يتحضر المبعوث الأممي إلى اليمن لزيارة صنعاء خلال الأيام المقبلة، بعدما عاد أمس إلى العاصمة الأردنية عمان قادماً من الرياض، في أعقاب لقاءات عقدها مع أطراف يمنية، وأخرى ذات علاقة بالملف اليمني في السعودية.
وسيتلقى المبعوث الأممي رد الميليشيات الحوثية على الأفكار التي طرحها عليهم في زيارته السابقة، حين طلبت القيادات الحوثية من المبعوث فرصة لدراسة الأفكار والرد عليها لاحقاً.
وقال مصدر غربي مطلع على ملف التسوية اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن ما يعمل عليه المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث هو حماية الحديدة من القتال «وألا يبقى المسلحون الحوثيون في الحديدة».
وتسلم رد الحكومة اليمنية الشرعية الممثلة بلجنة كونها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على مقترحاته، وعقد لقاءات مع رئيس اللجنة رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر.
كما التقى المبعوث الأممي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في الرياض أول من أمس، وبحث اللقاء الأوضاع في اليمن وما تقدمه المملكة من دعم للجهود الأممية من أجل اليمن، بالإضافة إلى بحث الجهود الإنسانية لإغاثة الشعب اليمني، وذلك خلال استقبال وزير الخارجية السعودي المبعوث الأممي في ديوان الوزارة بحضور محمد آل جابر سفير السعودية لدى اليمن، وفقا لما ورد في وكالة الأنباء السعودية (واس).
وفي سياق ذي صلة، قال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني إن «غريفيث بدأ يتوصل إلى نفس ما توصل إليه إسماعيل ولد الشيخ، وهو أن الطرف الانقلابي يقف عائقا أمام كل مبادرات السلام»، وأضاف: «موافقتنا على مشروع (مبادرة الحديدة) يأتي في سياق كل الاتفاقيات السابقة والالتزام بالقرارات الدولية... لكن (لا يمكن لمحاولات الحوثيين تغيير الواقع الميداني أن تجدي نفعا لأن الشارع اليمني يرفضهم، ولا خيار أمامنا إلا الاستمرار في العمليات العسكرية أمام عصابات تتلقى التوجيهات من طهران)».
جاء ذلك في لقاء أجرته «سكاي نيوز عربية» مع الوزير البارحة، أكد خلاله التزام بلاده واليمن، بالقانون الإنساني الدولي، وقال: إنه جزء من استراتيجيتنا.
وشدد اليماني على أنه «لا أحد يمكن أن يقبل بوجود حوثي عسكري في الحديدة كجزء من أي اتفاق، مذكرا بأن «الحوثيين قبلوا بتسليم الميناء للأمم المتحدة دون القبول بالانسحاب من الحديدة»، متهما الانقلابيين باستخدام «الفترة الزمنية للتهدئة من أجل المراوغة».
وكان الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي قال في سلسلة تغريدات بحسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: نحن ننتظر جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث نحو تحقيق انسحاب حوثي من الحديدة يجنب المدينة المواجهة. ونشهد جبهة تتمترس فيها الميليشيات في وسط سكاني غاضب وهروب ملحوظ لعناصر الميليشيات وجهود يائسة للتعبئة والتعويض، مضيفا: «نذكر المراهنين على الحوثي وعلى رأسهم الدعم الإيراني والمال القطري، الحوثي خلال العام الماضي لم يكسب معركة أو يتقدم على الأرض، وغدره بحليفه كشفه أمام العديد من محازبيه، خسارته الحديدة ستكون في هذا السياق».
وزاد قرقاش بالقول: «في بحثه عن المظلومية أراد الحوثي أن نخوض معركة الحديدة بمواصفاته، فكان التحالف أكثر فطنة في مراعاته للجوانب الإنسانية والمدنية. تقدمنا خلال الأشهر الماضية على الساحل الغربي سيتوّج بتحرير الحديدة»، متابعا: «تقدم التحالف تجاه الحديدة استحق الإشادة الدولية لمراعاته للوضع الإنساني وأرواح المدنيين. أملنا أن يثمر جهد المبعوث الأممي السياسي في تحرير المدينة، ودون ذلك فإن تحرير الحديدة قادم».
يشار إلى أن المبعوث الأممي التقى الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في الرياض أمس.
وجرى خلال اللقاء بحث آخر تطورات الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في الجمهورية اليمنية، والمساعي الحثيثة التي يبذلها المبعوث الأممي لإعادة إحياء المفاوضات السياسية للتوصل إلى حل سياسي ينهي الصراع في اليمن وفق المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
وأكد الدكتور الزياني خلال اللقاء دعم مجلس التعاون للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لتحقيق السلم في اليمن وتخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق، معرباً عن أمله في نجاح الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي لإعادة إحياء المفاوضات السياسية في اليمن.
غريفيث يعمل على انسحاب الحوثيين من الحديدة «المدينة والميناء»
الجبير بحث مع المبعوث الأممي دعم السعودية للجهود الإنسانية
غريفيث يعمل على انسحاب الحوثيين من الحديدة «المدينة والميناء»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة