تركيا وهولندا نحو تسوية خلافاتهما واستئناف العلاقات الدبلوماسية

وفد أميركي بحث في أنقرة العقوبات على إيران... وقضية القس تواصل تعقيد العلاقات

TT

تركيا وهولندا نحو تسوية خلافاتهما واستئناف العلاقات الدبلوماسية

قررت تركيا وهولندا تطبيع علاقاتهما التي توترت بشدة خلال فترة الإعداد للاستفتاء على تعديل الدستور التركي للانتقال إلى النظام الرئاسي الذي أجري في 16 أبريل (نيسان) 2017 بسبب منع أمستردام وزراء ومسؤولين أتراك من عقد لقاءات للترويج للتعديلات في أوساط الأتراك وإبعاد وزيرة الأسرة والتضامن الاجتماعي التركية السابقة إلى ألمانيا، كما منعت السماح لطائرة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو بالهبوط لديها للسبب نفسه، ما أدى إلى توتر العلاقات وتبادل البلدين سحب سفيريهما. وقال جاويش أوغلو، في تصريح أمس (الجمعة)، إنه التقى خلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل الأسبوع الماضي نظيره الهولندي ستيف بلوك، وبحثا «الأحداث المؤسفة» التي وقعت في 11 مارس (آذار) 2017، وتسببت في الإضرار بالعلاقات بين البلدين. وقال إن الطرفين لديهما رغبة مشتركة في تجاوز الاحتقان الحالي بينهما، الذي يضر بالعلاقات المستندة إلى التحالف الاستراتيجي.
وأضاف أن وزير الخارجية الهولندي أرسل له بعد ذلك رسالة أكد فيها الرغبة في تطبيع العلاقات بين البلدين، وتبع ذلك اتصال هاتفي بينهما، تم فيه الاتفاق على الخطوات التي ستتخذ للتطبيع. وأوضح جاويش أوغلو أن الخطوة الأولى التي تم الاتفاق عليها هي إصدار بيان مشترك، كما اتفق الطرفان على تعيين متبادل للسفراء في أقصر وقت ممكن.
ولفت الوزير التركي إلى أنه وجه دعوة إلى نظيره الهولندي لزيارة تركيا من أجل إعادة تأسيس الحوار والثقة بين البلدين، ووضع خريطة طريق لما بعد عودة العلاقات الطبيعية بينهما، موضحا أن الزيارة ستتم قريبا.
وذكر جاويش أوغلو أن نحو 450 ألف تركي يعيشون في هولندا، كما أنها أكثر الدول من حيث الاستثمار المباشر في تركيا، قائلا إن «السياسة الخارجية دائما تقوم على المصالح الوطنية».
في سياق آخر، بحث مسؤولون أتراك مع وفد أميركي برئاسة نائب وزير الخزانة لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي في أنقرة أمس (الجمعة) ملف العقوبات على إيران. وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن تركيا تولي أهمية لمسألة العقوبات المزمع اتخاذها مجدداً ضد إيران عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي معها. وأضافت: «مؤسساتنا المعنية تواصل مباحثاتها مع نظيراتها الأميركية من أجل عدم الإضرار ببلدنا جراء العقوبات المزمع تطبيقها ضد إيران». وأضافت المصادر: «وفي هذا الإطار، أجرينا مباحثات مع الوفد الأميركي الذي زار تركيا اليوم (أمس)». وأكدت أن إيران تعتبر جزءا مهما من ناحية العلاقات الاقتصادية والتجارية واستيراد الطاقة. وأن تركيا تراقب عن كثب العقوبات الأميركية المزمع فرضها في هذا المجال. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في 8 مايو (أيار) الماضي، الانسحاب من الاتفاق الذي يقيّد البرنامج النووي الإيراني في الاستخدامات السلمية، وقرر إعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران والشركات والكيانات التي تتعامل معها.
وتطالب إدارة ترمب الدول التي لها علاقات تجارية ثنائية مع إيران بفرض عقوبات عليها من أجل قطع مصادر دخلها، لكن تركيا رفضت العقوبات في الظروف العادية. وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن موقف الولايات المتحدة المتمثل باتخاذها قراراً أحادياً ومطالبتها وبقية الدول بالامتثال له بأنه غير صائب. وأكدت تركيا أنها لن تقطع علاقاتها التجارية مع إيران كما لن توقف واردات الغاز الطبيعي منها والذي يعتبر المصدر الأول لسد احتياجاتها.
في الوقت ذاته، قدم 6 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من كلا الحزبين (الديمقراطي والجمهوري)، أول من أمس، مشروع قانون لتقييد القروض التي تمنحها المؤسسات المالية الدولية لتركيا حتى تقوم حكومتها بإنهاء الاحتجاز «غير العادل» لمواطنين أميركيين.
وجاءت الخطوة بعد قرار محكمة في مدينة إزمير (غرب تركيا)، يوم الأربعاء الماضي، بإبقاء القس الأميركي أندرو برونسون في السجن أثناء محاكمته بتهمة الإرهاب والتجسس، وهي القضية التي عمّقت الخلافات بين أنقرة وواشنطن.
ويوجه مشروع القانون الأميركي، الإدارة الأميركية للبنك الدولي، وبنك التعمير والتنمية الأوروبي لمعارضة القروض المستقبلية لتركيا، فيما عدا تلك المتعلقة بأغراض إنسانية، بحسب ما قال بيان صادر عن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
وأشار البيان إلى أن هذه المعارضة ينبغي أن تستمر حتى تتوقف تركيا عن الاحتجاز التعسفي أو حرمان المواطنين الأميركيين من حرية الحركة، بمن فيهم مزدوجو الجنسية أو الموظفين المحليين الذين يعملون لصالح بعثة الولايات المتحدة في تركيا.
وكان برونسون القس الأميركي القادم من نورث كارولينا يعيش في تركيا منذ أكثر من 20 عاما، وجهت إليه اتهامات بمساعدة الجماعة التي تحملها أنقرة مسؤولية محاولة الانقلاب في عام 2016، وأيضا دعم حركة المسلحين الأكراد المحظورة، ويواجه القس الأميركي الذي أنكر هذه الاتهامات السجن 35 عاما لو تمت إدانته.
على صعيد آخر، أطلق ممثلو الادعاء الأتراك أمس تحقيقا بحق اثنين من نواب حزب الشعوب الديمقراطي (المؤيد للأكراد) بسبب مشاركتهما في تشييع جنازة أحد مقاتلي حزب العمال الكردستاني (المحظور) في إقليم بطمان بجنوب شرقي البلاد. وأطلق مكتب المدعي العام في بطمان التحقيق ضد فيلكناس أوكا ومحمد روشتو ترياكي بتهمة القيام بالدعاية لـ«منظمة إرهابية» بسبب مشاركتهما في جنازة أحد عناصر العمال الكردستاني في ولاية هكاري (جنوب شرق) في الثامن من يوليو (تموز) (الجاري)، حيث شاركا في حمل نعشه.



أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن ترمب أبلغ مستشاريه بأنه يريد الإعلان عن الاتفاق في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي، وقالا له إن عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وقال ترمب: «أنت تغامر بنشوب حرب عالمية ثالثة».

وتحدث مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي، على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق، الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي، أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر امتناناً».

وأضاف: «وقف هذا البلد (الولايات المتحدة) إلى جانبهم في السراء والضراء... قدمنا لهم أكثر بكثير مما قدمته أوروبا لهم، وكان يجب على أوروبا أن تقدم لهم أكثر مما قدمنا».