إقالة قائد شرطة النجف... و7 قرارات حكومية لاحتواء المظاهرات

التظاهرات التي تشهدها مدينة البصرة (رويترز)
التظاهرات التي تشهدها مدينة البصرة (رويترز)
TT

إقالة قائد شرطة النجف... و7 قرارات حكومية لاحتواء المظاهرات

التظاهرات التي تشهدها مدينة البصرة (رويترز)
التظاهرات التي تشهدها مدينة البصرة (رويترز)

أفادت وكالات أنباء عراقية بأن وزير الداخلية قاسم الأعرجي قرر اليوم (الأحد)، إقالة قائد شرطة النجف على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها المدينة منذ أيام.
وأفادت مصادر بأن الأعرجي كلّف اللواء علاء غريب بإدارة شؤون مديرية شرطة المحافظة.
وتشهد بعض محافظات جنوب العراق مظاهرات منذ أسبوع للمطالبة بتوفير فرص عمل وتحسين الخدمات.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أصدر أمس (السبت)، سبعة قرارات بشأن مطالب المظاهرات التي شهدتها البلاد، من بينها حلّ مجلس إدارة مطار النجف.
وذكر مصدر أنه «على ضوء تواصل رئيس الوزراء حيدر العبادي مع المواطنين والعشائر والاستماع إلى مطالبهم ومتابعة اللجان الوزارية، أصدر سبعة قرارات».
وأضاف المصدر أنه «تقرر إطلاق تخصيصات للبصرة بقيمة 3.5 تريليون دينار فوراً»، مشيراً إلى أنه «تقرر أيضاً استخدام التخصيصات المطلقة لتحلية المياه وفك الاختناقات بشبكات الكهرباء وتوفير الخدمات الصحية اللازمة».
وتابع المصدر: «توفير التخصيصات اللازمة لفك اختناقات الكهرباء للمحافظات»، لافتاً إلى أنه «سيتم توسيع وتسريع أفاق الاستثمار للبناء بقطاعات السكن والمدارس والخدمات».
وأكد المصدر أنه «تقرر إطلاق درجات وظيفية لاستيعاب العاطلين عن العمل، وفق نظام عادل بعيداً عن المحسوبية والمنسوبية»، لافتاً إلى أنه «تقرر زيادة الإطلاقات المائية، وبالأخص إنصاف محافظات البصرة وذي قار والمثنى والديوانية لوقوعها جنوب الأنهر، وعلى وزارة الموارد المائية والقيادات الأمنية بالمحافظات منع التجاوز على الحصص المائية».
وأشار المصدر إلى أنه «تقرر حل مجلس إدارة مطار النجف».
إلى ذلك، استمرت الاحتجاجات في مدن جنوب العراق اليوم (الأحد)، مع محاولات لاقتحام مقرات إدارية وحقل للنفط رغم إعلان الحكومة اتخاذ إجراءات تنموية لاحتواء الاضطرابات.
وفي البصرة، حاول متظاهرون اقتحام مبنى المحافظة في وسط المدينة، لكن الشرطة قامت بتفريقهم بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع.
كما حاول متظاهرون اقتحام حقل الزبير النفطي جنوب غربي البصرة، لكن قوات الأمن تصدت لهم ما أسفر عن سقوط جرحى بينهم، كما أصيب عدد من الصحافيين بحالات اختناق.
وتنطلق مظاهرات في البصرة لليوم الثامن على التوالي احتجاجاً على البطالة ونقص الخدمات.
وفي محافظة ذي قار، كبرى مدنها الناصرية، قال معاون مدير صحة المحافظة عبد الحسن الجابري إن مواجهات اندلعت الأحد بين متظاهرين وقوات الشرطة أمام مقر المحافظة، ما أسفر عن سقوط 15 جريحاً من المتظاهرين و25 في صفوف الشرطة.
وفي محافظة المثنى، كبرى مدنها السماوة، أعلن مصدر في الشرطة أن مئات من المتظاهرين تجمعوا أمام مبنى المحافظة، وأقدم بعضهم على إحراق وتدمير أجزاء من المقر.
وأضاف أن متظاهرين آخرين أقدموا على إحراق مقر لـ«منظمة بدر».
وفي النجف، سارت مظاهرة صباحاً، لكن قوات الأمن عملت على تفريقها، في حين لوحظ انتشار كثيف لـ«سرايا السلام» في شوارع المدينة.
وفي كربلاء، تجمع متظاهرون ليلاً أمام مجلس المحافظة، حيث اندلعت مواجهات مع قوات الأمن أسفرت عن سقوط 30 جريحاً، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات الكويتية إرسال تعزيزات إلى الحدود مع العراق، إثر المظاهرات التي تشهدها البصرة وعدد من المحافظات الجنوبية.
ونقلت صحف كويتية عن مصدر أمني كويتي قوله إن وزير داخلية بلادها، وجه بتحريك نحو 400 ضابطاً وضابط صف، إلى العبدلي، وهي نقطة حدودية بين الكويت والعراق، مؤكداً في الوقت نفسه استقرار الأوضاع على الحدود بين البلدين.
ووصف المصدر الأمني الكويتي الأوضاع بأنها مستقرة للغاية، مشيراً إلى أن إرسال التعزيزات هو لمزيد من الحيطة.
وأكد المصدر على أن ما يحدث في محافظات العراق الجنوبية، شأن داخلي عراقي، مشدداً على أن إجراءات بلاده هدفها سلامة الحدود، وأن الحرس الوطني الكويتي اتخذ إجراءات تأهب للأسباب ذاتها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.