ألمانيا وكندا تستقبلان 50 من «الخوذ البيضاء» وعائلاتهم

TT

ألمانيا وكندا تستقبلان 50 من «الخوذ البيضاء» وعائلاتهم

أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده سوف تستقبل أعضاء من منظمة «الخوذ البيضاء»، ممن تم إنقاذهم مؤخراً من منطقة النزاع جنوب سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن تصريح ماس لصحيفة «بيلد»، قوله أمس: «الخوذ البيضاء أنقذت أكثر من 100 ألف شخص منذ بداية النزاع السوري». وأضاف أن جهدها يستحق الإعجاب وكل الاحترام، وقال: «وقد دعمناه بقناعة»، لافتاً إلى أن كثيراً من أعضاء منظمة الخوذ البيضاء يواجهون خطراً حالياً على حياتهم في ظل زحف النظام.
وقال الوزير الألماني أيضاً: «إنها وصية الإنسانية أن يجد كثير من هؤلاء المساعدين الشجعان حالياً الحماية والمأوى، وبعض منهم (سيجدها) في ألمانيا أيضاً».
وبحسب معلومات صحيفة «بيلد»، سوف تستقبل ألمانيا نحو 50 لاجئاً من هؤلاء الأشخاص.
من جهة أخرى, أوردت شبكة «سي بي سي» الكندية، أمس، أن كندا قررت استقبال 50 من عناصر «الخوذ البيضاء» السوريين الذين تم إجلاؤهم من سوريا وعائلاتهم، أي ما يمكن أن يشكل بالإجمال نحو 250 شخصاً. ونقلت شبكة «سي بي سي» عن مسؤولين طلبوا التكتم على هوياتهم، أن أوتاوا ستعمل بسرعة مع مسؤولين عن هذا الملف في الأمم المتحدة، لتنظيم وصول هؤلاء العناصر وعائلاتهم إلى كندا في الأسابيع أو الأشهر المقبلة.
ولم تحدد السلطات الكندية صباح أمس الأحد عدد الأشخاص الذين يمكن أن يُنقلوا إلى كندا، لكن وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند، قالت في بيان ليل السبت/ الأحد، إن كندا تبذل «بالتعاون الوثيق مع المملكة المتحدة وألمانيا جهداً دولياً لتأمين سلامة الخوذ البيضاء وعائلاتهم».
وأضافت أن «كندا تدعم الخوذ البيضاء بقوة. وخلال اجتماع لوزراء الخارجية في إطار قمة لقادة الحلف الأطلسي عقدت في بروكسل قبل أسبوع، أوصيت بأن يدعم القادة هؤلاء الأبطال ويساعدوهم».
وخلصت الوزيرة الكندية لأن «كندا شريك رئيسي للخوذ البيضاء، وهي فخورة بتمويلهم لدعم تدريبهم في الحالات الطارئة، وزيادة عدد النساء في صفوفهم. إننا نشعر بمسؤولية أخلاقية عميقة حيال هؤلاء الأشخاص الذين يظهرون شجاعة وتفانياً».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.