نقلت السلطات الإسرائيلية رسالة شديدة اللهجة إلى حركة «حماس»، عبر طرف ثالث، حذرت فيها من أن كل السيناريوهات ممكنة إذا استمر إطلاق الطائرات الورقية الحارقة من قطاع غزة باتجاه مناطق تسيطر عليها إسرائيل في محيط القطاع. وأتت الرسالة الغاضبة في وقت تدرس فيه إسرائيل فرض إجراءات وخطوات أكثر تشدداً تجاه غزة. وأفادت تقارير في إسرائيل بأن قيادة جيشها تدرس إغلاق معبر بيت حانون (إيرز) أمام تنقل الأفراد، وكذلك منع حركة الصيد قبالة سواحل القطاع نهائياً، كخطوات أخرى إضافية بعد تلك التي اتخذت الأسبوع الماضي، وشملت تقليص مساحة الصيد من 9 أميال إلى 6، وإغلاق معبر كرم أبو سالم لنقل البضائع.
وهذه الخيارات أتت في ظل استبعاد اقتراح إطلاق النار المباشر على مطلقي هذه الطائرات، وهو اقتراح أثار جدلاً في إسرائيل. وتريد إسرائيل تضييق الخناق أكثر على حركة حماس، بعد أن اتضح أن إغلاق معبر كرم أبو سالم للبضائع خلق نوعاً من الضغط والفوضى كذلك، بسبب منع تصدير المنتجات الفلسطينية، ما أثر مباشرة على قطاعات واسعة من المزارعين والتجار والبائعين. ومعبر كرم أبو سالم هو المنفذ الوحيد لتصدير واستيراد البضائع من وإلى قطاع غزة، ومن خلاله يتم تصدير المنتجات الزراعيّة والحديد والورق والأثاث إلى الضفة الغربية وإسرائيل والخارج أيضاً. أما معبر «إيرز» (بيت حانون)، فيعد المعبر المركزي للفلسطينيين من أجل التوجه إلى الضفة الغربية أو إسرائيل، وإغلاقه سيعني منع أي حركة للمواطنين من وإلى غزة. وثمة اعتقاد في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن استخدام سياسة «الضغط المتعدد الأبعاد» ضد «حماس» سيؤتي ثماره، خصوصاً أن الحركة تعاني من عزلة وأزمة مالية خانقة، وتحكم سكاناً ضاقوا ذرعاً بالأوضاع على الأرض، لكن لا تقتصر الخيارات الإسرائيلية على إغلاق المعابر ومنع حركة الصيد وحسب.
وأورد موقع «الا» العبري أن خياراً آخر طُرح في صفوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وهو العمل بمبدأ «العين بالعين، والسن بالسن»، والمقصود به إحراق الحقول والمزارع التابعة لقيادات «حماس» في قطاع غزة، وناشطين في غزة يشاركون بإطلاق البالونات المفخخة والطائرات الورقية الحارقة، رداً على إشعال النيران في الحقول والأحراج الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه منذ بدء مسيرات العودة نهاية مارس (آذار) الماضي، أحرق الفلسطينيون نحو 28 ألف دونم من الأراضي الزراعية الإسرائيلية، من خلال الطائرات الورقية الحارقة. ولم تستطع إسرائيل التصدي لهذه الظاهرة «المقلقة»، وراحت تعرفها بأنها «إرهابية».
وتفيد أجهزة الأمن الإسرائيلية بأن الفلسطينيين ينون الآن تطوير هذه الظاهرة، باستخدام طائرة من دون طيار صغيرة محملة بمواد حارقة. وبحسب مصادر أمنية، فإن «نشطاء حماس بدأوا بتزويد الطائرات الورقية الحارقة بجهاز توقيت يمكنها من التحليق مسافات أكبر، والوصول إلى مناطق جديدة في إسرائيل، الأمر الذي حولها إلى ما يشبه الطائرات المسيرة».
وأورد تقرير إسرائيلي أمني أن «التهديدات التي تتعامل معها قوات الأمن من جانب غزة في قضية إشعال الحرائق هي: بالونات هيليوم، وزجاجات حارقة محملة على طائرات ورقية، لكن تنوي حماس استخدام طائرات من دون طيار صغيرة».
وقال وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان إن «الاتجاه واضح. عدد الحرائق ازداد، وكمية إطلاق البالونات الحارقة تتسع. لهذا طلبت من قوات الأمن التحرك ضد مطلقي هذه الطائرات، مثلما نتحرك ضد مطلقي القذائف، واستهدافهم من أجل القضاء عليهم».
لكن الجيش الإسرائيلي رفض اقتراح أردان، وراح عملياً يفكر في كيفية التضييق أكثر على «حماس»، وذلك على الرغم من أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية حذرت أيضاً من أن تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع قد يقود إلى انفجار وصدام عسكري، وربما حرب شاملة مع «حماس». وهذه واحدة من الخيارات التي لم تستبعدها إسرائيل.
ونشرت صحيفة «هآرتس» ان إسرائيل نقلت رسالة تهديد لحركة «حماس»، عبر طرف ثالث، مفادها أن استمرار إطلاق الطائرات الورقية من قطاع غزة سيؤدي في نهاية المطاف لشن عملية عسكرية غير مسبوقة.
ولم تسم الصحيفة الطرف الثالث، لكنها أشارت إلى أن إسرائيل أبلغته بأن صبرها بدأ ينفد، وتنوي المس بشكل مباشر بالبنية التحتية لحركة حماس في قطاع غزة. وبحسب «هآرتس»، فإن إسرائيل أكدت في رسالتها أنها غير معنية بالخروج في عملية واسعة، لكن استمرار إطلاق الطائرات الحارقة سيؤدي إلى مثل هذه النتيجة.
وتسيطر «حماس» على كل مناحي الحياة في قطاع غزة منذ 2007، وتقول إسرائيل إن الحركة مسؤولة عن أي تهديد يأتي من القطاع، بغض النظر عن مصدره.
إسرائيل تهدد بتضييق أكبر على غزة لوقف الطائرات الورقية
إغلاق معبر «إيرز» ومنع الصيد قبالة السواحل... وإحراق أراضي قياديين في «حماس»
إسرائيل تهدد بتضييق أكبر على غزة لوقف الطائرات الورقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة