تزايد عدد المتطرفين في السجون الألمانية

TT

تزايد عدد المتطرفين في السجون الألمانية

أعدت الأكاديمية العلمية البافاريا دراسة باسم «الإسلام في بافاريا» حذرت من تزايد نشاط الإسلاميين الخطرين والمتشددين في الولاية الألمانية.
وجاء في الدراسة التي أعلن عنها يوم أمس الاثنين، أن تضاعف عدد السجناء والمعتقلين بتهمة التشدد والإرهاب يكشف مدى خطورة الوضع. وأشارت الدراسة، التي أشرف عليها لودفيغ شبينله، وزير العلوم السابق في الولاية، أن عدد السجناء المتطرفين بلغ 2100 سجين، وأن هذا يعني أن عددهم ارتفع بنسبة 50 في المائة تقريباً منذ سنة 2015.
وتصنف وزارة الداخلية البافارية المئات من هؤلاء السجناء كإسلاميين متشددين وخطرين. ويبدو أن ولاية بافاريا، المعروفة بتشددها، ما عادت ملائمة لنشاط الإسلاميين المتشددين، وتشير الدراسة إلى أن معظم هؤلاء غادروا الولاية باتجاه ولايتي برلين والراين الشمالي فيستفاليا.
وعلى هذا الأساس انخفض عدد المتشددين في الولاية، كما انخفض عدد المساجد التي يرتادها المتشددون إلى خمسة خلال ثلاث سنوات. إلا أن نشاط المتشددين في ولاية بافاريا تزايد ويتركز على كسب المراهقين والشباب، وخصوصاً على صفحات التواصل الاجتماعي.
جدير بالذكر أن ولاية بافاريا الألمانية الجنوبية تحتفظ في سجونها بأكبر عدد من المتطرفين الإسلاميين مقارنة ببقية الولايات الألمانية. وصدرت في هذه الولاية أحكام بحق 91 متشدداً، أدينوا بتهمة الإرهاب، أو يقبعون بالسجن رهن التحقيق، ويقيمون في سجون الولاية.
وارتفع عدد المتهمين بالإرهاب في بافاريا من 40 في سنة 2015 إلى 91 حالياً، وهذا يعني أنه تضاعف. وقد يعود هذا العدد المرتفع إلى تشدد هذه الولاية، بينها 57 قضية تتعلق بجمع التبرعات للتنظيمات الإرهابية، أو نشر الدعاية الإرهابية على الإنترنت.
وتشير إحصائيات وزارة الداخلية الألمانية إلى 80 «خطراً»، أو «مشروع إرهابي» بلا جواز وإقامة ألمانية، يقبعون في السجون ومراكز التوقيف. وبين هؤلاء الخطرين 62 طالب لجوء رفضت السلطات الألمانية الاعتراف بحقهم في اللجوء، ويتعذر ترحيلهم لأسباب مختلفة.
وقفزت نسبة السجناء الأجانب في السنتين الأخيرتين إلى 33.6 في المائة من مجموع السجناء، وإلى نحو 62 في المائة بين المعتقلين على ذمة التحقيق. وتظهر دراسة أخرى أعدتها ولاية برلين حول الإسلام، أن عدد المساجد في العاصمة الألمانية زاد بشكل طفيف وبلغ 98 مسجداً، إلا أن معظم هذه المساجد «غير مرئية» بالنسبة للناس. وهي مساجد تقام في الباحات الخلفية للمباني ولا تحتفظ بمنارة.
وقالت ريم شبيلهاوس، من مركز الدراسات العدلية في إيرلانغن، إنه تم تحوير 91 من هذه المساجد من محلات تجارية أو سكنية إلى أماكن للصلاة بعد إجراء تغييرات بنيوية عليها. وضم حي فيدنغ 23 مسجداً، وحي نويكولن 20، وحي كروبتسزبيرغ 16، بينما تتوزع بقية المساجد على بقية الأحياء. والملاحظ أن أحياء الجزء الشرقي من برلين لا تضم سوى مسجدين.
وينظم 66 في المائة من المسلمين في برلين إلى واحدة من الجمعيات الإسلامية، وخصوصاً إلى الجمعيات التركية، وهذا ارتفاع واضح بالقياس بنتائج دراسة مماثلة أجريت سنة 2006.
لا يشكل المتشددون سوى «نسبة ضئيلة جداً» من مجموع المسلمين الذين تتراوح بين 250 ألفاً و300 ألف في برلين. كما لا تصنف دائرة حماية الدستور (الأمن العامة) سوى أربعة مستجد منها ضمن المساجد التي يرتادها المتطرفون. بينها مسجد «فصلت 33» المحظور الذي كان الإرهابي التونسي أنيس العامري يرتاده. ومعروف أن العامري نفذ عملية الدهس الإرهابية التي أودت بحياة 12 شخصا في شتاء 2016. وتوصلت الدراسة البرلينية إلى نتيجة أساسية مفادها أن الجالية المسلمة ببرلين أصبحت أكثر انفتاحاً على المجتمع مقارنة بدراسة 2006. كما رصدت تعاوناً جيداً بين مختلف الطوائف الإسلامية.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.