دائما ما يجري الحديث عن عدم حصول اللاعبين على فترة راحة كافية في العام الذي تقام فيه بطولة كأس العالم لكرة القدم، وهو الأمر الذي بدأ يثار الآن مع انطلاق استعدادات الفرق لموسم الدوري الإنجليزي الممتاز الشهر المقبل.
يرى البعض أن جميع اللاعبين الذين شاركوا مع إنجلترا صغار في السن وفي قمة لياقتهم البدنية، وبالتالي فإن الاشتراك في عدد من المباريات الإضافية في نهاية الموسم لا ينبغي أن يشكل أي عبء عليهم.
لكن وجهة النظر هذه تتجاهل بكل تأكيد حقيقة أن اللعب في بطولة مثل كأس العالم يتطلب قوة ذهنية وبدنية هائلة، وبالتالي فإن استمرار مشاركة اللاعبين في المباريات من دون الحصول على عطلة صيفية لفترة مناسبة سوف يؤثر عليهم بكل تأكيد بعد ذلك.
وعلى أقل تقدير، فإن اللاعبين الذين ذهبوا إلى المراحل المتأخرة من كأس العالم لن يشاركوا في تدريبات فرقهم استعدادا للموسم الجديد منذ البداية. وكان المدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو أول من تذمر واشتكى من غياب اللاعبين الدوليين عن فترة الإعداد للموسم الجديد.
وتقوم الأندية الآن برفع معدلات اللياقة البدنية للاعبين وتضع برامج تدريبية لكل لاعب من أجل الوصول لأعلى مستوى ممكن، لكن كل هذا يحدث في ظل غياب اللاعبين الذين شاركوا مع منتخبات بلادهم في كأس العالم.
ويجب الإشارة إلى أن الحد الأدنى المقبول لفترة الراحة هو ثلاثة أسابيع. وتكون هذه الفترة كافية للاعبي المنتخبات التي ودعت بطولة كأس العالم وعادت إلى بلادها في يونيو (حزيران)، لكن هذه الفترة تكون محدودة وغير كافية بالنسبة للاعبين الذين واصلوا المشاركة في المونديال حتى منتصف يوليو (تموز) الحالي.
ولا يوجد سوى أربعة أسابيع فقط بين نهاية كأس العالم وانطلاق الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز، وحتى هذه الفترة قد قلت بعد قرار تقديم المباراة الافتتاحية للموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز إلى ليلة الجمعة.
وسيكون مانشستر يونايتد وليستر سيتي هما أول فريقين يلعبان في الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز، وقد شارك عدد كبير من لاعبي الفريقين في كأس العالم بروسيا، حيث كان لدى مانشستر يونايتد 11 لاعباً في المونديال، بما في ذلك الفرنسي بول بوغبا الذي شارك حتى المباراة النهائية. وبلغ مجموع الدقائق التي لعبها لاعبو مانشستر يونايتد في المونديال 4230 دقيقة.
أما نادي ليستر سيتي فكان لديه 10 لاعبين في كأس العالم، وشارك لاعبه هاري ماغواير في 700 دقيقة في المونديال، في حين وصل عدد الدقائق التي شارك فيها لاعبو ليستر سيتي في كأس العالم إلى 2371 دقيقة.
فهل سيؤثر أي من هذه الأمور على أداء الفريقين في المباراة الافتتاحية للموسم الجديد مساء الجمعة 10 سبتمبر (أيلول) المقبل على ملعب «أولد ترافورد»؟ ربما لا، لكن تداعيات ذلك قد تبدأ في الظهور مع توالي المباريات على مدار الموسم.
ولم يكن لدى ناديي بورنموث وفولهام، على سبيل المثال، أي لاعب في كأس العالم 2018، وهو ما يعني أن جميع لاعبي الفريقين قد حصلوا على الراحة الكافية خلال الصيف، بينما لم يكن تأثير كأس العالم كبيرا على أندية كارديف وكريستال بالاس وبيرنلي ونيوكاسل يونايتد، حيث كان كل فريق من هذه الفرق ممثلا بلاعب واحد أو لاعبين اثنين في المونديال.
أما نادي إيفرتون فبلغ إجمالي عدد الدقائق التي خاضها لاعبوه في كأس العالم 1324 دقيقة، كان نصفها من نصيب حارس المرمى جوردان بيكفورد، الذي كان أكثر لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز مشاركة في كأس العالم هذا الصيف، نظرا لأنه قد شارك في جميع مباريات المنتخب الإنجليزي حتى الأسبوع الأخير، كما شارك في اثنين من المباريات التي امتدت للوقت الإضافي.
وكان أقرب منافس لبيكفورد هو مدافع ليفربول ديان لوفرين، الذي وصل مع منتخب كرواتيا للمباراة النهائية لكأس العالم ولعب وقتا إضافيا أكبر، لكنه لم يشارك في المباراة الأخيرة من دور المجموعات أمام آيسلندا، وهو ما يعني أنه شارك في 706 دقائق فقط.
ومع ذلك، لو طلبت من الجمهور أن يختار بين فريق ليس لديه لاعبون يشاركون مع منتخبات بلادهم ويستعد جيدا لانطلاق الموسم الجديد وفريق آخر لديه عدد كبير من اللاعبين الذين شاركوا في كأس العالم ويعانون من الإرهاق، فإن معظم الجمهور سوف يختار النادي الذي لديه لاعبون دوليون، وقد يكونون على حق في هذا الاختيار.
ومع ذلك، سيكون لغياب الدوليين عن فترة إعداد فرقهم عواقب خلال الأسابيع القليلة الأولى، وربما حتى الأشهر القليلة الأولى من الموسم الجديد. وحتى خلال كأس العالم نفسه، ظهر مهاجم توتنهام هوتسبر والمنتخب الإنجليزي هاري كين مرهقا للغاية في المباريات الأخيرة، وهو الأمر الذي قد يجعل جمهور فريقه يشعر بالقلق على النجم الأبرز لفريقهم.
وقدم كيران تريبير أداء رائعا في كأس العالم وعاد إلى نادي توتنهام هوتسبر وهو في حالة معنوية أفضل من أي وقت مضى، لكنه بعد هذا الأداء سيحظى بمزيد من الاهتمام من الفرق المنافسة. لكن على أية حال لا يتعين علينا أن ننتظر منه هذا الأداء القوي في بداية الموسم مع ناديه بسبب الإرهاق الذي لحق به.
وفي ظل مشاركة عدد كبير من لاعبي توتنهام هوتسبر في كأس العالم حتى الأسبوع الأخير مع منتخبات فرنسا وبلجيكا وإنجلترا، فإن المدير الفني لتوتنهام ماوريسيو بوكيتينو يشعر بالقلق من تأثير ذلك على فريقه في الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز، رغم حقيقة أن مجموع الدقائق التي لعبها لاعبو توتنهام في كأس العالم قد بلغ 5202 دقيقة مقارنة بـ5636 دقيقة للاعبي مانشستر سيتي.
وشارك جون ستونز في كأس العالم لمدة 697 دقيقة، مقابل 578 لكيفن دي بروين و535 لكايل ووكر، بالإضافة إلى أن 16 لاعبا من مانشستر سيتي قد شاركوا في كأس العالم، وهو ما يعني أنه أكثر نادٍ إنجليزي تمثيلا في كأس العالم الأخيرة، رغم أن المدير الفني لمنتخب ألمانيا يواخيم لوف كان قد استبعد نجم الفريق ليروي سانى من قائمة الماكينات الألمانية.
وكان مانشستر سيتي، إلى جانب ريال مدريد الإسباني، هو أكثر الأندية تمثيلا في كأس العالم الأخيرة من حيث عدد اللاعبين.
وعلى الرغم من أن هذا التفوق الواضح لم يظهر حتى الآن على أرض الملعب في بطولة مثل دوري أبطال أوروبا، فإنه قد ظهر بكل وضوح في الموسم الماضي للدوري الإنجليزي الممتاز والذي غرد فيه الفريق في صدارة جدول الترتيب على مدى أشهر طويلة ونجح في حصد اللقب في نهاية المطاف بفارق كبير عن أقرب منافسيه.
وقد شارك 16 لاعبا من مانشستر سيتي في كأس العالم، أي فريق كامل من 11 لاعبا بالإضافة إلى خمسة لاعبين احتياطيين. ومن يدري فربما لو لعب هؤلاء اللاعبون في فريق واحد في كأس العالم لحصلوا على الكأس في نهاية المطاف!
مونديال روسيا يلقي بظلاله على الدوري الإنجليزي الممتاز
7 أندية كان لدى كل منها 10 لاعبين مع منتخبات بلادهم ولم يشاركوا في التحضيرات للموسم الجديد

16 لاعباً من فريق مانشستر سيتي بطل إنجلترا شاركوا مع منتخبات بلدانهم بالمونديال (إ.ب.أ)
مونديال روسيا يلقي بظلاله على الدوري الإنجليزي الممتاز

16 لاعباً من فريق مانشستر سيتي بطل إنجلترا شاركوا مع منتخبات بلدانهم بالمونديال (إ.ب.أ)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة