذين يتم إنقاذهم إلى بلد واحد».
وأعرب الوزير الألماني عن تعاطفه مع موقف روما لجهة أنها «تركت بمفردها» لمواجهة مشكلة المهاجرين القادمين، إلا أنه أشار إلى أن أعداد القادمين ترتفع حاليا بسرعة أكبر في إسبانيا وتنخفض في إيطاليا. وأضاف «في الوقت ذاته نتوقع من جميع دول الاتحاد الأوروبي احترام الاتفاقات الحالية. وعمليات الإنقاذ في البحر هي إحدى نقاط هذا الاتفاق»، مضيفا أنه يشعر بالرضى بشأن «الرغبة المشتركة في التوصل إلى حلول». وقال «إذا كانت دول المتوسط تطلب التضامن الأوروبي فستجد في ألمانيا حليفا».
وأكد أن ألمانيا مستعدة «لتحمل مسؤولياتها» في المفاوضات لإصلاح العملية العسكرية الأوروبية «صوفيا» التي تقودها إيطاليا، وأطلقت في يونيو (حزيران) 2015 في أعقاب سلسلة من حوادث غرق السفن التي على متنها مهاجرون.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».