خبراء كرويون: زيادة الأجانب ستضع اللاعب السعودي أمام اختبار صعب

أكدوا وجود إيجابيات وسلبيات لقرار اتحاد الكرة

مباريات الدوري السعودي ستظهر بشكل مختلف بسبب مشاركة عدد كبير من المحترفين الأجانب («الشرق الأوسط»)
مباريات الدوري السعودي ستظهر بشكل مختلف بسبب مشاركة عدد كبير من المحترفين الأجانب («الشرق الأوسط»)
TT

خبراء كرويون: زيادة الأجانب ستضع اللاعب السعودي أمام اختبار صعب

مباريات الدوري السعودي ستظهر بشكل مختلف بسبب مشاركة عدد كبير من المحترفين الأجانب («الشرق الأوسط»)
مباريات الدوري السعودي ستظهر بشكل مختلف بسبب مشاركة عدد كبير من المحترفين الأجانب («الشرق الأوسط»)

أكد المدرب الوطني الدكتور جاسم الحربي أن قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم مشاركة 8 لاعبين أجانب في الدوري السعودي سيقلل من فرصة مشاركة اللاعب المحلي، في ظل ندرة بعض المراكز، خصوصاً في مركز الهجوم، والمواهب.
وأضاف الحربي لـ«الشرق الأوسط»: «أيضاً لدينا مشكلة في حراسة المرمى، حيث سيأخذ الأجانب فرصتهم، وهنا قلصنا المشاركة على الحارس السعودي، وأعتقد أن مسألة الزيادة في طريقة الاحتراف المطبقة لا تتناسب أبداً مع ما هو حاصل في أوروبا، فهي تختلف تماماً، حيث إن لديهم التزاماً في البرنامج اليومي».
وتابع: «الاحتراف لدينا يحتاج إلى تنظيم، وهذا الكلام هو وجهة نظر، والحل هو تقليص عدد اللاعبين الأجانب، ومن الواضح أن مدرب المنتخب السعودي، بيتزي، سيعتمد بشكل كبير في بطولة كأس آسيا على تشكيلة المنتخب التي شاركت في المونديال، فمن الصعب أن تأتي بإحلال جديد، فأنت تبحث عن الانسجام، وقد شاهدنا المنتخب السعودي بعد مباراته مع روسيا، عندما تلاشت الرهبة ونجح المنتخب السعودي في تقديم أداء جيد أمام الأوروغواي، حيث من المفترض ألا نخسر في تلك المباراة، وعلى أقل تقدير نخرج بالتعادل، وأيضاً قدمنا أداءً مميزاً أمام مصر، وتوجناه بالفوز، ولذلك بذرة الأداء موجودة، والكل أجمع على أن أداءنا في مباراة مصر كان جيداً، والمنتخب المصري ليس بالفريق السهل، والتاريخ سيسجل هذا الفوز للمنتخب السعودي».
ومن جهته، طالب المدرب الوطني علي كميخ بتقليص مشاركة اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي، وتدارك قرار مشاركة 8 لاعبين، وقال: «نحن نعلم أن اللاعب الأجنبي مطلب، ولكن ليس بهذا العدد، وأنا من الذين يؤمنون إيماناً كاملاً بالاستفادة من العناصر الأجنبية والمواليد أيضاً، ويفترض أن يتم الاهتمام بشكل كبير، ولكن مشاركة 7 لاعبين أجانب ستحد من مشاركة اللاعب السعودي».
وواصل: «بالنسبة للاعبين المواليد، فلن تواجهنا أي مشكلة، في حال وافق الشروط، ولن تواجهنا مشكلة اللغة وهو موجود أباً عن جد في المملكة، ولدينا لاعبون مقيمون يشار لهم بالبنان. فعلى سبيل المثال، كان لدينا عموري قبل أن يغادر للإمارات، وغيره من اللاعبين، وبالتالي أتمنى إعادة صياغة هذا الجانب».
وتابع: «أنا ضد قرار مشاركة 8 لاعبين أجانب، خصوصاً أن هناك مراكز حساسة يجب أن يلعب فيها اللاعب السعودي، وأظن البعض يريد من هذا القرار الاستمتاع بأداء اللاعب الأجنبي، وأنا هنا لا يعنيني الاستمتاع بكرة القدم، ولكن ماذا سأقدم لكرة القدم في المملكة».
وواصل: «إذا تحدثنا عن فريق الهلال مثلاً، نجد عبد الله عطيف هو من أفضل المحاور في المملكة العربية السعودية، وإذا تعاقد الهلال مع لاعب محور وصانع لعب، فهنا سيكون على حساب عطيف، أضف إلى ذلك أنه في بطولة دوري آسيا، لن يشارك 8 أجانب، وإنما 4 فقط، وهذا سينعكس على الفريق، ويصبح المدرب في تشتت، وسينتج عنها شوشرة».
