ميغان ماركل... نجمة الساحة حالياً

سحر الطبقات المالكة يطغى على تأثير النجمات

فستان من دار «ديور» - في معطف من علامة «ماكاج» - فستان أصفر متوهج من براندون ماكسويل - فستان من تصميم رولان موريه - تايور بجاكيت قصير من «جيفنشي»
فستان من دار «ديور» - في معطف من علامة «ماكاج» - فستان أصفر متوهج من براندون ماكسويل - فستان من تصميم رولان موريه - تايور بجاكيت قصير من «جيفنشي»
TT

ميغان ماركل... نجمة الساحة حالياً

فستان من دار «ديور» - في معطف من علامة «ماكاج» - فستان أصفر متوهج من براندون ماكسويل - فستان من تصميم رولان موريه - تايور بجاكيت قصير من «جيفنشي»
فستان من دار «ديور» - في معطف من علامة «ماكاج» - فستان أصفر متوهج من براندون ماكسويل - فستان من تصميم رولان موريه - تايور بجاكيت قصير من «جيفنشي»

الدعاية المجانية التي يحصل عليها صناع الموضة من وراء المشاهير لا تقدَّر بثمن. أرقام المبيعات وتفاعل الناس مع بعض المنتجات التي يظهرون بها تؤكد أن شرائح كبيرة من الناس لا تُقبل على الموضة إلا إذا باركتها نجمة أو نجم مشهور. وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الأمر عادياً ومن تحصيل حاصل إن صح القول. ومع ذلك لا يمكن أن نُرجع المسألة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وحدها، لأن بيوت أزياء عريقة بنت شهرتها على أسماء نجمات ظهرن بمنتجاتها في القرن الماضي قبل ظهور «إنستغرام» و«تويتر» وغيرهما بعقود، وليس أدلّ على هذا من دارَي «بواريه» و«هيرميس».
هذه الأخيرة مثلاً تَدين بشهرة ونجاح حقيبتي «كيلي» و«ذي بيركين» اللتين لا تزالان تحققان لها مبيعات عالية، رغم مرور زمن على تصميمهما، إلى نجمتين: الأولى هي غريس كيلي التي ظهرت بحقيبة «كيلي» بهدف إخفاء حملها عن عدسات المصورين، والثانية هي الممثلة والمغنية البريطانية جاين بيركن التي طلبت من الرئيس التنفيذي للدار آنذاك تصميم حقيبة عملية تناسب المرأة العاملة التي تسافر كثيراً، وكانت ثمرة هذا اللقاء حقيبة «ذي بوركين».
قبل «هيرميس» وفي بداية القرن العشرين كان المصمم بول بواريه أول من انتبه إلى سحر النجمات وتأثيرهن واستعان بهن في الترويج لتصاميمه، أغلبهن كن صديقات لزوجته ومن زبونات داره، وهو ما يشير إلى الفرق الكبير بين العملية في ذلك العهد وبينها الآن.
فبعد أن كانت الظاهرة «عُضوية» مبنية على صداقات بعيداً عن الجانب التجاري، اكتشفت النجمات، وبعد تهافت المصممين عليهن منذ السبعينات، أنهن أصبحن منجم ذهب لصناع الموضة، وبالتالي عليهم أن يدفعوا الثمن حتى تعمّ الفائدة على الطرفين.
نجحت العملية وراجت بشكل كبير. في البداية اعتقد البعض أنها مثل كل الصراعات ستختفي سريعاً بعد أن تفقد مصداقيتها، لكن خاب ظنهم. فقد تبين أن هناك شرائح كبيرة من الناس يبحثون عن نجوم يقتدون بهم، خصوصاً ممن لا يتمتعون بالثقة بأسلوبهم وذوقهم أو مَن دخلوا لعبة الموضة قريباً. وهكذا لم تختفِ الظاهرة بل تطورت لتصبح تجارية بشكل علني، ما بين مبالغ طائلة تدخل حساباتهن الشخصية، وبين عقود لحملات ترويجية تتضمن شروطاً تنص على ارتداء أزياء وإكسسوارات في المناسبات الكبيرة. وسرعان ما ركب الموجة نجوم وسائل التواصل الاجتماعي، ممن أصبح بعضهم ينافس النجوم قوة وتأثيراً. فالمعيار حالياً ليس الموهبة أو الجمال بل عدد المتابعين.
لكن اللافت أن بعض المصممين بدأوا يوجهون أنظارهم إلى فئة أخرى من المشاهير، تعود عليهم بالنفع والربح الكثير من دون أن تُكلفهم شيئاً على الإطلاق. فئة قد تكون نخبوية لأنها تنتمي إلى الطبقات المالكة إلا أن مفعولها شعبي. هذه الفئة تتمثل في جيل جديد من الأميرات والدوقات الشابات، مثل شارلوت كاسيراغي، ابنة كارولين أوف موناكو، التي بدأت تتعاون منذ سنوات مع كل من دار «غوتشي» وشركة «مونبلان» للمجوهرات والساعات. وكيتي سبنسر، ابنة أخي الأميرة الراحلة دايانا التي تعمل في مجال عروض الأزياء، مع دار «دولتشي آند غابانا» تحديداً. بعد أن شدت الانتباه بجمالها وأناقتها في عُرس الأمير هاري وميغان ماركل، حصلت مباشرةً على عقد مع شركة «بولغاري» للمجوهرات.
لكن شارلوت كاسيراغي وكيتي سبنسر غير متوجتين، وتعتبران من الدرجة الثانية أو حتى العاشرة، وهذا يعني أن القوانين التي تسري عليهما لا تسري على غيرهما ممن يحتلون الدرجة الأولى أو الثانية. فهؤلاء يُمنع عليهن القيام بأي عمل يصب في المجال الإعلاني التجاري بأي شكل من الأشكال.
وهذا ما يجعل التفاعل معهن أكبر ويُؤكد أنهن أصبحن الدجاجة التي تبيض ذهباً لبيوت الأزياء والمجوهرات. من الراحلة دايانا وكايت ميدلتون، دوقة كامبريدج حالياً، إلى ميغان ماركل مؤخراً، فأرقام المبيعات تشير، حسب تقرير نشرته «براند فاينانس» في عام 2017، إلى أن ما تحققه الشركات البريطانية وحدها من وراء الأسرة المالكة، يقدّر بـ200 مليون جنيه إسترليني في العام.
فعندما ظهرت كايت ميدلتون بفستان أزرق من ماركة «إيسا» بمناسبة الإعلان عن خُطوبتها، مثلاً نفد من الأسواق مباشرةً وتم استنساخه من قبل شركات أخرى.
نفس الشيء حصل عندما ظهرت ميغان ماركل بمعطف من ماركة «ماكاج» الكندية التي لم يسمع بها العديد من متابعي الموضة من قبل. نفد المعطف من الموقع وحقق الثنائي المؤسس للماركة إيران الفاسي وإليسا داهان خبطة لا تقدَّر بثمن.
فرغم أن الماركة كانت موجودة منذ سنوات وظهرت بها كلٌّ من العارضة جيجي حديد والمغنية مادونا من قبل فإنها لم تُثر نفس الاهتمام والإقبال الذي أثارته عندما ظهرت بها ميغان، علماً بأنها كانت آنذاك مجرد مشروع أميرة. خلال 24 ساعة فقط، توافد على الموقع نحو 1.6 مليار زائر مدفوعين بالفضول لمعرفة المزيد عن العلامة. وإذا تُرجم هذا الرقم بما يمكن صرفه للحصول على نفس النتيجة من الناحية الإعلانية فهو لا يقل عن 20 مليون دولار.
غنيٌّ عن القول: إن ميغان ماركل لم تكن تثير كل هذا الاهتمام حين كانت نجمة تلفزيونية في السلسلة الناجحة «ذي سوتس» رغم أناقتها واهتمامها بالموضة. هذا الاهتمام كان واضحاً من خلال صداقتها بالثنائي المؤسس لعلامة «ماكاج». فقد سبق وحضرت أحد عروضهما كضيفة شرف وهي تلبس تصاميمهما. كان ذلك في عام 2015، أي قبل أن تقابل الأمير هاري. طبعاً لا يمكنها أن تقوم بذلك حالياً من دون أن يُفسَّر على أنها عملية ترويجية.
كل هذا يؤكد أن سحر الأميرات وأفراد العائلات المالكة أصبح يتعدى تأثير النجمات حتى وإن كنّ بحجم مادونا أو جيجي حديد. السبب واضح، فإلى جانب الصورة البراقة التي يعكسنها، فإنهن يتمتعن بمصداقية أكبر، بحكم أنه يُمنع عليهن قبول هدايا من الشركات أو رحلات مدفوعة، كما أن أغلبهن لا يمتلكن حسابات على «إنستغرام» أو «تويتر» تجعل بيوت الأزياء تطمع في الوصول إلى متابعيهن.
الآن كل الأنظار تنصبّ على ميغان ماركل على أساس أنها ستعيد إلى الأذهان ما حققته كايت ميدلتون للموضة من أرباح منذ زواجها من الأمير ويليام وربما أكثر. فرغم تأثير هذه الأخيرة الإيجابي على الموضة فإنها تتميز بأسلوب كلاسيكي مضمون، بينما تأمل أوساط الموضة أن تكون ماركل أكثر جرأة أو على الأقل أكثر أناقة، وهو ما أكدته صورها واختياراتها في الآونة الأخيرة مثل فستان «ديور» الأزرق الغامق المائل إلى الأسود، أو الفستان الأسود الذي ظهرت به خلال زيارتها الرسمية لآيرلندا. فالبرتوكول البريطاني ينص بوضوح على عدم ارتداء الأسود في المناسبات الرسمية لكنها كسرت هذه القاعدة. أيضاً يلاحظ أنها تختار غالباً مصممات مثل ستيلا ماكارتني، وبرادا، وإميليا ويكستيد، وهلمّ جرا، كأنها تدعم حركة نسوية ناعمة. والملاحظ أنها ارتاحت لتصاميم كلير وايت كيلر، التي صممت لها نسبة عالية من أزيائها مؤخراً تماماً مثل ما ارتاحت كايت ميدلتون لسارة بيرتون، مصممة دار «ألكسندر ماكوين».
المهم أن كل من تظهر ماركل بتصاميمها من هؤلاء يمسّها السحر وتحصل على دعاية مجانية. وليس أدل على هذا من الشهرة التي اكتسبتها كلير وايت كيلر، مصممة دار «جيفنشي» الحالية بعد أن صممت فستان زفافها. فرغم أنها عملت في بيوت أزياء مهمة مثل «كلوي» وغيرها لسنوات، كان الفستان خبطة العمر بالنسبة إليها. تشكيلتها الأخيرة في موسم الـ«هوت كوتير» بباريس أظهرت ثقة عالية وجرأة أكبر في التعامل مع الموضة وأرشيف هيبار جيفنشي. المصممة ستيلا ماكارتني أيضاً كسبت نقاطاً إضافية بعد أن ظهرت الدوقة بفستان من تصميمها في الحفل المسائي الخاص بعد حفل زفافها. الآن كلما ظهرت بفستان سواء من «جيفنشي» أو من «كارولينا هيريرا» أو «ماكاج»، فإن النتيجة تُترجم دائماً في زيادة أرباح هذه الشركات وبيوت الأزياء.


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.