The Equalizer
إخراج: أنطوان فوكوا
بوليسي | الولايات المتحدة ـ 2018
تقييم: (جيد)
سؤال للمجربين: إذا ما حملت مسدسين في وقت واحد، كما يفعل دنزل واشنطن هنا، وكما فعل سواه في أفلام سابقة، هل يتحسن وضعك القتالي؟ هل إذا حدث ووجدت أن عليك استخدام أحد سلاحيك تحتار ولو للحظة أيهما ستطلق النار منه؟ كيف تقرر ذلك؟
بالنسبة لدنزل واشنطن في هذا الفيلم (الذي هو جزء ثان من «ذا إكويلايزر» قبل عامين الذي كان بدوره ترجمة سينمائية لحلقات تلفزيونية من الثمانينات المنصرمة) لا يشوبه التردد مطلقاً. عميل «سي آي إيه» سابق يتحوّل إلى محارب صلب في سبيل العدالة ونصرة لمن لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. وهو يرى، كما يقول في الفيلم لمجموعة من الأشرار، أننا جميعاً ندفع ثمن خطايانا. وفي مشهد آخر يعلق «ندمي هو أنني لا أستطيع قتل المجرم سوى مرّة واحدة».
على التلفزيون لعب إدوارد وودوورد الدور ذاته (بمسدس واحد) ولم يخطر له التمتع بمثل هذه العبارات الخاطفة والدالة. على ذلك كان كثير الوعظ وعليه أن يبدو للمشاهد كما لو كان يعرف كل شيء في أي أمر. يستبدل واشنطن كل ذلك بخصائصه: الكاريزما التي جعلته ممثلاً محبوباً. التمثيل غير المرتفع كثيراً عن سطح الواقع حتى في صورته الافتراضية، وخلوه من المشاعر التي تربك المرء وتسبب حيرته.
إنه ليس إنساناً شرساً أو حقوداً. يضحك إذا لزم الأمر، لكنه غالباً ما يعاين الأمور بجدية صارمة. يحمل قلباً نقياً في داخله، ويحاول بالفعل مساعدة الآخرين. نراه هنا يحث شاباً على دراسة الفن عوض الإدمان على المخدرات، ويستمع لشكوى أحد الناجين من الهولوكوست. هو لا يستطيع تحمل ظلم يقع لمخلوق والظلم يقع عندما يضرب بعض رجال الأعمال الشبان والأثرياء فتاة فينقلها إلى المستشفى ثم يعود إلى الحفل. يضبط ساعته ثم يضرب كل وغد من هؤلاء ويحطم أثاث الشقة الفارهة، ثم ينظر إلى ساعته من جديد ليجد أنه أتم مهامه في 29 ثانية. رقم قياسي.
لاحقاً ما سيجد الوقت للانتقال إلى تركيا وارتداء عمامة بيضاء وإحلال العدالة هناك. من هناك ينتقل إلى بروكسيل، حيث يجد لزاماً عليه التدخل لوضع حد لجرائم قتل تتم عبر مداهمات منازل لبعض السياسيين والمسؤولين الكبار. ربما كان جيمس بوند مشغولاً في مهام بعيدة في ذلك الحين، لكن مأكول (واشنطن) يقوم بالواجب على أفضل وجه قبل أن يصبح مطارداً من قِـبل من يريد القضاء عليه.
تحت إدارة المخرج أنطوان فوكوا، يجد دنزل واشنطن نفسه بيدي خبير. سبق لهما أن عملا معاً أكثر من مرّة بما فيها تلك المرّة التي أثمرت عن حصول الممثل على الأوسكار عن فيلم «يوم التدريب». فوكوا يدير المسألة بحنكة وبثبات. السيناريو هو الذي يلهث وراء مشاهد معروفة النتائج وبلا مفاجآت.