وقال كميخ: «بمنطق العقل، وليس بمنطق العاطفة، الجميع يريد اللاعبين الأجانب، خصوصاً في ظل الدعم الحكومي، والأندية لا تدفع شيء، ولكن من الأفضل أن يكون الاتجاه إلى اللاعبين المواليد، حيث يمكن تجنيسهم، نحن نتحدث عن 16 فريقاً في الدوري السعودي، سيشارك فيه أكثر من 125 لاعباً أجنبياً، ويتبقى 4 لاعبين سعوديين لكل ناد، وقد يلعبون في مراكز غير حساسة، والآن تنتظرنا بطولة كأس آسيا فكيف سيختار المدرب لاعبيه؟!».
وتابع: «كما أن الأندية السعودية التي ستلعب في بطولة دوري أبطال آسيا ستضطر إلى إبعاد 4 لاعبين أجانب، كون النظام لا يسمح بأكثر من 4 لاعبين، وهنا ستدخل في حسابات معقدة. وخلاف ذلك، ومع إلغاء الدوري الأولمبي، أين سيذهب بقية اللاعبين، البعض يقول نستفيد منهم كمحترفين في الخارج، وأنا أقول من هو النادي الذي سيستقبل هذا الكم الهائل من اللاعبين؟».
وواصل: «الدائرة التنافسية والرسمية للاعب السعودي ستتقلص، وستكون محدودة في ظل المشاركات الخارجية المتعددة».
ومن جهته، يقول المدرب الوطني خالد العطوي إن مشاركة 8 لاعبين أجانب في الدوري السعودي للمحترفين لا يمكن الحكم على نجاحها أو فشلها إلا إذا طبقت على أرض الواقع، من خلال مشاهدة مستوى وأداء المحترفين الأجانب، وهل بالفعل اللاعب السعودي سيحقق الفائدة، ويستطيع تطوير مستواه. والجانب الثاني كيف ستكون جودة التدريب التي تعتبر مهمة جداً، حيث شاهدنا الرتم العالي في مونديال كأس العالم، من خلال سرعة التحولات من الناحية الدفاعية للهجومية والعكس، وبالتالي نحن بحاجة إلى جودة التدريب من جميع النواحي، فالسرعة العالية والتحرك بإيجابية سينعكس على أداء المباراة، فالرتم العالي هو المطلوب، بغض النظر عما إذا ما كان اللاعب سعودياً أو أجنبياً، وإذا استطاع اللاعب السعودي مواكبة الرتم العالي سيتطور بشكل كبير.
وأضاف: «إذا كان اللاعب الأجنبي أقل من مستوى اللاعب السعودي، أو في مستواه، وأيضاً الأجهزة الفنية إذا لم تملك الخبرة والإمكانيات، لا يمكن أن نتطور، لذلك مهم جداً رتم التدريب الذي سينعكس على رتم المباريات، ونوعية اللاعبين المميزين لا بد أن يكونوا أفضل من اللاعبين السعوديين، مثل سالم الدوسري وأسامة هوساوي ومعتز هوساوي، ونجوم المنتخب الذين شاركوا في المونديال. ومن وجهة نظري، فإن اللاعب السعودي سيفرض نفسه في الدوري، لوجود الإمكانيات التي تساعده على أن يكون لاعباً أساسياً، ولا بد أن يتعامل مع هذه الضغوط لإبراز إمكانياته، وأنا على يقين من أن المسؤولين في اتحاد الكرة والهيئة العامة للرياضة يدركون أن اللاعب السعودي إلى الآن لم يظهر جميع إمكانياته. وعلى ضوء ذلك، لا بد أن يجتهد ويعمل ويبرز إمكانياته حتى يواكب هذا التطور.
وقال المدرب الوطني بندر الجعيثن، من جانبه، إن السماح لعدد 8 لاعبين أجانب في الدوري السعودي للمحترفين هو لإشعال الإثارة، بحيث يكون دورياً قوياً تنافسياً، لكن في الوقت نفسه، لدينا مشاركات واستحقاقات، لعل أبرزها بطولة آسيا في الإمارات، وبالتالي يجب إيجاد حلول مناسبة، وإعطاء اللاعب السعودي الفرصة للمشاركة، وقد يجد صعوبة في حال مشاركة 8 لاعبين أجانب بالفريق، ولا بد من وجود دوري رديف، حتى يتسنى للاعبين المشاركة وإبراز مهاراتهم وتطوير مستواهم، حتى تتم الاستفادة منهم للمنتخبات السعودية، حتى دوري الدرجة الأولى لا يمكن الاستفادة منهم، وستكون المعضلة نفسها في ظل زيادة اللاعبين الأجانب، وحتى لا توجد فرصة لاكتشاف اللاعبين من الفريق الأولمبي أو درجة الشباب.


مقالات ذات صلة

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».