تخرجت منال صابر، من كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة سوهاج، غير أن هذا المؤهل الذي حصلت عليه في 2006 لم يوفر لها فرصة عمل، إلى أن وجدت ضالَّتَها في مخلفات أشجار الموز التي تخرج عن الأرض التي يمتلكها أبوها.
منال شاهدت لافتةً تطلب من سيدات قريتها الانضمام إلى برنامج تدريبي تنظِّمُه إحدى الجمعيات الأهلية لتدريبهن على استخدام ألياف مخلفات أشجار الموز في إنتاج الخيوط التي تُستخدَم في تجهيز الحقائب اليدوية، فلمعت على الفور تلك الفكرة في ذهنها، لتقرر الاستفادة من المخلفات التي كان يتخلص منها والدها لتمارس من خلالها عملاً مفيداً يُخرِجها من دوامة البطالة.
والأرض التي يمتلكها والد منال هي جزء من 2320 فداناً مزروعة بمحصول الموز في مركز ساقلته، بمحافظة سوهاج، وتخلف تلك المساحة الكبيرة آلاف الأطنان من سيقان الموز، التي كان المزارعون يتخلصون منها حرقاً أو بإلقائها في مياه النيل، إلى أن نجح مشروع «الحق في الحياة» الذي تنفذه جمعية بدر الطويل الأهلية بالقرية في نشر ثقافة الاستفادة من تلك السيقان. ويقول محمد يسري، مدير المشروع لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة استغلال ألياف سيقان الموز ليست اختراع مصري، فدولة الهند من الدول الرائدة في هذا المجال، وتستخدم ماكينات خاصة لتجهيز ألياف الموز وتحويلها إلى خيوط، ولكن الطريقة التي ندرب السيدات عليها يدوية لتناسب الإمكانيات الاقتصادية للمحافظة».
وتعتمد طريقة تجهيز الخيوط من الألياف على تقطيع السيقان باستخدام ماكينة بسيطة واستخلاص الألياف منها، ثم وضع الألياف في وعاء يستوعب 5 لترات من المياه، مع إضافة الخل والملح الخشن إلى المياه، ثم يتم بعد ذلك تصفية المياه وتعريض الألياف للشمس من أجل التجفيف، لتتحول إلى خيوط يتم قصها، وفق مقاس النول الذي يتم استخدامه في إنتاج الحقائب.
ويبدي يسري سعادته لإتقان السيدات لهذه الطريقة وتجاوبهم مع المشروع، الذي بدأ يؤتي ثماره ليس فقط على مستوى تحسين دخل الأسر اقتصادياً، ولكن على مستوى البيئة في القرية.
ويضيف: «عانت القرية لعقود مع السحابة السوداء التي تظهر سنويّاً نتيجة حرق سيقان الموز، لكن اليوم لم نعد نعاني من تلك السحابة، بعد أن تحولت سيقان الموز لمصدر دخل».
وتستخدم الألياف الناتجة عن سيقان الموز في إنتاج الخيوط التي تستخدم في إنتاج الحقائب النسائية، التي تحوِّل تسويقها إلى مصدر دخل لسيدات القرية، كما تقول شيماء الزهيري، عضو جمعية بدر الطويل الأهلية. ويتم تسويق منتجات ألياف الموز من الحقائب عبر صفحة بموقع «فيسبوك»، غير أن ما يتمناه المنتجون هو الحصول على دعم حكومي لتسويق تلك المنتجات. وتضيف شيماء في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى المشاركة في المعارض الداخلية والخارجية التي تدعمها وزارة التضامن الاجتماعي والسفارات المصرية بالخارج».
مخلفات أشجار الموز لمواجهة البطالة في قرية مصرية
استخدمتها نساء في إنتاج حقائب يدوية
مخلفات أشجار الموز لمواجهة البطالة في قرية مصرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة